مضى شهران بعد أخر لقاء، أخترتُ فيها أن ابتعد عنه لم أظن انهُ سيسأل عني يوماً او يُلاحِظ انقطاع زياراتي لوجدان، كنتُ اقابلها خارج المنزل او في منزل صديقاتنا. انتهت محاضرتي قبل الخروج بساعتين وذهبتُ اقابل صديقاتي في الكافتريا، كانت وجدان متغيبة ذلك اليوم قلقتُ عليها كثيراً، وجدتُ اخر ظهور لها على الواتس اب كان في ظهر الامس اي بعد عودتها من الجامعة! اتصلتُ عليها ولكن هاتفُها كان مغلق، انتظرتُ حتى بعد الظهر ثم عزمتُ على زيارتها لكي أطمئنُ عليها.
ذهبت إلى منزلها فلم اجد احداً بالمنزل و أخبرتني الخادمة حينها بأن حالة الجد الصحية متدهورة ونقلوه للمشفى والجميع لديه الان، اخبرتها بأن تخبر وجدان عن سؤالي عنها و ان تكلمُني عندما تتفرغ. خرجتُ من المنزل وانا اشعر بالاسى عليه، وجدت سيارة ياسر امامي يبدو انهُ وصلَ لتوه، خرجَ منها وملامح الحزن تبدو عليه كانَ يمشي ببطء شديد، قلقلتُ كثيرا،ً توقفت اراقب تصرفاته، يبدو انهُ سيغشى عليها، اقترب قليلاً من الباب ثم سقط على الارض.
لم أعرف كيف أتصرف بهكذا موقف شعرتُ بالخوف عليه، ناديُت الخدم لينقلوه الى الداخل، شعرتُ بأنني أريد ان اضعه على حضني وإيقظهُ بنفسي، تمكنت الخادمة اخيراً من إيقاظه، يبدو بأنه متاثر كثيراً بمرض جده لدرجة انهُ لم يأكل طوال الامس حتى انهُ لم ينام، وجهه يبدو فاتن على الرغم من تعبه وصفاره، بدأ لي انهُ اراد ان يتحدث إلي ولكنهُ لم يستطع ذلك، قلتُ له بتردد: ماتشوف شر وغادرتُ مسرعةً إلى الخارج، أخبرتُ الخادمة بعد أن لحِقت بي بإن تصنع لهُ الحساء بالخضار وتضع بعض الخبز الاسمر وعصير البرتقال الطازج، و ان تطلب منه أن ينام ولو قليلاً!
***أتصلت بي وجدان في المساء لتطمني عن احوالها وعن صحة جدها ويبدو ان الخادمة اخبرتها باعياء ياسر، سالتُها عن اخيها حينها فخبرتني بأنه عاد للمشفى قبل المساء وانه سيرافقه ليومين قبل الخروج. تمنيتُ بأن اذهب لهناك لكي أطمئن عليه أكثر ولكنهُ قرارٌ صعب بالنسبةِ لي!
زاد تعلقي به تلك الفترة لا أعلم هل هو حباً ام أنجذاب ام تعاطف كل ما اعرفه ان حدة الشوق إليه تزداد كل يوم!
بعد عدة أسابيع أخبرتني وجدان بأن أعود من الجامعة إلى منزلها لكي اذهب لمزرعتهم، لم اكن مستعدة لذلك ولكن هي و عائلتها أصروا علي بالاضافة الى ان ابي مسافر وإخوتي لن يلاحظوا ذلك، أخبرتُ والدتي بأني سأنام بمنزل صديقتي وغداً زواج إحدى رفيقاتي وسوف نحظرهُ معاً، كذبتُ على والدتي لكي اراه ولو عاد بي الزمن ولو قليلاً لفضلت المكوث مع والدتي على المكوث معه، عدتُ للمنزل وحزمتُ حقيبتي الصغيرة سريعاً، كنتُ متحمسة لرؤيته، كان الجد في منزل ابنه الاخر وسيأتي للمزرعة برفقتهم، تسنت لي فرصة الركوب مع ياسر.
