عدتُ إلى منزلي مثقلة بعبء حبه، لم أرد أن أعود لتستقبلني نوف ونجلاء بفضولهم الخانق ولا لتحقيقات والدتي، لم أهتم لذلك فقط أردت أن أبعد عنه، كنتُ قد قررت حينها ان أبتعد عنه للأبد، أتصلت بصديقتي شوق وكانت تشعر بالملل حينها لذا كنت أعلم بأنها ستستمع لي حتى النهاية، كانت شوق الشخص الوحيد الذي أثق بأنني عندما أخبره بمشكلتي لن يشعرني بالندم، كانت الاسباب التي تدفعني للبوح لشوق قوية جداً فهي واحدة من أقرب صديقاتي، قد تتمكن من أن تطلق حكماً مناسباً لتصرفات ياسر او قد تستطيع ان تدبر لي طريقة لانساه و أخرجه من حياتي، بالإضافة إلى ذلك هي لا تعرف أخواتي معرفة شخصية ولا تعرف وجدان، الجميع يعرف بأنها من أعز الناس بحياتي ولكنهم لايعرفون بأنني اتقاسم همومي ومشاكلي معها و أنني استجيب لكلامها وافكارها مهما كانت مجنونة، أخبرتني ذلك المساء بأنني محظوظة، أعجبتها طريقة وصفي له، لم اوفي جماله حقه عندما وصفتهُ لها ولكنها أعجبت فيه، قالت لي: أمل لاتحطمك ابد في مجال انه يحبك بس انتي حاولي تتقربي من امه!
اخبرتها بغضب: انا مو محتاجة اسوي ذا الاشياء الرخيصة ولا انا ابيه بس ابي انساه عندك حل ولا اروح انام؟!
قالت لي بحماس: اقولك اخرتها بيحبك زي الافلام لا تستعجلين على رزقك :)
بتعجب: عندك حلول ولا كيف؟
شوق: جت في بالي فكرة أسحبي على وجدان دامها مب بنفس كليتك وتعذري بدراستك فترة واذا طلبت تزورينها قولي لها صديقتي شوق بتتزوج وقالت لي اكون معاها فالتجهيز لزواجها، بتصدق اكيد،،، فكرة شوق كانت جيدة للغاية ولو كنتُ أعلم بأنها ستأتي بنتيجة لما قُمت بها!أخذتُ اتعذر بدراستي و زواج شوق المزيف، تفهمت وجدان وضعي ولكنها قالت لي حين هاتفتني: يعني مو معقول ما عندك وقت بالمرة، خلينا نتقابل بجمعة سارة هالويكند!
خفتُ أن أتي وتخبرني عن أشياء لا أريد أن اسمعها، أريد ان ابتعد عنها قبل أن يأتي اليوم الذي تدعوني به لزفاف اخيها على أمل، أردتُ أن أغير مسار حياتي، أخذت أدبر وأخطط لحياتي و أحسب حساب كل ساعة لاشغل نفسي عن تذكره، حتى أنني بدوت أقسو على نفسي مارست انواع كثيرة من الرياضة حتى تهدى نفسيتي، أخذَ مفعول الرياضة والاهتمام بنفسي يتضح علي، أستعدت طاقتي لدراسة، عدت لمياء التي تضحك على كل شيء و تتحدث بسذاجة، التي تشعر بالامبالاة عندما تنشغل بترفيه عن نفسها لا عندما تخذلها الحياة، عُدت اقوى من قبل، كنتُ مفعمة بالحياة حينها، أبتعدت عن كل مايضعف قلبي ويذكرني بك، الموسيقى، الشعر، القراءة، الكتابة، حتى تلك الافلام والمسلسلات التي كنتُ أتمنى ان أجرب شعور بطلاتها عند يقعن بالحب، جربت مرارة الحب فقط ولم اتلذذ بنشوته يوماً!
***
أتت وجدان لغرفة المعيشة وهي تتذمر بصوت خافت، قالت والدتها: وش فيك تكلمين نفسك؟
نظرا ياسر بسخرية نحوها، تابعت الأم: تعالي قوليلي وش صار على الموضوع؟
وجدان: تقول مشغولة
الأم: مب خالية ذا الأدمية فجأة تغيرت!
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!