تكملة ...
سهر جمال الليل كله بجانب نديم فيما تناوبت رؤى وكريمة على الاطمئنان عليه .
تغير شيء في جمال بعد هذه الحادثة .رأى حب الاخر له بوضوح حين قدمه على نفسه .
حين فكر فيه اكثر من التفكير في الدفاع عن نفسه .
تذكر يوم احتضانه له وكأنه يطالب بأحقيته فيه .اعجبه ذلك حطم شيئا سخيفا داخله .ندم اشد الندم في التفكير في ان نديم واباه شيئا واحد ....غير الكمادات مرات ومرات يرى تململ الاخر وضيقه .استرجع شريط ذكرياته وهو معه في غضون اسابيع حرك فيه اكثر من شعور .احب مسؤوليته عليه .احب رجوعه للبيت كل يوم باحثا عنه بعينيه يستقسي اخباره .يفرح بكونه مهما وفاعلا عند الاخر .
كم كره نفسه حين تغاضى عن كل هذا
كان يقوم بواجباته فقط دون حب او ادنى تقبل .كصلاة دون خشوع .كعبادة دون اخلاص .وقد غفل بأن الاخر يحس بذلك يرى الرفض والنفور في عينيه و في يديه التي تتجنب ملامسته .وقد قبل بكل ذلك بكل حب ، يكفيه وجوده جنبه بعد تخلي الجميع عنه يكفيه سعي الاخر من اجله ولو كان فوق رغبته المهم لديه انه يتصل برابط دم به بانه ولو كابر سيبقى اخوه .
..بقي الليل كله ساهرا بجنبه يرتل آيات من كتاب ربه بصوت حنين ينظف قلبه لعله يغفر ذنبه ويريح قلب الساكن جنبه .
ردد بصوت حنين:
اللهم اشفه شفاءً ليس بعده سقم أبداً، اللهم خذ بيده، اللهم احرسه بعينك التي لا تنام، واكفه بركنك الذي لا يرام، وأحفظه بعزك الذي لا يضام، واكلاه في الليل وفي النهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقفته ورجاؤه، يا كاشف الهم، يا مفرج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرين .استمر يمسح عن شعره ويلامس جبينه وخده .
لقد عرف خطأه ووعد ربه انه لن يفعلها مرة اخرى .
لقد كان بعيد جدا عن العدل والانصاف معه .اتبع هواه ورغبته في الانتقام من والده .لكن في غمار ذلك. انتقم من نفسه ومن صغيره
صدحت كلمات كتاب الله : بسم الله الرحمان الرحيم
♦ ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يوم الحساب ))
.......في الصباح نهض نديم وجسمه منهك تماما وشيء ثقيل يجثم عن جانبه الايمن .
فتح عينيه ببطئ يريد ازاحة ذلك الثقل عن جنبه .رمش عدة مرات متتالية من الدهشة بعد ان وجد رأس جمال نائم بجانبه .
لم يفهم كيف جاء الى جانبه حاول تذكر ليلة البارحة فلم يتذكر سوى انه كان في احضان جمال والاخر يواسيه.ابتسم حالما استطعم الذكرى .فتح جمال عينيه حينما احس بتحرك نديم .رفع رأسه وبقي يحدق فيه الى ان استرد وعيه .ثم هتف بصوت قلق : انت بخير .
زادت حيرة نديم من مفاجآت جمال بالامس حضن والان ينام جنبه ويسأل عنه.
جمال وقد خاف من جمود نديم : لو انت تعبان متروحش خلاص ابقى ارتاح اليوم .
نديم بينه وبين نفسه ( ما تفهموني جرى ايه يا جدعان .اكيد جمال موتي ضرب لحد ما اغمي علي ) .
نديم : لا انا مش تعبان خالص .
جمال وقد وضع يده على جبين نديم : اه اه حرارتك بقت كويسة .
نديم وقد جلط تماما من كمية العجائب التي انبثقت من جمال .
دخلت كريمة فرحة : يا حبيبي انت بخير .بقيت كويس .
لتنفك عقدة لسان نديم : هو انا جرالي حاجة ..
رؤى : يا حبيبي انت سخنت بالليل وجمال يا عيني فضل ساهر جنبك .ده مخلاش واحد غيرك يبات جنبك .
جمال وهو يحاول تغيير الجو : انزلي يا رؤى قبل ما اتهور الكلية محتجالك .
كريمة : يالله يا حبيبي قوم صلي الفجر وتعالى اكل شوي .اصلك نمت بلا فطور وبلا عشاء .
جمال : خلاص خلوه براحتو .
نديم وهو في حيرة من تغير جمال بهذا الشكل معه .لا يريد سؤاله كي لا يرجع الى حالته الاولى .
نزلوا الى الفطور وكريمة تقرب الاكل من نديم وتحثه على الاكل ورؤى تعرض عليه بعض مما لديها من حلويات بعيدا عن انظارهم .
فرح نديم جدا بمرضه فقد جعل جمال يتعامل معه بشكل خرافي غير متوقع .
نهض نديم ينوي الذهاب للمدرسة .ليناديه جمال : نديم تعالى اوصلك للمدرسة .
نديم في نفسه ( وربي بلاش كدة انا بديت اخاف ) .
جلس بجانبه وفي الطريق توقف اشترى له بعض الشوكولاطة ومن ثم اقله الى المدرسة .......
في الساحة
نديم وقد قص كل ما جرى على اسماع ماجد : دي هي كل القصة .
ماجد : هو انا ناقص حزن تيجي انت تكمل عليا
اسمع كله ولا الشفقة خليه يحبك مش يشفق عليك .خلي عندك كرامة يا بني .نديم : اعمل ايه عشان اتاكد انو حب مش شفقة .
ماجد : العكس تماما ما تعملشي حاجة خليه هو بغيابك وبعدك يا اما يتقرب منك او يبقى بعيد .وهنا حتعرف مكانتك عندو .
نديم : ومالو مانجرب .
ماجد : او اقلك حاجة اعمل غلط وشوف رد فعلو .اذا رجع لطبيعتو يعني هو شفق عليك عشانك مرضت بس .
ولو بقى زي ماهو اليوم يعني تغير وابتدأ يحبك .
.....
حب او شفق ؟؟؟؟
صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
الصلاة عن النبي من الله يعني ان الله يثني عليه ويمدحه أمام الملائكة .
أنت تقرأ
إنصاف
Randomلم يتوقف باله لحظة عن التفكير فيما سيفعله بذلك الصغير الجالس بقربه على احد مقاعد القطار .قصة طويلة متعبة مضنية ابتدأت من الساعات الأولى لهذا اليوم .عدة مكالمات طارئة وصلته من عمه لم يستطع عدم الرد عليها .انبأه قلبه بحدوث شيئ جلل . وكان حدسه صائبا ب...