أنهى رينو كأس الشاي وعاد مع أبيه لإتمام ما بدأا به في الصباح ، نظر إلى السماء فوجد قرص الشمس قد صعد إلى زرقة السماء واستقر في منتصفها نعم إنها الظهيرة، اقشعر بدنه للحظة وراود روحه شعور سيء فقال وعيناه تحدق في زرقة السماء:
"لا أدري لماذا ولكني أشعر أن غداً لن يمر علينا بخير . "
أمسك رينو المجرفة واستعد للعمل لكن عيناه قد لمحت بريقا يرقص ويلمع على انعكاس ضوء الشمس ، ذهب ليلقي نظرة ، فإذا به قد وجد أحجاراً بلورية غاية في الجمال تشفّ ألوانها الزاهية لتفتن أعين من يراها منها الأحمر،والأزرق ،والأخضر ، بريقها قد أبرد قلب رينو وخف عليه حر الهواء فأخذ يجمعها حتى امتلأ كفه ثم ذهب إلى قبو البيت وأحضر خيطاً سميكاً و بدأ يرص الأحجار ويعقدها ، ثم أخذ خيطاً آخر اشد سمكاً وضم الأحجار المنعقدة داخله صانعاً منها طوقاً براقاً .
ثم عاد للمنزل فوجد أمه تغسل الصحون فنادى ويديه معكوفتين خلف ظهره :"أمي هل لي بدقيقة ."
استدارت لمدا وقالت :
"بالطبع يابني سأنشف يدي وآتي . "
وقفت لمدا أمام رينو تنظر إليه باستغراب فقالت والفضول يشغلها :
"ماذا هناك يا بني ."
"اجلسي قليلاً . "
أطاعت لمدا طلب ابنها وجلست فمد يديه خلف رقبتها وربط خيط الطوق بعقدة خفيفة ثم أزاح يديه وقال بوجه يشوبه الامتنان:
"كما توقعت العقد لا يبرز جماله إلا إذا ربط بشيء أجمل منه . "
لم تعي لمدا ما كان يلمح له ابنها ولكن ما إن وقع نظرها على العقد حتى اتسعت عينيها انبهاراً ودهشة كيف يلمع بألوانه الزاهية وكأنه يضوي من تلقاء نفسه دون الحاجة لضوء ، وفرحتها بما جال بخاطر ابنها ليعد عقداً من تلك الأحجار يهديها به .
وضعت يديها على فمها وشهقت شهقة إعجاب ودهشة وقالت:"يا إلهي ما أجمله هل صنعته بيديك من أجلي ."
"أجل يا أمي أرجو أن يعجبك ."
بادرته بحضن دافئ ورسمت قبلة على جبينه تعبيراً عن شدة سعادتها وقالت وهي تربت على راسه:
"بل رقص قلبي فرحا ولم لا يعجبني وقد أعده لي ابني البار شكرا لك يا بني فقد سرني بشدة ماصنعت سأرتديه ماحييت وأفتخر به أمام الناس ."
بدأت الشمس تصبغ السماء بلون أحمر وراحت تختبئ خلف الجبال عندها صحي قرص القمر وراح يتدحرج بين طيات الغيوم حتى وصل إلى صدر الأفق منتظراً عتمة الليل لينثر ضوئه الفضي في الأرجاء .
عاد الصغير ميدو من مدرسته فلوح بيده لأبيه وأخيه اللذان ما زالا يعملان في الحقل ثم دخل إلى البيت فصاح وهو يخلع صندله :"أمي لقد أتيت ياااه إن عصافير بطني تزقزق ."
فلم يجد رداً من أحد فرسمت على وجهة نظرة عبوس ثم ذهب إلى المطبخ فوجد أمه تحضر طعام العشاء والابتسامة لاتفارق شفتيها وهي تغني وتُتنتن ، لمح شيئاً يلمع على صدرها فقال والفضول قد أخذ عقله :
أنت تقرأ
لعنة التناقض
Ciencia Ficciónعن طفل صغير يدعى ميدو كان يعيش مع اهله في قرية صغيرة الا ان هاجم احد الوحوش القرية وقتل اخاه لينتهي به المطاف ملعونا بلعنة غريبة نبذ على اثرها من القرية لذا قرر البحث عن حقيقة ذلك الوحش لينتقم .