بدأ ميدو بالتدرب على يد كين طوال النهار إلى أن ودعت الشمس السماء وحل محلها القمر ، انتهى اليوم وعاد الجميع لبيوتهم وبقي ميدو في النادي وحيداً ، انتظر قليلاً حتى أمن أن الجميع قد خرج ثم سقط واستلقى على ظهره يرتاح فقد كان يوماً صعباً وقد أخذ منه جهداً كثيراً لكن سرعان ماهب يشرع في عمله خشية أن يغلبه الكسل ، نظف المكان جيداً وأعاد ترتيب ما تبعثر ومسح أرضية النادي بمنشفة مبللة بالماء حتى أصبح المكان لامعاً كالذهب ثم ارتاح قليلاً مرة أخرى يلتقط بعض أنفاسه وهو يحوم بنظره إلى ثمار ما عمل وتطيب نفسه ويرجو أن ينال إعجاب المدرب ، وبعد مدة قصيرة قام و بدأ يستعد ليتدرب مرة أخرى لوحده فالغاية من بقائه هنا ليس للعمل وحسب بل لمضاعفة جهوده في التدريب ، ذهب إلى قسم الملاكمة وتحديداً عند كيس الملاكمة الرملي ، أخذ نفساً عميقاً ثم ركل الكيس بكل ما يملك من قوة فأحس بوكزة ألم لكنه واصل الركل ببسالة غير مكترث بالألم الذي تتراكم شدته على قدميه وظل هكذا إلى أن خارت قواه تماماً فهدأ قليلاً يأخذ بعض الأنفاس ثم أخذ نظرة إلى الخارج من النافذة فوجد عتمة الليل قد غطت المكان ، جلس ميدو على الأرض يتأمل قدميه المتورمتين من شدة التدريب يبتسم ابتسامة غير مفهومة وهو يقول مخاطباً لعنته كأنها تسمع أو تعقل قائلاً :
"هيا الآن هل ستشفي قدمي هذه المرة أيضاً أم لا سوف أرى بنفسي وأزيل الشك . "
فلبت اللعنة ندائه وعندما دق نعيق الغربان أبواب النوافذ معلناُ أن الليل بلغ منتصفه بدأت تتوهج قدميه المصابتين وتحمر وعادت ترمم نفسها وتمحي ما رسم عليهما من تورم وتأكل الجروح والندبات كما تأكل النار الخشب و ميدو يراقب قدميه بصعوبة وهو يكز على أسنانه من حرقة الألم التي تنبعث منهما إلا أن انتهت العملية بنجاح ، انبطح دون حراك على الأرض المبللة من عرق جسمه فرغم السحر الذي تسحر به اللعنة جروح ميدو وتشفيها إلا أن هيجانها يتعب بطلنا بشدة وتهلكه ، ثم استدار وراح يتأمل السقف بسكون ويفكر ، رغم كرهه الشديد لقوته الجديدة إلا أنه كان راضياً بها وقرر الإستفادة منها قدر ما يستطيع فلا يعلم ما تزرعه الأيام وماذا سيجني وظل على حالته حتى تعبت عيناه و استسلم لنوم عميق .
حل الصباح معلناً يوماُ جديداً استيقظ ميدو فزعاً ينظر ويتلفت حوله ثم هدأ حينما أدرك أنه لم يأتي أحد حتى الآن إذاً إنه الصباح الباكر ، قام بسرعة وأعاد ترتيب المكان من جديد ثم بدأ يتمرن على بعض التمارين البسيطة يُحمي فيها نفسه إلا أن أتى المدرب للنادي مع كين وعندما دخلا وجداه يتدرب منذ الصباح فأعجب المدرب بنيته الجادة في صقل عضلاته ثم نظر إلى النادي فرآه مرتباً نظيفاً تطيب نفس الشخص حينما يمكث فيه فزاد ذلك من إعجابه فابتسم ابتسامة الرضى و لوح بيده وقال بصوت عال:"ميدو صباح الخير . "
أزاح ميدو نظره ورد السلام قائلاً :
"صباح الخير . "
أنت تقرأ
لعنة التناقض
Science Fictionعن طفل صغير يدعى ميدو كان يعيش مع اهله في قرية صغيرة الا ان هاجم احد الوحوش القرية وقتل اخاه لينتهي به المطاف ملعونا بلعنة غريبة نبذ على اثرها من القرية لذا قرر البحث عن حقيقة ذلك الوحش لينتقم .