اتصل بي ياسر بعد اسبوع من الغضب، ربما يئس من ان اتصل به، او قدر ظروفي، او ربما اشفق علي وعاد يطرب مسمعي بصوته، قال لي بعد ان سأل عن احوالي وبعد ان اعتذرت عن فظاظتي بالسابق: تصدقين حلمي اكمل دراستي بالخارج واعيش هناك
انا: جانب مشترك جديد
ياسر: الشيء الي ماقدرت احققه لنفسي مدري كيف بحققه لك، المفروض ماوافقت او وضحت رائي!
انا: ليش
ياسر: مقدر اترك جدي
انا: عادي ترا انا مو جادة بالموضوع
ياسر: يمكن بيوم يصيرلم اكُن لإتخلى عن احلامي بسهولة ولكن منذ ان وقعت بحبك تخليتُ عن اشياء كثيرة جداً كان بدايتُها كبريائي واخرُها واحد من احلامي الذي تحطم بسبك ايضاً والذي من بعده لم استطع ان اذل نفسي اكثر من اجل ان احظى بقلبك!!
***
وضعتُ جدولاً لإنجاز مهامي حتى اتمكن من الدراسة وتجهيز نفسي لحياتي المقبلة دون جهد واستطعت ان اوفق بين كلاهما بعد عناءٍ طويل، تحدد موعد زفافي بإن يكون في شهر شوال وكان امامي وقت طويل للإستعداد حتى بعد التخرج..
أخبرني يوماً بأنهُ سيقوم بتجهيز الدور الثالث من منزلهم من الان لانهُ سينشغل بسفرته لسيدني، وانهُ يريد مني ان ارى الاثاث قبل ان يشتريه، كنتُ اعلم بأني سأعيش مع عائلته وكنتُ سعيدة بذلك، ولكنهُ كان يهون علي معظم الاشياء، وذلك ايضاً ما انقذ حياتي ولم يتمكن من انقاذي من الخسارة، ذهبتُ معه لكي ارى الاثاث ، كنتُ عسرة وصعبة الارضاء، لذا اخبرتهُ بإن يختار على ذوقه، اخذ يخبرني بأن هذه الطاولة ستكون جذابة المظهر في غرفة معيشتنا، وذلك السرير مريح ويناسب بقية ديكور غرفةُ نومِنا،كان يتحدث ويخطط ببرود وهدوء تام وعلى الرغم من ذلك لم افقد حماستي، تمنيتُ ان تمر الاشهر بسرعة لإتمكن من ان اضع طعامه على تلك الطاولة، وعلى ان انام بقربه على ذلك السرير، حتى اثاث المطبخ كان على ذوقه، كم ستنفتح نفسي لطبخ والاكل!
في طريقنا للعودة، اوقف سيارته امام منزلي واقترب قليلاً ، اخذ يحدق بي ثم قال: في شيء غريب بعيونك يجذبني، كل ماشفتك احس ما ودي اشيل عيوني عنك !
كم اود ان اخبرك بإن ذلك ما هو الا حبي لك، وعيناي تعكس مافي قلبي، حبي لك يجذبك يا سر يجذبك كثيراً، تمنيتُ بالمقابل ان ارى بعيناك الحب وليس الاعجاب فقط.
اقترب مني اكثر وخلع الحجاب من راسي، ارتبكت كثيراً واردت ان افتح الباب واخرج ولكنهُ امسكني بشدة واقترب اكثر حتى استطاعت شفتاه من ان تتمكن من عنقي، قبل عنقي بخفة، ثم دفن راسه بخصال شعري المتساقطة قليلاً، حرارة شفتيه على عنقي البارد، هدوء السيارة، ظلمتها، كل تلك الاشياء اوقعتني بشباكه، ابتعد قائلاً: انزلي!!خجلتُ كثيراً منه وخرجتُ بسرعة، عدت لإحضن مخدتي واحلم بأحلام كالافلام، حلمت بأنني ارقص في احضانه على جبال الالب، وحلمتُ بأنه يهرب بي لمكان بعيد كالاكواخ في الافلام القديمة، وحلمتُ بأنهُ يحتضنني وسط حقل كحقول البنجاب، وحلمتُ ايضاً بأنه يمد ذراعيه وان اطوقه من الخلف، حلمت وحلمت وحلمت ولم اكن املك سوا احلامي ولم اعد املك سواها...
***
علمت من ياسر بأن خالة منى تريدنا نتقرب لبعض اكثر كبقية المتزوجين قائلاً بسخرية: تقولي ان ابوي كان يزورها ببيتهم ليش ماتزور لمياء هههههههههههههههه كمية احراج لي ولك مو طبيعية
تخيلتُه يزورني و إخوتي يتطفلون علينا وضحكت، بينما ياسر تابع حديثه قائلاً: بكرا ابي اقابلك
تذكرت ماحدث في المرة السابقة وتعذرت قائلةً: ما اقدر مشغولة
ياسر: ليكون عشان الي صار اخر مرة!