وجدان: ايه لمياء بعد شوي تطاقي على البيبان
رشا: ههههههههههههههه وش قصتكم
انا: اصلاً انا احب الجهة اليمنى اكثر
وجدان: اجل ذاك اليوم وراك قلبتيها دراما
بعبط: لان اخوك الي يسوق
وجدان: واليوم هو بعد، خنشوف حركات ذيك المرة تنعاد
باستغباء: ليه هو بيسوق فينا :/
وجدان: بدينا؟
انا: لاخلاص أمزح :)
***تبغى الصدق..أكذب عليك.. أكذب عليك
هذا عذر..عشان أجيك..عشان أجيك
كل الحكايه اشتقت لك..كل الحكايه اشتقت لك
آمر ولا يامر عليك آنا وقلبي.. يا حبيبي
انا وقلبي بين ايديك .. بين ايديك
تبغى الصدق انا خلاص..خلاص..منك عسى مالي خلاص
سلمت لك كلي وشلي بعد قولي
أفراح ووصال وهنا ولا شقى خلي
تبغى الصدق..تبغى الصدق
مابي أكون إلا معاك..معاك..في هامشك أو في سماك
ما عاد يعنيني الشوق وظليني
إلحق على قلبي دخيل الله حس فيني
تبغى الصدق .. تبغى الصدق
كان صوت نوال الكويتية يصدح في سيارته، الطقس ممطر وجميل للغاية، وجدان واخواتها منشغلين بهواتفهم، كانَ هاتفي مغلق لإنغمس معه في أجوائه الهادئة، كان ينظر للطريق بتمعن وانا شاردة بافكاري، كنتُ خلفهُ بسيارتهِ الرياضية الصغيرة، قريبة جداً من جسده ولكني بعيدة جداً عن قلبه، قطعَ صمته قائلاً: بنات تبون كوفي!
وجدان: أطلب لنا كلنا
ياسر: أعرف وش تحبون بس... واشر بعينه لاخته
وجدان: كابتشينو سكر وسط
ياسر باستغراب: طيب اساليها
وجدان: هذي قهوتها دايم الدوم
ياسر: اها اوكيهكنت استمع لحديثهم بخجل، واقول في نفسي: شكراً لك يا وجدان وفرتي علي عناء الحديث مع أخيك، ذلك الحديث الذي ربما يكشفني أمامك، وانتي التي تعرفيني تمام المعرفة..
عاد ياسر مع رشا بعد نصف ساعة يحملون اكواب القهوة،
كانت رشا تحمل قهوتي انا وريما وياسر يحمل قهوته هو و وجدان، بعد عدة دقائق شربتُ القهوة كانت مرة جداً لم استطع تحملها شرقت بقوة، رشا: اسم الله عليك وراك
انا بلوعة: القهوة مرة
رشا: ياسر وش الي معك؟
تذوق ياسر القهوة ثم قال : قهوتها
وجدان بضحكة: الحين اخوي عادي يشرب قهوة بسكر بس انتي وش يشربك اياها؟
ياسر بغضب: عندي سكر
تسألت وانا انظر له عبر المرأة: هل هي حركة مقصودة؟ ام ماذا؟
قالت ريما: حبكت قهوة مرة اليوم
ياسر: انا اشرب على حسب مزاجي
رشا: وليش مزاجك اليوم خلاك تشرب مرة وش دعوة الاجواء زينة ودنيا خميس
رفع ياسر عينه: فضوها سيرة! ثم اخذَ يرفع عيناه بعد كل دقيقة.هل يعقل انهُ يكرهني؟ ام انهُ يريد ان يلقنني درساً بعد ان اسأتُ التصرف لقطته في اخر لقاء او ربما لأنني اقتحمت غرفته؟
وانا التي كذبت على والدتها وغامرت بنفسها حتى تذهب خارج الرياض معك، شعرتُ بالخذلان وكانك لم ترد ذلك ان يدوم طويلاً، حيث قلت بعد أن وصلنا: معليش ماقصدت ولاتسمعين لكلام رشا، كنت خارجة من السيارة و أقف أمام نافذة بابك، قلتُ لك حينها: حصل خير
نظرتُ إلى عيناي نظرات لا أعرف لها تفسير ولكنها أعطتني أمل خفي..
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romantizmعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!