علمت من والدتي بانها خرجت مبكراً من زفاف شقيقتها، اتصلت لاطمئن عليها. خشيت بأن اصابها مكروه. كلمتني حينها ببرود وطلبت منها ان نبتعد لفترة. كُنت انا من طلب ذلك دون تردد، لا اعلم لماذا عُدت اعاتبها من اجل سفرها دون علمي. ربما لم اتحمل فكرة انني اصبحت بعيد عنها لدرجة انها سافرت لمدينة اخرى دون ان تضعني بعين الاعتبار. قررت ان اصارحها بشأن امل لذا طلبت مواعدتها واخبرتها بكل ما في داخلي، كانت ملامح الحزن والقهر تبدو عليها حتى انها تحولت لملامح غيرة بعد ان اصفحت عما اكنه لها حاولت ان ابعد تفكيري عن امل ولكن لم استطع بسبب رسائلها المستمرة. لم تفقد الامل، حتى في ليلة زفافي كانت تراسلني. وجدتُ هذا عذراً و اتصلت بلمياء، اخبرتها عن تأنيب ضميري وتعذيبه لي وكانها مهتمة بذلك. كنتُ ساذج اتعذر بها ولاجلها. كيف لم افكر يوماً بأن ذلك قد يزعجها. نعم لم افكر الا الان عندما عدت للخلف قليلاً. كنتُ سعيداً من الداخل لانها ستكون بجواري. لم ارى حزنها جيداً من شدة سعادتي. كلانا كنا نخفي مشاعرنا من اجل كبريائنا. هي تخفي حزنها، وانا اخفي سعادتي. استبعدت امل او ربما كنتُ احاول استبعادها ولكن بكاء لمياء لم يستبعدها ابداً بعد تلك الليلة. كنتُ اعلم بانها ستكون مصدر قلق لها. كان عذري امامها بأن امل تحبني وماتفعلهُ بدافع الحب. لم اكن لاتوقع ابداً بانها ستبكي بحرقة لانها تغار علي، لان حبها الخافي لي عبء شديد تحملهٌ لفترةٍ طويلة بينما انا امامها اصنع لامل الاعذار. كنت اتوقع الكثير وراء هذا، مثل انني اعوض عن الحرمان الذي عشته لسنوات، اعوض عن الصبر الذي صبرته من اجل ان يأتي اليوم الذي انتشل فيه شوقي و ارميه بعيداً. لكن لم اعوضني بشيء فقط منحتها الراحة بعد يوم صعيب مرت به. وجودي معها بنفس المكان دون دفن نفسي بأحضانها صعب، صعب للغاية. لذا استسلمت لعلبة سجائري بعيداً عنها وعن امل.
اردت رؤية جدي في صباح اليوم التالي، كذبت حينها عندما سألتني عن مكان مبيته وقلتُ حينها بانه في منزلنا حتى لا اشعُرها بِشك. ذلك الصباح لم تدعني امل وشأني وطلبت مني ان امهلها بعض الوقت لاستمع لما تود قوله جلست تحدثني عن اخلاصها لي وانها لن تستسلم وستظل تنتظرني. ذلك الكلام احزنني عليها فهي قريبة جداً مني ولا اريد ان الحق بها الاذى. ولكن لم اكن اعلم بانني قد الحق الاذى بـ لمياء. كنتُ معمياً عن حقيقتي السيئة شردت بذهني عنها لم اقدر اسعادها لم افكر بتعويضها ابداً ولكن رؤيتها تنام بحزن اشعرني بذلك. اشعرتني بأنني لا اعي ما افعله بأنني اجلب الاحزان لها فقط.
ذلك المساء داعبت ذقني بخفة اشعرتني بأنها بجانبي ولا داعي لان اغمض عيناي وافكر كثيراً لمستني بعفوية دون علمها بأنني لم اكن نائماً وانتشلت متاعبي بانمالها. ذهبنا لتنزه معاً كانت تبدو محرجة للغاية لم نتنزه طويلاً لم تكن في مزاج لتنزه ولا لاي شيء اخر كنت اخبرها دائما بان نخرج ونتنزه ذلك افضل بكثير من الجلوس بنفس المكان دون فعل اي شيء فقط استراق النظر بين حين وحين وكاننا لسنا بزوجين حديثي الزواج وربما ذلك سبب حديثي معها عن توطيد علاقتنا اكثر فعلت ما اريد اخذت ما اريده منها وعشت اجمل لحظات حياتي معها تغيرت معاملتي تصرفاتي نظرتي لها اصبحت مهؤوس بها اكثر كنت سعيد للغاية بتلك التطورات التي حدثت معي ولكن لم يدم ذلك طويلاً الا ان عدت لياسر القديم. بعد ان تطفلت على هاتفي و اجابت على مكالمة امل تجادلت معها واحتد الجدال بيننا خرجت تاركها خلفي هربت من اول مشكلة تحدث بيننا واتخذت هذه العادة مكانها في علاقتنا اصبحت دائما اتجادل معها ولا اصل لحل فاهرب منها. اذكر بذلك اليوم خرجت وهي ايضاً عدت للفندق ولم اجدها اتصلت بها ولم ترد انتظرتها لمدة طويلة وعندما عادت تصرفت ببرود وتكبر معي لم يعجبني ذلك وعدنا نتجادل. كنت غاضب حقا منها ولكن لا اريد ان يستمر ذلك طويلاً حاولت مراضتها وترويضها وتمكنت اخيراً من ذلك لم نستمر سعيدين طويلاً بعد ان علمت بمرض جدي كنت قلق عليه ولكن ذلك لم يجعلني اظلمها بقراري بالعودة او بقراري لتركها تذهب للمنزلنا برياض لوحدها كنت اود ان اجعلها تقابل جدي بظروف افضل ولكنها لم تتفهمني. كنت اود رؤية تعابير وجها اثناء رؤيتها لمنزلنا كنت اود الذهاب معها لزيارة عائلتها ولكن ظروفي غلبتني كالعادة و زاد غضبها مني.
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romansعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!