جواز 14

1.3K 70 24
                                    

في مكان آخر .حيث شاب ينزل على الآخر بالصفعات المتلاحقة والركلات ويصرخ.

مازن : ده جزاتي بعد ما ربيتك لوحدي تعمل فيا كدا .صبرت على كل حاجة وقلت معلش المهم اخويا .تعمل فيا كدا .اجيبك من القسم بتهمة بيع مخدرات .

مروان  بنفس مقطوع من ضرب الاخر له وجسمه المعتل .

مازن : مخدرات يا سافل يا قليل الادب لولا جمال مكنتش خرجت من التهمة دي .
كلها من المعيلة و اصحابك الزفت اللي كنت تمشي وراهم .استغفلوك وانت زي العبيط واثق منهم .واخدين منك السيارة وانت ازاي بغباءك مستأمن حد في الزمان ده .
يا غباءك والله يا غباءك .بس معلش بما ان عقلك مش بيشتغل انا رح افكر بدالك وانت تطبق وخلاص .والله بالله لو ما تعدلتش لكون قاتلك في يوم .
ثم مال مازن نحو الجالس امامه منتحبا .
وامسكه من شعره بقوة ورفعه منه بقسوة .فيما الاخر يتبعه مستسلما تماما .وقربه منه وهو يقول بحدة .
مازن : لعبك وغبائك ودلالي ليك تنساهم .من بكرة تنزل تدور عن شغل .كلام معاك محدود لساني مايخاطبش لسانك الا في المهم .
وفي كمان حاجة تانية جوازك انا اللي اختارها .لاني مش واثق في اختيارك .ولو مش قابل .خذ ميراثك واطلع برة .وانسى انه عندك أخ نهائي .

مروان بدموع وصوت مجروح : حاضر اعمل اللي عاوز تعملوا .
مازن بحدة : امشي غور تتنيل تنام .وتلفونك خذه معاك اكتب ارقام من جديد .مسحت كل اللي عليهم .

لملم مروان نفسه وصعد بخطوات مرتجفة الى الاعلى منذ زمان لم يرى هذا الغضب والقسوة من أخيه كان له الام والاب .امهم التي توفت بسبب مرضها الشديد .وابوه الذي تركهم مسافرا الى احد دول الخليج من اجل توفير المال لهم حتى تزوج ونساهم تماما .ماعدا مكالمات ضئيلة قصيره في الاعياد والمناسبات .

بقيت نظرات مازن جامدة الى ان اختفى مروان من امامه .وتبدلت باخرى حزينة مشفقة خائفة .
وهو يتذكر الشرطة تطرق بابه تطلبه للمثول بعد القبض على اخيه بتلك التهمة الشنيعة .
اتصل بجمال وقد اثبت بحنكته وبالاستعانة بكاميرات الشوارع والشرطة ان مروان لم يكن اخر من استعمل السيارة .وبالتحقيقات تم القبض على صديقيه الذين فعلا ذلك .لتنتهي بسجنهما وبراءة مروان .

ذهب للحمام يريد افراغ ما في قلبه الى ربه فليس للعبد غيره هاديا ونصيرا .توضئ وثم توجه لغرفته صلى ورتل آيات من كتاب ربه لتسقط عيناه على ايات شفت جراح قلبه .

((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا )) الفرقان31

مالت عينه تقرأ تفسيرها :

وكما جعلنا لك - أيها الرسول - أعداء من مجرمي
قومك، جعلنا لكل نبي من الأنبياء عدوا من مجرمي
قومه، فاصبر كما صبروا. وكفى بربك هاديا ومرشدا
ومعينا يعينك على أعدائك. وفي هذا تسلية لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم..
وهي له ايضا .استعان بالله وقرر قراره الذي سيكون كما ينوي لمصلحة اخيه .
توجه لسريره وحمد ربه كثيرا وسبحه كثيرا ونام

إنصاف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن