طيلة ذلك اليوم لم يكلم جمال رامي ..حيث انكمش رامي في غرفته مخافة تذكر جمال له ومحاسبته عن شيء للآن لم يحدده .
اما في الطابق الارضي كانت رؤى تعد القهوة لجمال .بينما جمال جالس على مائدة الطعام امام اوراق عمله .
رؤى : آبيه رامي مالو .من وقت ماجيتو من المستشفى وهو في اوضتو.
جمال بتنهت : مش عارف ممكن متهرب مني .اكيد حس عليا اني متعصب منو .
رؤى بحيرة : بس هو عمل ايه عشان تتعصب اوي ؟؟
جمال بجدية : متعصب منو ومن نفسي فيه فرق بين الحب و الدلال الزايد .انا كدة ببوظهم .رامي لاحظت عليه مرات انه بيكذب تهربا من اللوم ومن المسؤولية .انا في البداية ماكنتش بعاتب عشان شايفو متعطش للحنان والحب .اجلت التربية لحد ما يوثق فيا تمام .بس شكلي اجلتها جدا .
رؤى بحيرة اكبر : هو عمل ايه بالضبط ؟؟
جمال : هي الحادثة في مجملها مش مهمة .هو كان يلعب مع نديم في اوضتهم برغم من تنبيهي ليهم على انها مش مؤهلة للعب ورياضة زي التيكواندو ممكن يأذوا نفسهم لو لعبوا في مكان كلو حاجات .يعني عصيان امري من جهة .وكذب عليا من جهة تانية لانو عارف نفسو غلطان ..ومن جهة تالتة رامي هو الكبير .وده دور مش بسيط .انك تكون مسؤول على حاجة مأتمنينك عليها .ويا اما تقوم بيها ولا لا ده انعكاسو في المستقبل .لو ماتعلمش انه يكون انسان مسؤول من دلوقتي مش حيكون قد الثقة في المستقبل .لو مكانش دلوقتي أخ راعي .مش حيكون زوج راعي .ولا حيكون في عملوا راعي ومسؤول .وده سبب اللي احنا عايشين فيه دلوقتي .كل المناصب في البلد شايلينها اناس بعيد كل البعد عن المسؤولية والضمير .ممشينها كذب وتغليف وتدليس .في مدارسنا اساتذة مش قد الثقة تلاقيها بتغشش وتخدع ولا عاملة حساب انها موكلة على عمل ومن ضمن حق العمل عليها انها تأديه على اكمل وجه بثقة وأمانة ..
رامي لو مانبهتوش دلوقتي على كل صغيرة وكبيرة لو وصل للعشرين مش حنقدر نغير حاجة الا بالقوة وده على حسب كمان ممكن ينفع يمكن لا.
الثقة والاتقان والمسؤولية لو ما تطبعش بيها الطفل او المراهق في سن مبكرة مش حتلزق بيه ابدا ولا يتعلمها .
رؤى : بجد كلامك مضبوط .وانت حتعمل ايه معاه.
جمال بتنهت : حتى انا الوضع جديد عليا .مش عارف بالضبط حعمل ايه .غياب ماما كمان مؤثر فيا .ده الحكمة كلها غايبة .
رؤى بفرحة : ديه يومين وحترجع برجوع خالي .
جمال : ان شاء الله .
....
خرج مروان من غرفته متوجها الى نديم .
نديم بغضب طفيف : انا مليت .ليه ما جيتش وانت عارفني مش حقدر اقوم من مكاني .
رامي بتأسف : معليش كنت تعبان ونمت وما خدتش بالي على الوقت .
نديم :هو انت مالك زعلان كدة .ولا خايف من آبيه .
هو انت ليه كذبت على آبييه .ليه ماقلتلوش الحقيقة .
أنت تقرأ
إنصاف
Randomلم يتوقف باله لحظة عن التفكير فيما سيفعله بذلك الصغير الجالس بقربه على احد مقاعد القطار .قصة طويلة متعبة مضنية ابتدأت من الساعات الأولى لهذا اليوم .عدة مكالمات طارئة وصلته من عمه لم يستطع عدم الرد عليها .انبأه قلبه بحدوث شيئ جلل . وكان حدسه صائبا ب...
