في يوم الجمعة كانت صالة البيت ممتلئة بأقاربهم حيث زارهم خالهم احمد وخالهم راجي رفقة عائلاتهم .المكونة من نسرين زوجه احمد الذي هو الاخ الاكبر لكريمة وابنته نور بعمر رؤى وابنه ماهر الذي يقارب عمر نديم .وحنان زوجة راجي رفقة ولديه سعيد الذي يصغر جمال بسنة وفراس الذي بعمر ماهر .
كان الكل على نغمة واحدة يفهمون بعضهم بايماءة رأس .يضحكون مع بعضهم دون منغص .كان نديم مركونا في جهة منزوية عن انظارهم في الصالة .وقد احس بانه قد ركن على جنب من قبلهم ايضا في حواراتهم ومناقشاتهم .
لا يعرف عنهم اي شيء .يرى جمال كيف يبتسم لهذا وذاك.و كيف يسأل عنهم ويتحدث معهم كأنهم بنفس العمر .يعرف عنهم كل شيء من دراستهم ومستواهم وحتى مغامراتهم ومشاكلهم و هواياتهم .
كانت علاقتهم تثير فضوله امامهم وهو يرمقهم بنظرات غريبة .اثارت مراقبتهم له الحزن والغيرة في نفسه يرى انه الاحق بتلك المعاملة منهم فهو أخوه .لكن ذلك الكبير لا يعرفه الا وقت العقوبة والتأديب .------
خرج الاولاد الى رواق كبير واسع يفصل بين المطبخ وغرفة الضيوف .ارادا ان يتعرفا على نديم فهو منذ ان قدموا لم ينطق بكلمة .لكن طريقتهما المستفزة حولت هذه المحاولة الى مشكلة .
كان فراس وماهر معروفان بمزاحهما الثقيل وحشريتهم في معرفة اخبار الناس .ارادا التعرف على القاطن الجديد لبيت عمتهما .ماهر : اهلين يلي اسمك اييه .
فراس بسماجة : كان اسمو يا اما صديق ولا رفيق اه اه افتكرت نديم .
ماهر : ومالو اين كان تشرفنا يا حبيبي .
اشاح نديم عنهم برأسه فقد غلبته غيرته .
فراس : هو مالو ده مش مستحملنا . .
ماهر : اه فعلا . هو ابيه جمال عملك حاجة تقوم تقلب علينا .لا يا اخويا مش كدة دحنا مانستاهلش ده منك .
فراس : هو فعلا مالو ابيه جمال متجاهلك خالص هو انت عملت حاجة .
ماهر : آه فعلا هو مالو كده ولا معبرك ولا كأنك موجود
فراس : اكيد يا عيني نيلت حاجة .براهن انك قتلتو قتيل .
ليكمل ماهر : واتاريك ممشيتش في جنازتو .
نديم وهو يحاول ابتعاد عنهم : قرفتوني ابعدوا عني .
ليرد فراس بدم بارد : وليه نقرفك يا حبيبي دحنا قبل مانجيلكم استحمينا .
نديم بغصة لم يعرف كيف ينفي ذلك فجمال طيلة اليوم لم يكلمه او حتى يلتفت له مجرد التفاتة ولم يعرف كيف يسكتهم ليردف : احترموا نفسكوا انتو في بيتي .من حظ نديم المزهر المخضر والمهلل ،
سمع جمال كلام نديم فقط .واقترب منهم
جمال بصوت عالي : نديييم .ارتعش نديم اثر نداء جمال باسمه آخر شيء يريده ان يتم تهزيقه امام اعينهم الشامتة .واثبات
كلامهم ذلك .اقترب نديم ببطئ ورهبة مما هو مقدم عليه شعور قوي داهمه يريد اثبات ملكيته لأخيه جمال .احاط بيديه خصر جمال .محتضنا له .مخبئا وجهه داخل جسم الاخر يحتمي منه و به .
وتكلم بهمس وبصوت يبتلع غصة لا يسمعه سوى جمال : أرجوك اضربني هزقني اقتلني بس مش قدامهم .وربنا ماتعملشي حاجة قدامهم وانا جاهز لاي حاجة .
اغمض جمال عينيه بعدما داهمه ذلك الشعور .مزيج من حنان وحب وندم وذنب . اصبح يزوره كثيرا كلما سمع تلك النبرة منه .
أنت تقرأ
إنصاف
Randomلم يتوقف باله لحظة عن التفكير فيما سيفعله بذلك الصغير الجالس بقربه على احد مقاعد القطار .قصة طويلة متعبة مضنية ابتدأت من الساعات الأولى لهذا اليوم .عدة مكالمات طارئة وصلته من عمه لم يستطع عدم الرد عليها .انبأه قلبه بحدوث شيئ جلل . وكان حدسه صائبا ب...