في الصباح والعائلة تحتسي القهوة معا من دون نديم النائم فهو مزال في اجازة (4 ايام مبررة الغياب لوفاة احد المقربين ) .
اتفقت كل من كريمة ورؤى على مدح نديم كل صباح ومساء لكي يحركا قلب الجامد جمال بذلك .
رؤى : هو الواد عسل والله يتحب ماشاء الله .
كريمة : اه والله جميل اوي ومؤدب يا عيني عليه
اهو يسليك يا رؤى ويخرجك من اكتئابك ههه .جمال : هو مافيش موضوع غيرو يعني .
رؤى : هههه لا ..بس كنت حقولك هو يعني نديم ليه ثلاث ايام معانا كدة بس ولا مرة شفتو صلى هو مايصليش .
جمال ولم ينتبه للامر سوى الان .
كريمة وقد خافت على نديم من جدية جمال وقسوته في ذلك .لتهتف : هو ممكن يصلي في الاوضة يعني منعرفش نبقى نسألوا بالراحة ونفهمو .
جمال وقد نهض ليذهب لعمله : يما تحتاجي حاجة .
كريمة وقد هابها تهربه:لا يا حبيبي سلامتك .
كريمة التفتت لرؤى : هو يا بنتي انتي عبيطة .مش عارفة اخوكي مفيش لعب معاه على الدين ونديم حيفهمها انو مش طايقوا .
رؤى : يا ماما الخوف الزايد ده خليه عن جنب .الاحتكاك بينهم هو لي حيذوب الجليد بينهم .وقولي رؤى قالتها .
كريمة : يارب يا بنتي .
-----
انصرف جمال لعمله وهو يفكر في نديم هل فعلا لهذه الدرجة لا يصلي .و ان كان والديه مهملين لكن يبقى الذنب عليه ايضا فالمدرسة تدندن دائما باركان الاسلام وعدم اصحية دين المسلم بدون اي ركن منها واهمها الصلاة .
توعد له عند عودته ان كان ما سمعه فعلا صحيح وانه ابدا لا يصلي فسيرى .
______
عاد جمال بعد الظهيرة الى البيت وبقي يراقب نديم متحققا من عدم صلاته .مرت عقارب الساعة من فترة لاخرى حتى جاء وقت صلاة المغرب .ونديم لم يقم لاي منها يراه من غرفة رؤى الى التلفاز الى الجلوس مطولا بدون اي حركة .جمال وهو يصعد الى غرفته ملتفتا لنديم بحنق : تعالى ورايا .
اتبعه نديم بخوف فهو منذ عودته ظهرا لم يكلمه ولو بكلمة او يسأله عن حاله .بل بقي يحدق به بوجوم ومراقبة .
تبعه نديم ورآه يخرج من الحمام ثم اخذ السجادة وصلى وختمها .ثم استدار له .
جمال بحدة : هو انت ملي جيت هنا ماشفتكش صليت ولا مرة .هو انت متصليش ؟؟؟ .
نديم بجمود زادته نبرة صوت جمال الحادة خوفا وصمتا ..
وزاد جمال صمت الاخر غضبا : تربيتك اللي كانت هناك تنساها تماما .انا المسؤول عليك هنا قدام ربنا .لو ماتعدلتش وقمت صليت كل فروضك من اليوم ورايح .حتشوف مني تصرف مش راح يعجبك .امشي من قدامي روح توضى وصلي .
ذهب نديم من الغرفة التي يشاركها معه ودخل الى الحمام توضى كما درس في المدرسة .فوالداه لم يهمهما الدين ابدا ولم ينبهانه ولو مرة لعظم خطئه .
اكمل وضوءه ورجع للغرفة يبحث عن السجادة للصلاة .احتار في القبلة .توتر لجهله ذاك الذي سيضطره للرجوع لجمال لسؤاله .الى ان واتته الفكرة ان يذهب الى رؤى لسؤالها بدلا منه ..
أنت تقرأ
إنصاف
Randomلم يتوقف باله لحظة عن التفكير فيما سيفعله بذلك الصغير الجالس بقربه على احد مقاعد القطار .قصة طويلة متعبة مضنية ابتدأت من الساعات الأولى لهذا اليوم .عدة مكالمات طارئة وصلته من عمه لم يستطع عدم الرد عليها .انبأه قلبه بحدوث شيئ جلل . وكان حدسه صائبا ب...