طلعت الشمس تنير حدود مملكة (راميدان) التي
ليست سوى بضع بيوت مهترئة ضعيفة مهجورة ، على أطراف مدينة (قيرا) خرج ميدو أخيراً من
هذه المملكة الفقيرة فى سرور وأسف ، سرور لأنه
تخلص أخيراً من مشقة الطريق فيها وأسف على
حالها الصعب، تقاسم رغيف خبزه الأخير مع
بولنت منذ أن كانا في مدينة (قيرا) لذا ساد الجوع
معدتهما ، ثم أكملا السير حتى بدأت نعالهم تدوس
على بعض العشب الأصفر القاسي ثم زاد العشب
كثرة وليناً ثم عشب أخضر ثم واحة خضراء تكسو عين
من يراها برداء أخضر بهي وعادا يكملان السير في
عجلة حتى وصلا إلى النهر الذي يفصل بين
المملكتين مملكة (راميدان) وريف مملكة (آرجيمين)
في الغرب ، كان نهراً عريضاً طويلاً إلى مد البصر
حامت نظرات ميدو في أرجاء المكان في سكون وسلام ثم سأل:"أهذا هو النهر يا بولنت ."
أجاب بولنت في سعادة :
"طبعاً هو ألا تراه بعينيك ."
فذهبا إليه وأسدلا رأسيهما وشربا منه فكان ماؤه
بارداً منعشاً عذباً يزيل حقاً ما مر عليهما من تعب ثم
لمحا شجرة كبيرة ينسدل من فروعها بعض ثمار التفاح فهرعا إليها من شدة الجوع وتسلق بولنت وأنزل
ما فيها من ثمار ثم راحا يتناولان ثمار التفاح بنهم
، حتى إذا شبع ميدو حمد الله استلقى واستظل بظل
الشجرة وأسند ظهره إلى جذعها وغلبه النعاس من
مشقة السفر فغط في النوم أما بولنت فكان ما
زال يأكل ، وظل ميدو نائماً إلى أن أسدل الليل
ستاره ولم يبقى ضوء سوى من هلال السماء الذي
يحاول جاهداً كسر ظلام الليل بضوءه الخافت عندها
استيقظ ميدو من نومه ، تلفت حوله ثم نظر إلى
أعلى فوجد بولنت غارق في نومه على غصن
الشجرة فقام وذهب صوب النهر وغسل وجهه ثم
جلس حاذيته وبدأ يراقب النجوم المتلألأة وهي
تموج وتسبح في بحر السماء والرياح الخفيفة تلاعب
خصلة شعره وعادت إلى ميدو عادته القديمة
وعادت السكينة تسكن قلبه وبقي على هيئته إلا أن
حل الصبح وقام قرص الشمس من نومه إلى
السماء تحت أنظار ميدو وهو يرى انبثاق الفجر
واحمراره بعينيه في سرور ، حتى طل الصباح . فقام
من مقامه وذهب إلى الشجرة التي انتحى ناحيتها
بالأمس وهزها فسقط بولنت على رأسه فصرخ بحنق :"أييي مالذي دهاك ."
"هيا فلنكمل الطريق ."
"ألا تستطيع أن تكون ألطف قليلاً ."
"لا ."
"لقد كانت نومة مريحة وقد أفسدتها بعجرفتك ."
"أين علينا الذهاب الآن ."
تنهد بولنت ثم أشار بيده إلى النهر وقال :
"أنظر هناك إلى الجسر ذاك ، سنقطع النهر على ذلك
الجسر المعلق فالعجوز في الضفة الأخرى .""هيا بنا إذاً ."
ثم دلفا إلى جسر قديم مربوط من ناحيتيه بحبال من
الكتان معلقة في مسمار عملاق مغروز في الأرض
ثم سارا فوق الألواح الخشبية وهي تصدر أزيزاً مزعجاً
تحاول إبعاد من يمشي عليها ، وحينما قطع النهر
قال لبولنت :
أنت تقرأ
لعنة التناقض
Science Fictionعن طفل صغير يدعى ميدو كان يعيش مع اهله في قرية صغيرة الا ان هاجم احد الوحوش القرية وقتل اخاه لينتهي به المطاف ملعونا بلعنة غريبة نبذ على اثرها من القرية لذا قرر البحث عن حقيقة ذلك الوحش لينتقم .