أصرت وجدان وعائلتها على أن أزورهم بعد عودتي، ذهبت لزيارتهم في وقت متاخرا ًمن الليل، جلستُ بأريحية دون ان أرى حتى طيفه، على الرغم بأني كنتُ أشعر بالراحة الا أنني عُدتٌ محطمة الفؤاد، أيعقل دعواتي لم تستجب؟ أيعقل انني مازلت افكر به؟ مالذي أعرفه عنه حتى اتعلق به؟ مالذي يربطني به؟
خالة منى: وجدان تقولي أنك تحبين تخربطين وتبتكرين أكلات جديدة وش رايك تذوقينا من أكلك؟
رديت بخجل: من عيوني بس متى تبينه وانا تحت أمرك؟
خالة منى: تسلملي عيونك، بالوقت إلي تحسينك فاضية فيه مابي أكلف عليك.
وجدان: والله خدامتنا اكلها مفغص زي وجها وماتعرف تسوي حلويات لاهي ولا إلي معاها ارسليه بكرا لنا أو تعالي إذا تقدرين سويه وعلميني
انا بسخرية: على اساس اكلي حلو؟ انا اطبخ ع المزاج
رشا: تعالي نطبخ ونفطر مع بعض
خالة منى: خلاص اجل انتي بكرا فطورك عندنا
انا بذهول: تونا نتكلم عادي انقلب الوضع جد وعزائم
خالة منى وهي تضحك: انتي وحدة مننا مالك عزومة تعالي بكرا والمقادير علينا.أحب خالتي منى كثيراً لطالما حسدت وجدان على أمها كانت تختلف كثير عن أمي، أمي تقليدية في كل شيء حتى في طريقة حبها لي على عكس خالة منى كانت حديثة بطرقها واساليبها وكانها من جيلنا هذا.
جهزتُ نفسي وتركت أمي وخواتي يواجهون معارك الطبخ والتحضير لوحدهم، كان الطقس حار جداً ولكن حرارة لقاءك اشد منها، كنتُ بالمطبخ عندما رائتك للمرة الثالثة، لماذا المطبخ يا ياسر لماذا اتيت وفتحت علي باب مغلق منذ ان عرفت اختك لماذا؟ انت الذي لا تذكر هيئة مطبخكم لقلة دخولك له لماذا دخلته في عز الظهر؟ مالذي اتى بك و أنت في منتصف صيامك؟ دخل وآثار النعاس تبدو عليه قائلاً: بارتينا نظفي غرفتي لا ارجع القاها وصخة اوكي، ونظفي مكان مياس لاتخلينه وصخ! بارتينا: اوكي سير..
كنت اتربص بمكاني وادعي الله ان لا يلاحظ وجودي ولكنه لاحظ امراة ترتدي عباءة في المطبخ، وسرعة بديهته قتلتني هذه المرة ايضاً عندما قال: جعل كل الشهور رمضان عشان ماتنسين عباءتك! حاولت ان أرد عليه ولكني لم استطع ويبدو انهُ انتظر ردي او ان القدر جعله يتوقف للحظات حتى تأتي والدته وتساعد في تغير علاقتنا من صدف عشوائية الى لقاءات مدبرة بواسطتها! دخلت خالة منى وهي تتحدث لياسر بحدة: خير وش تسوي هنا أحرجت البنت
ياسر بصوت خافت: وانا وش بيدرني ان في احد بالمطبخ!!
خالة منى: طيب يلا اطلع.
اعتذرت مني خالتي منى ولحقت به..ذلك اليوم أردت ان يؤذن المؤذن باكراً لكي أتمكن من شرب الماء، كنتُ عطشة ومنهكة من كثرة التفكير كيف استطاع التعرف علي بسهولة؟! حاولت ان اتماسك واعد الحلا بدون ان انسى شيء من خطواته وتمكنت من ذلك اخيراً.. يبدو ان والدته بدات تفكر بي بعد ذلك اللقاء حيث اخبرتني وجدان انَ والدتها سمعت حديثه عن عبائتي وسالته عن ذلك. قالت لي: اخوي متعجب منك دائم تجلسين بدون عباية ويوم جاء رمضان تسترتي! معليش تراه فاهمك غلط!
بربك يا ياسر أخبرتك وجدان بلقاءنا الاول بأنني لم اجلس بعبائتي لخلو المنزل وعند اللقاء الثاني انت من كنت تجلس بالمكان الخاطيء في الوقت الخاطيء ام بالنسبة للقاءنا الثالث انت لم ترى سوى ظهري؟! كيف لك ان تحكم علي بتلك السرعة؟؟ اجزمت انك كبقية السعوديين تحكم على الاخرين بسرعة!!
في مواقف عادية كهذه حكمت علي بسرعة كيف في بقية الامور؟
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!