بتردد: لا
ياسر: انا زوجك ترا وبعد مثل ماقلت تنفذين، بكرا بمرك بعد الجامعة
بفضول: الظهر؟
ياسر: عادي ولاتساليني وين***
كنت متحمسة وخائفة كثيراً، اخذت انظر للوقت في هاتفي بشوق وتوتر، ومضى الوقت بعد ان تمكن من اختبار صبري.
اتى ياسر ليصطحبني قائلاً: يلا مشينا
بفضول: لاوين
ياسر: بعدين تعرفين
ارتعبت من الطريق الذي يأخُذني إليه : ياسر من جدك؟ لاوين
ياسر: للمزرعة
بخوف: تستهبل
ياسر: لا
انا: ياسر الجو بارد وملابسي خفيفة
ياسر: الجو برودته عادية
بذهول: ياسسسسر!!
ياسر: ترا اذا ماسكتي بنزلك
بعد عدد قليل من ساعات القلق و الافكار السوداوية وصلنا للمزرعة ولكنهُ سلك طريقاً يختلف قليلاً وقال: هذي الجهة من المزرعة ملك لي
تفأجئت عندما رايت مسكناً صغير يشبه الكوخ وتذكرتُ تلك الاحلام المنكهة بالبهارات الهندية ")
قال لي: يلا انزليكان امامي مساحة خضراء واسعة مع بركة سباحة متوسطة الحجم و ارجوحة صغيرة ومسكناً خشبي صغير، ادهشني ذلك المنظر، اقترب ياسر مني وقال: هالمكان هدية من جدي ومحد يقربله غيري تعالي اوريك المكان من جوا، كان المكان اشبه بالبيوت الريفية الاوربية، كانت غرفة المعيشة صغيرة ويوجد بها مدفأة و اريكة تقليدية المنظر، ومطبخ صغير يطل عليها، وعلى الجهة اليمنى سلم، اتجهنا الى السلم ووجدتُ امامي حمام صغير على اليسار وبجانبه مباشرةً غرفة النوم، كانت الغرفة صغيرة بعض الشيء وكلاسيكية المنظر، يبدو ان ياسر مغرم بالحياة على النمط الاوربي الجذاب.
أخبرتهٌ والدهشة تعتريني: جمييلة ماشاء الله
ياسر: هذا مكاني المفضل
انا: ذوقك جميل
ياسر: كيف عرفتي
بتردد: مو انت قلت انه مكانك المفضل اكيد انت الي مختار تصميمه
ياسر: انا قلت لك ان جدي اهداني اياه، ثم تابع: كيف عرفتي
بخجل: ذوقك مميز
اقترب مني وقال: فهمتيني من الحين
انا: مب ذا السهولة
طوق ذراعي بيديه وقال: اجل
توترت كثيراً وحاولت ان ابتعد عنه ولكنهُ طوقني بقوة اكثر وقال: وش فيك
انا:ماينفع
ياسر: ليش
انا: لاتضغط علي
ياسر: ماراح اسوي شيء غصبن عنك بسسس، و اقترب اكثر من شفتاي وقبلني، ابتعد قليلاً ثم عاد يقبلني مرةً اخرى واخذ يكرر فعلته، تجمدت حواسي حتى انني لم اشعر به وهو يقبلني، حاولت ان ابعده ولكنهُ مازال يطوقني بقوة، لا اعلم لماذا فكرتُ بطريقة درامية وانني سأصبح حامل قبل ليلة زفافي!!!!
بهلع: ياسسسر
ياسر: بس بستك وش فيها
انا: اخاف تتعمق
عاد يطوقني قائلاً: ماتثقين فيني
خجلت مراددته عن تلك الاشياء ولكنه لم يرد مضايقتي فقال: اوكي ببعد، بس بعدين ما اسمع لك نفس
ابتعد عني وملامحه تبدو شاحبة بعض الشيء، ذهبت الى الشرفة الواسعة ولا اعلم لماذا ياسر اصبح غير مرتاح لوجودي، ربما لم يستطع كبح نفسه، وخشى ان يزعجني بتصرفاته!!
كان الجو بيننا متوتر كثيراً لذا لم نمكث طويلاً، بعد نصف ساعة من التنزه بالمزرعة عدنا إلى الرياض، اعتذر مني لتصرفه الطائش ورحل..
كان ياسر يتصرف كما تمل عليه فطرته لذا لم انزعج منه، على الرغم من كثرة تقلباته الى انهُ اصبح لطيف ويتحدث برومانسية اكثر من قبل، ويحرص على مواعدتي بعد كل فترة و فترة.
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!