رهينة تحتاج للإنقاذ

13 2 0
                                    

يقف المشهد هنا قليلاً ليعود بنا مع الزمن إلى
نقطة البداية حين همس ميدو لبولنت
ببعض الكلمات ثم تركه وذهب يسلم نفسه لنرى
مالذي حصل مع بولنت حينها .

انتظر صغيرنا في الحقيبة السوداء الخاصة
بميدو وهو يراقبه بعين التأهب والحذر حتى أخذه
الأعداء واطمأنت نفسه بخلو المكان من أي شخص
مريب حينها قال :

"حسناً حان الوقت للخروج يجب أن أسرع باللحاق بذلك
الطالب ."

ثم التف وعاد أدراجه مسرعاً نحو النادي, حينما وصل اقتبس النظر من طرف الباب  ، فوجد كين يتكلم مع المدرب والقلق مخيم على النادي ، تجاهلهم ودخل خلسة إلى غرفة الملابس وتحديداً إلى خزانة  ميدو ثم أخذ
ردائه الأبيض يتفحصه باحثاً عن شيء أخبر به حتى وجد بقع دم يابسة كانت
قد علقت به حين جرح الرجل بعدما أفقده الوعي ، ثم
راح يشم البقع بعمق وهو يتذكر كلمات ميدو
عندما أخبره قائلاً :

"لقد أخبرتنى أن لديك حاسة شم قوية جداً ."

"نعم هذا صحيح ولكن بماذا سيفيد أنفي في هذا
الموقف ."

"عد إلى النادي حيث وضعت ردائي ستجد عليه بقع
دم من أحد أولئك الرجال شمها جيداً ثم حاول العثور
على صاحبها إذا استطعت التقط الرائحة وحاول البحث عن صاحبها بجد دون تهاون اتفقنا ."

"نعم نعم ."

"وخذ معك كين و المدرب واذهبو جميعاً لتنقذو ذلك الطالب من قبضتهم وعندما تنتهي منهم أت بهما إلى مكاني سأحاول تولي أمر البقية حتى تأتي ، أما إن لم تستطع التقاط الرائحة فتعال بسرعة لوحدك كي نهرب من المكان .

فقال بولنت بانفعال وهو يهمس داخل الحقيبة :

"هل أنت أحمق كيف ستصمد لوحدك أمام أولئك
الأوغاد وهم كثر سيقتلوك بالتأكيد. "

تكلم ميدو بثقة غريبة :

"إنهم لا يريدون قتلي فلو أرادو ذلك لقتلوني منذ
البداية ولكنهم كانو يتجنبون ذلك لذا سأستغل هذا
الأمر لصالحي لايوجد حل آخر يا بولنت لن يتركونني
وشأني إذا لم أضع حداً لهذه المهزلة هيا اذهب الآن
واعلم أن مفتاح رحلتنا بين يديك الآن . "

"حسناً اعتمد علي سأفعل ما طلبته لكن تحلى
بالصبر حتى آتيك ."

علم بولنت أن ميدو يشعر بالذنب لما حصل مع الطالب المسكين لأنه كان سبب خطفه فوضع مهمة إنقاذه على رأس اهتماماته حتى ولو على حساب نفسه لذلك لم يتهاون في المساعدة حرصاً لعدم خسارة ميدو
فخرج إلى النافذة  أغمض عينيه وأطلق
العنان لحاسة شمه القوية المليئة برائحة دم العدو تقلب نسمات الهواء عن رائحة مشابهة وهو يتمتم :

"مممممممم إنها من هنا لا من هنا لكن.........

وبالفعل استطاع تمييز رائحة الدم من عبرات الهواء المختلفة ، ابتسم ابسامة عريضة شاكرة أن أنفه لم يخنه ثم قال :

لعنة التناقضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن