في احد مقابر القاهرة وبعدما حضر المعزين .وُوريَ الثرى والد مازن ومروان المغترب لاكثر من عشر سنين في الغربة .وصلي َّ عليه صلاة الجنازة .لم يحضر الكثيرين غير بعض من افراد عائلته وابنيه واصحاب ابنيه وبعض من عائلة زوجته الاولى وأخوة زوجته الثانية .
بعدما غادر الى السعودية للعمل تزوج بفتاة تكبر ابنه بسنتين او ثلاث فقط .
مخلفا منها توأم بنت اسماها غيداء وولد اسماه غيث اعمارهم لا تتجاوز التسعة سنين .
.......
مرت ثلاث ايام العزاء . مكث فيها مازن ومروان بالمنزل بعد اخذهم اجازة من العمل لهذا الاسبوع .فنفسيا كان وقع الخبر عليهم جلل .فغياب والدهم شيء ووفاته شيء آخر .تعودوا على غيابه لكن مكالماته في الاعياد تخفف وطأة الفراق ولو قليلا .رغم مكابرتهم دائما بقولهم انهم تعودوا على غيابه .الا انهم كانوا متشبثين بأمل ان يعود يوما الى الديار .وان يمحوا الم الغياب بالاقتراب .لكن الاقدار غلاّبة .
سمعا صوت طرق على الباب فبابهم قلما يسمع له طرق .فأي زيارات لهم تكون بمعرفتهم قبلا .فخالتهم ان زارتهم تخبرهم قبلا مخافة عدم وجودهم بالمنزل .واصحابهم دائمي اللقاء خارجا .
نهض مروان يفتح الباب ليجد امرأة شابة لم تتجاوز ربما الثلاثين او الواحدة والثلاثين .تقريبا بعمر اخيه مازن .
استفسر وجودها امام بابهم .
جنات : اهلين . وتحت نظرات استغراب الاخر اكملت .أنا مرات ابوكم الله يرحمو .
كان مروان يعرف ان ابوه قد تزوج من عامه الاول من مفارقتهم وان له ولدين لكن للان لم يرى اي واحد منهم .فقد تعمدا الابنين السؤال عن حال ابيهم فقط بكلمات مقتضبة في الاعياد .
مروان : عظم الله اجرك في جوزك يا هانم .اي خدمة ؟؟
فهو لم يعرف هل يجب عليه ادخالها او ابقاؤها خارجا .
جنات : ممكن تعديني عندي كلام مهم اقولو .
مروان بحرج : آسف ماأخدتش بالي .تفضلي .
دخلت جنات وورائها مروان تحت استغراب مازن من القادمة .
مروان بخفة : مازن جنات هانم جوزة ابونا .
مازن وقد احتار من قدومها : اهلا وسهلا تفضلي .انا مازن الابن الكبير لجوزك .جنات : آسفة لو جيت في وقت مش مناسب بس مضطرة .انا مسافرة بكرا الفجر ومالقيتش وقت مناسب اجيلكم فيه .
مازن : معلش .تفضلي .
جنات: انا جنات الفالح مصرية مولودة و مقيمة في السعودية .قبل عشر سنين تجوزت من ابوكم .وخلفت توأم .
انا راجعة للسعودية اهلي هناك بس جيت على شان حاجة اهم .ببساطة ابوكم افلس وده احد اهم اسباب وفاتو .كل ممتلكاتو اتحجر عليها وبقت ملك للبنك .
أنت تقرأ
إنصاف
Randomلم يتوقف باله لحظة عن التفكير فيما سيفعله بذلك الصغير الجالس بقربه على احد مقاعد القطار .قصة طويلة متعبة مضنية ابتدأت من الساعات الأولى لهذا اليوم .عدة مكالمات طارئة وصلته من عمه لم يستطع عدم الرد عليها .انبأه قلبه بحدوث شيئ جلل . وكان حدسه صائبا ب...