وداع من لون مختلف

18 2 0
                                    

بزغ الفجر معلناً يوماً جديداً ، عاد بعض الرجال الى القرية لتفقدها بعدما قضوا جميعاً ليلة في قرية ضوء الشمس وقد توزعو في المبيت بين من بات مع  سكان القرية وبين من نام في خيم نصبت لهم في الخارج ، ولم يبد من سكان القرية أي تقصير في ضيافتهم قط كانت تجمعهم كلمة واحدة هذا واجبنا فاًنتم أصدقاء كبيرنا ، أما دوري و لمدا فقد قضيا ليلتهما عند وسيم كبير القرية  بعد ما قص قصته عليه ، لم يصدق وسيم بالطبع هذه الخرافة كأنها قصة من كتاب أساطير عتيق لكن لم يكن لديه خياراً سوى تصديقه بعد ما رأى حالتهم وقلقهم الشديد لذا فأدرك حينها أن الخطر الذي أرعبهم بهذا الشكل ليس بشيء يسير.
وصل الرجال إلى قريتهم ولم يجدو أثراً للوحش أو آثار دمار حل بالقرية سوى بيت دوري الذي تحطمت بعض أجزائه فقررو أن يكتمو هذا حتى مجيء دوري بنفسه ليرى  ، أخذوا الأطفال الذين كانو مبعثرين هنا وهناك  وقد غلب بعضهم النعاس وأعينهم ممتلئة بالدموع اليابسة من شدة بكائهم وجمعوهم في بيوتهم حتى مجيء أهاليهم ، وعادوا ليحثو الجميع على العودة .
مرت بضع لحظات وعاد الجميع إلى قريتهم يتفقدون بيوتهم وأرزاقهم عادت الأطفال لحضن أمهاتهم الدافئ بعد ليلة تعيسة وبقي المتضرر الوحيد من هذه الحادثة الأليمة هو دوري الذي وقف أمام بيته المحطم يتأمل زواياه حتى جاء الرجل الذي تفقد القرية وقال بنيرة حزينة :

"أنا آسف يا دوري لقد كتمت عنك خبراً خشية أن تنفعل غضباً عند كبير قرية ضوء الشمس وهذا سينعكس سلباً على سمعتنا . "

قال دوري وعينيه معلقة عند بيته :

"هذا ليس شيئاً يذكر المهم أن الجميع بخير . "

"ليس هذا هو الخبر الوحيد ."

نظر دوري إليه وقال بتعجب :

"إذاً ما هو ."

تنهد الرجل ثم قال :

"اسمع يا دوري لم أستطع إيجاد  أي أثر لولديك في أنحاء القرية بحثت عنهم طويلاً لكن دون جدوى .:

"ماذا تقول ألم تخبرني أنك جمعت الأطفال في بيتك كيف تنسى ولداي يا رجل ."
قال دوري منفعلاً .

"أنا آسف حقاً لكني لم أجدهم في أي مكان ليس الأمر بيدي صدقني ."

تغيرت ملامح دوري الهادئة إلى ملامح تشوبها الغضب والفزع ، كان يريد أن يفض غضبه لكنه استطاع كتم ذلك حتى يستوعب ما جرى بروية وهدوء ، لكن المصيبة كانت مع التي لم تستطع كبح نفسها وهي تبحث بين أطفال القرية أملاً بأن تجد ضناها الثمين عندما تناهى إلى سمعها خبر فقدان ولديها من امرأة كانت بجانب زوجها وسمعت الحديث وهرولت تخبره للمدا. تصلبت ملامح وجهها كمن صب عليها الماء البارد ثم راحت تتماشى ببطء نحو زوجها وقالت ببرود :

"هل ما سمعته صحيح يا دوري ."

اضطرب دوري عندما رأى لمدا بهذا المنظر فأمسك بيديها وراح يهدئها قائلاً :

لعنة التناقضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن