تعايش 2

1.6K 90 9
                                    

صباحا ......
فتح عيناه على عينان واسعتان تحدقان به برهبة وتفحص واستمتاع .
امتقع لونه وجف حلقه فهو لم يستعد وعيه من النوم حتى قابلته تلك العينين .تذكر بأنه في بيت أخيه والتي أمامه لن تكون سوى أخته ايا كان اسمها الظاهر انها ليست كأخيها .
- هتفت رؤى : بسم الله ما شاء الله ..ايه الجمال ده ..ماتعرفوني مين القمر يا أخوان .

ابتسمت في وجهه بعد رؤية ذهوله من كلامها : ما تقوم يا عم نديم اعرفك على نفسي .انا اختك رؤى ..قوم ياعم الكسول خلينا نتكلم ونرغي مع بعض .اهو البيت فارغ الا مني ومنك .

تململ من ثرثرتها ثم نهض متوجه الى الحمام على مضض فهو اراد البقاء في فراشه هروبا من كل شيء من شعوره بالفقد وشعوره بالوحدة والغربة والوحشة .

هتفت رؤى من جديد: ما تيالله يا عم نديم خلينا نفطر سوى .انزل بسرعة .انا في انتظارك .
وخرجت الى الطابق السفلي .

بعد دقائق نزل نديم وذهب الى طاولة الطعام حيث جلس عليها بالأمس .

كلمته رؤى : تفضل الفطور جاهز وخلينا نتكلم سوى يا أخويا .

رمقها باعجاب حين نعتته بأخويا .وقد انتبهت لذلك وقد أحست به وبحزنه فهو صغير جدا على كل ماحدث.لطالما ارادت كائنا تعتني به يكون تحت حبها وطوعها .وهاهو الان تحقق حلمها و لن تتوانى هي عن اغداقه حنانا وحبا .

قربت منه كأس اللبن و هتفت : حدثني بقا يا اخويا ،كم عمرك وفي اي سنة بتدرس .

وجم قليلا ثم رد: هو هو جمااا اخوكي فين ؟؟؟

قهقهتتتت على عدم ذكر نديم لاسم جمال متحاشيا ذلك .
لترد: ابيه يانديم قلوا ابيه ..
هو سافر اليوم لمدرستك عشان يأخذ ملفك ويجي يسجلك هنا عندنا .هو انت كام سنه عمرك

رد نديم : 12 سنة ، ثانية إعدادي .

رؤى : وانت يا حبيبي بتعرف تدرس ؟؟؟

نديم : مش أويي .عادي يعني
واردف : هي ماماكي فين ???

ضحكت مجددا : تاني يا حبيبي قلها ماما كريمة .وهي حتفرح أويي

نديم بابتسامة : وانتي اقلك ايه ابلة رؤى .

لتصرخ رؤى : لا يا حبيبي ابوس ايدك هم كلهم ست سبع سنين .سميني عادي رؤى .

واقتربت وقرصت وجنته فيما احمرت اذنيه وخديه خجلا لتردف : يا حلاوة الكسوف يا جدعان .
___________
في جهة أخرى خرج جمال من الاعدادية التي سجل فيها لنديم .لم تكن بعيدة عن البيت .فقد كانت مناسبة له من حيث البعد والمستوى .

رأى ملفه جيدا لم يكن ذو درجات عالية ولا ضعيفة كان عاديا .لكن عليه ملاحظات بالمشاغبة ونقص في حسن السلوك .ضايقه ذلك جدا وتوعد بينه وبين نفسه ان يريه ان فعل شيئا هنا فآخر ما يتمناه ان يجرجر هنا وهناك وراء مشاكله وشغبه .
تذكر نديم في تلك اللحظة وتصرفاته في اليوم السابق كان منطفئا هادئا .وكيف كان نائما مستكينا في فراشه صباحا .لا يعكس ابدا ملاحظات المدرسة عليه .

إنصاف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن