استأذن《ميدو》كي يذهب إلى غرفته بحجة التعب ثم أسرع وفتح النافذة وأدخل المخلوق إلى الغرفة وتركه في مكانه وذهب وجلس على كرسيه الخشبي كالعادة وفتح الكتاب الذي كان يقرأه وانتظر حتى سكنت جميع الأصوات ولم يبقى سوى نعيق الغربان الذي ظل يحوم في السماء ، وبعد صمت دام لدقائق كسر《ميدو》هذا السكون بتوجيه سؤال لهذا المخلوق فقال :
أتأكل طعامنا .
أجاب وهو يغضن جبينه :
يالك من سخيف لقد اعتدت على تناول طعام البشر من زمن طويل.
عندها اطمئن《ميدو》وذهب خلسة وأحضر ما تبقى من الطعام لإسكات جوع ذلك الصغير وقدمه إليه في طبق أجوف . أخذ الصغير الطعام وراح يتناوله بنهم عندها قال :
ماذا يبدو أنك لطيف في النهاية على عكس مظهرك وطباعك .
_لطيف؟أنا لا آبه لمثل هذه المشاعر وإنما أعطي أهمية لمن أحتاجه في تحقيق ماأريد فحسب .
_يعني استغلال لا أكثر .
_ سمه ما شئت فلو لم تكن تريد استغلالي لما قدمت إلي هنا بين جدراني .
صمت الصغير برهة ثم شخص نظره نحو《ميدو》يبدو أنه فهم المقصد من كلامه ثم راح يكمل طعامه قائلا :
أريد منك غداً أن تأخذني إلى مكان أردت رؤيته بشدة .
_مكان؟وهل هو بعيد .
_سمعت أنه هنا قريب من المدينة.
_وماهو هذا المكان .
_ستعرف غداً والآن دعني أستمتع بطعامي ثم أخلد للنوم فقد بدأ النعاس يرفرف فوق عيني.
فتركه على حاله ثم صعد على فراشه وخلد إلى النوم هو الآخر .
حل الصباح المشرق على المدينة . صاح الديك حينما كان《ميدو》 يحضر نفسه للذهاب مع المخلوق الصغير مستغلاً نوم الجميع ، وضع المخلوق في حقيبته وارتداها على ظهره وانطلق باحثاً عن المكان الذي قصده الصغير . ظلا يمشيان فترة طويلة تحت توجيهات المخلوق داخل الحقيبة يردد حسبما سمعه من مارة الناس في الطرق حينما كانوا يذكرونه حتى وصلا إلى أطراف المدينة حيث كانت غابة الصنوبر شامخة هناك ، بدأت الأفكار تتناطح في رأس (ميدو) وكان ذلك واضحا في عينيه :مالذي جاء بي إلى هنا ومالذي يريده هذا الصغير من هذه الغابة بالتحديد ،
حس المخلوق بارتباك《ميدو》فنظر إليه متعجباً وقال وهو يربت على كتفه ليريحه قليلاً :
ماذا بك ظننتك قوياً لكن يبدو أنك تتظاهر لا أكثر .
مالذي تريده من هذا المكان .
قال المخلوق وقد رسمت على وجهه ملامح الحماسة :
سمعت أنه يوجد داخل هذه الغابة بحيرة فائقة الجمال والناس هنا يقدسون جمالها الأخاذ للأبصار والعقول .
_بحيرة؟ لم أسمع بها من قبل .
_هل أنت حقاً من أهل البلدة .
_أقصد أنها لم تذكر أمامي قط .
_هذا غريب إنها بحيرة(أركون) من أجمل البحيرات إن لم تكن الأجمل أيعقل أنك لم تراها حسناً أريد رؤيتها بما أن الفرصة سنحت لي أن أصل إليها .
_من أجل هذا أتينا فقط
نظر《ميدو》 إليه باهتمام وقال :
وهل تعرف هذه الغابة أولاً .
_على حد علمي أنها المتاهة الخضراء غابة الصنوبر معروفة .
_إن كنت تعرفها فهذه هي الحماقة بعينها من اسمها متاهة كيف ستجد بحيرتك داخلها هذا إن نجونا أصلاً .
يالك من ساذج انتظر قليلاً .
ثم فرد جناحيه وحلق عاليا نحو السماء حتى تخطى أغصان الأشجار ورؤوسها ثم بدأ يلتفت حوله وهو يضع يده على جبينه ويتمتم :
مممم والآن في أي اتجاه سنعبر .....ها إنها من جهة الغرب .
ثم صرخ ينادي 《ميدو》:
سنتعمق داخل الغابة قليلاً ثم نمشي باتجاه الغرب بخط مستقيم وسنصل إليها دون أن نضيع .
فرد《ميدو》 النداء :
حسناً يمكنك الهبوط يبدو أنك اختلطت مع البشر كفاية حتى بدأت تقلد طريقة تفكريهم .
_أنا قادم ولكن.....
و بدأ يمحلق في الغابة من الأعلى وأردف :
حقاً إنها غابة ضخمة على مد النظر ترى ماذا يوجد خلف تلك الأشجار .
ثم نزل للأسفل وتابع السير على الأقدام مع《ميدو》 قاصدين البحيرة المذكورة .
بعد ساعة من المشي وصل《ميدو》برفقة المخلوق إلى البحيرة ، كانت البحيرة كما ذكرها الصغير جمالها الخلاب يسحر العين من أول نظرة نقية جداً، مائها الصافي يعكس زرقة السماءكما تفعل المرآة تماماً، تتضارب أمواجها على الرمال الصفراء الناعمة فتنثر رذاذها على الصخور الصغيرة وتسكن نسمات الهواء الرطبة العقول والقلوب . تقدم المخلوق نحوها ثم صاح بدهشة :يااااااه ما أجملها .
ثم تقدم إلى مياهها وأمال رأسه إليهل وقال :
تعال و انظر إلى الماء أستطيع رؤية وجهي في الماء ولكن هذا غريب لايوجد داخلها شي لا سمك ولا نبات عجباً هل أستطيع الشرب منها ممممم لا أظن فقد سمعت أن السكان يحذرون بعضهم من ذلك لإعتقادهم أنها أنقى من أن يشربها كائن وهذا واضح فلا يوجد شيء حولها لا نبات ولا حيوانات .
قال《ميدو》 وقد جلس على صخرة قريبة : حسناً هذا يكفي فهمنا الآن لم جئت بنا إلى هذا المكان هيا قل ما عندك فكلي آذان صاغية .
أنت تقرأ
لعنة التناقض
Science-Fictionعن طفل صغير يدعى ميدو كان يعيش مع اهله في قرية صغيرة الا ان هاجم احد الوحوش القرية وقتل اخاه لينتهي به المطاف ملعونا بلعنة غريبة نبذ على اثرها من القرية لذا قرر البحث عن حقيقة ذلك الوحش لينتقم .