نزل جمال الى الارض بجانب رامي وضمه اليه في حضن دافئ ابوي للغاية
جمال بحنو : خلاص بلاش دموع وخلينا نتكلم بعقل .
رامي وهو يحاول اسكات شهقاته وايقاف دموعه : حاضر
جمال بهدوء : عاوز اسمعك .قول اللي في قلبك .
تردد رامي ثم بدأ يحكي .رامي : انا تربيت 15سنة بعيد عن التربية .مكانش حد جنبي يفهمني الصح من الغلط .كنت على ما أقدر اعمل الصح .تعرف الصلاة والفاتحة كلهم تعلمتهم وحدي مكانش ورايا اب او ام او اخ يعلمني .كنت بسمع من المعلمة وارجع اطبق وحدي في الاوضة .وافرح لوحدي اني تعلمت .بس الادب في الكلام .كنت مجبر اني اكون بليد ولساني طويل عشان مايتجرأوش عليا .كان لازم احطلهم حد باستفزازي ليهم .كنت بنضرب من اللي اكبر مني وكنت ارجع حقي باستفزازهم لاني حاولت اضربهم بس كانوا اقوى مني بكتير .مايكونش في بالك اني ماحاولتش اعدل من نفسي بس خلاص لقيت نفسي تعودت وبقيتش افرق بين وقت يصح فيه الاستفزاز او لا .بقيت ارمي كلام وخلاص .انا عارف انك تحب نديم اكثر مني لانه مؤدب .بس حاول تحبني. انا عارف اني مليان اغلاط .بس وربنا حاول عشاني .حاول تصلحني بس ماتكرهنيش .معنديش غيرك .عارف اني صعب اتغير او ممكن مقدرش اتغير .بس متهملنيش ارجوك .
قال اخر كلماته باستجداء وصوت يقطع القلب .
فالملامة ليست عليه كاملة بل ماضيه الفاسد الذي يلاحقه .لم يعرف جمال كيف يبدأ جملته .فقد اسكته اعتراف اخيه .كل مرة يفاجأ من كمية حزنه المتخفي وراء بلادته في الرد وقلة ادبه .
جمال بهدوء : تعرف اول ما جاء نديم هنا مكنتش عاوزو او كنت بس متجاهل شعوري ده .وحاطط بدالو كره ونفور .عارف اني ضربتو وهزقتو وكنت بفتش على الغلطة حتى امد لنفسي الحق اني اضربو .تعرف اني ذليتو وكسرتو .كان الماضي هو اللي مأثر فيا . ظلم ابويا لامي ولينا كلننا .تعب امي علينا وتعبي انا واشتغالي بدري عشان اساعد ماما .وعقدي كلها طلعتها على نديم .بس هو ساعدني اني اخرج من الظلم ده.صبر على قساوتي عليه وفضل حاطط امل اني اتغير واحبه في يوم لحد ما فعلا ما بقيتش قادر على فراقو او زعلوا .بقى نديم اعز ماليا .ماما كمان نبهتني وبقيت ورايا لحد ماتغيرت وبطلت ظلم وأذية فيه .
حكيتلك ده عشان اقلك شفت انا اليوم مش نفسي البارح .لما يكون جنبك عيلة تساعد ك راح تتغير .بس ما تفقدش الامل من نفسك .انت مش نفس انت في الماضي .في المضي مكانش عندك عيلة تحبك بس اليوم فيه عيلة تخاف عليك وتحبك وعايزاك تكون افضل ما يكون .وحتوقف معاك .انا جنبك يا رامي بلاش تخاف اكتر من كدة .زادت شهقات رامي اضعافا لان الاخر لم يؤنبه بل اعطاه عذره .احتواه ولم يكسره بذنبه .
رامي بصوت حزين : هو ممكن يجي يوم وتحبني زي ما تحب نديم ؟؟
اذهل جمال من تفكير رامي ومن نبرة صوته ليجيب
جمال وقد تغيرت ملامحه لغضب خفيف قد لمحه رامي ليسرع ليهتف رامي :خلاص ماتزعلش حبني وخلاص .مش لازم زي نديم .راضي وقابل بللي تقدر عليه .اذهله رده وفهمه الخاطئ لغضبه .الهذه الدرجة يتوسل حبا .
ضربه جمال بخفة على رأسه .
ليهتف رامي بدموع: ليه .حسكت خلاص مش حقول حاجة .
ليمسك جمال رامي من فكه بهدوء : مش قلتلك بطل استعباط .انت من يوم يومك زي نديم ورؤى .ماتفرقش عنهم بحاجة .حبيبي أوثق في نفسك شوية ..انت مش اقل من اي حد .
ليصمت رامي قليلا ثم يتكلم بعد تفكير ارهقه لمدة
رامي : هو انت مش فارق معاك اني .
لم يكمل كلامه ليرفع نظراته لجمال لعله يجد تشجيعا للاكمال ليجد ويكمل
رامي : اني ابن مش شرعي .
جمال وقد عرف ان رامي لم يشفى بعد من كل مايتعلق بماضيه .
جمال : انت أكثر واحد مظلوم في القصة دي .انت مش مذنب خالص لا عند ربنا ولا عندي .واللي فارق معاه يبقى انسان جاهل مش عارف دين ربنا بيقول ايه .
ربنا يقول (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) يعني ده مش ذنبك ابدا واللي ماعجبوش يبقى هو انسان جاهل .
ليكمل جمال : من اليوم ده انت ابني انا مش ابنهم . انساهم خالص .هما مايستاهلوش ولد قمر زيك .انت ابني انا وبس .
ضمه اليه فشكله مرهق من استحضار ماضي قد اعياه .ومقبلا جبينه دق الباب ليسمعوا صوت نديم يطلب الاذن للدخول .
ليهتف جمال : تعالى يا نديم .
تقدم نديم ببطئ وكأس القهوة بين يديه .
اعطاه لجمال ومد يده معطيا اياه المسكن .
اكمل نديم : انا جعان .مأكلتش حاجة .كنت عاوز اكل معاكم .
جمال مبتسما له : روح جيب وتعالى ناكل هنا .
ذهب بسرعة نازلا درجات السلم بسرعة .جلب البيتزة والعصائر ونزل الثانية لجلب الكؤوس .
قرب نديم البيتزا من رامي يحثه على الاكل وقد رق قلبه لحاله .
اكملوا الاكل وأخذ نديم ورامي يلملمون الصحون نازلين للاسفل .
من ثم ذهبوا لغرفهم للنوم .
نديم : رامي هو جمال ضربك .
رامي : لا مضربنيش .
نديم : احسن والا كنت خاصمتو .
رامي : نديم .انت تحبني ؟؟؟
نديم : اه بحبك
رامي : متشكر .
نديم : وانت ؟؟
لينتبه لعدم رد الاخر عليه ليجده قد غط في النوم كإستراحة محارب .دامت معركته سنين لتنتهي بانتصاره .
.....
صلى الله على الحبيب المصطفى محمد خير الورى
في بارت حينزل كمان ساعتين تلاتة .
أنت تقرأ
إنصاف
De Todoلم يتوقف باله لحظة عن التفكير فيما سيفعله بذلك الصغير الجالس بقربه على احد مقاعد القطار .قصة طويلة متعبة مضنية ابتدأت من الساعات الأولى لهذا اليوم .عدة مكالمات طارئة وصلته من عمه لم يستطع عدم الرد عليها .انبأه قلبه بحدوث شيئ جلل . وكان حدسه صائبا ب...