ماضي الإخوة(الفصل الأول)

3.7K 94 11
                                    

-كان موقف صغير ولكن كان كفيل بأن يغير كل شئ.
_____________________

يوم عادي مثل باقى الأيام،استقيظ كل منهما من نومه خلف جدران ذلك البيت الكبير الذي أشبه بمتاهة كبيرة يعيشان كلاهما بداخلها،لايجتمعان فيها إلا صدفة.

كما حدث في هذه اللحظة،التي تقابلا فيها كليهما علي مقدمة الدرج بعدما خرج كل منهما من غرفته بعدما انتهى من تجهيز نفسه لبدء يومه،ارتدى قاسم بذلة رسمية سوداء مع قميص أبيض وربطة عنق وحذاء باللون الأسود مناسبة لطبيعة عمله،بينما ارتدي فايز ملابس عصرية تتناسب مع شخصيته،تيشرت باللون الأبيض ذو أكمام قصيرة أعلاه سترة قماشية باللون الأسود مع بنطال جينز باللون نفسه،وحذاء رياضي باللون الأبيض. 

تقابلت العيون وتبادلوا النظرات التائهة في صمت استمر للحظات،لم يقطعه سوا قاسم الذي ابتسم بهدوء ونبس بنبرة هادئة خافتة:
"صباح الخير".

طالعه فايز للحظات دون إجابة،حتى أجابه بنبرة بادرة مع تنهيدة:
"صباح النور".

أنهي جملته ثم ترجل من على الدرج للطابق السفلي تحت نظرلت شقيقه الذي سرعان ماترجل خلفه هو الأخر.

اتجها كلاهما نحو الطاولة التي تتوسط البهو وجلس كل منهما علي جهة منها،وأخذا بتناول الطعام التي سبق وأعدته الوصيفة المسؤولة عن أعمال البيت والتي تدعى "فاتن" ذات الأربعين عاماً.

استمر الصمت بينهما كما العادة دائماً،إلى أن بادر قاسم في قطعه وفتح حديث بقوله:
"أنا مستغرب إنك صحيت بدري،وفطرت معايا كمان".

أومأ له فايز بالإيحاب وأجابه ببرود كعادته دون النظر إليه حتى:
"عادي،معرفتش أنام فقمت وخلاص".

أومأ له قاسم بالإيجاب بحركات رتيبة ثم تابع تناول طعامه،ولكن سرعان ماانتبه إليه من جديد عندما قال:
"مظبوط،هو أنت حولت الفلوس اللي قولتلك عليها علي حسابي؟؟"

طالعه قاسم للحظات بوجه واجم،ثم ابتلع ريقه وأومأ له بالإيجاب بقوله:
"أيوه،حولتها".

"ممتاز"

ترك السكين من يده عقب حديثه هذا ونهض من مجلسه دون قول كلمة أخرى،واتجه مباشرة للخروج من المنزل وهو يضع الهاتف علي أذنه ويتحدث مع أحدهم:
"أنا طالع أهو،مش هتأخر عليك"

خرج واختفى أثره من مرمى بصر شقيقه الذي تنهد بثقل ثم ترك مافى يده كذلك،ونادى على الوظيفة بقوله:
"فاتن"

جاءت فاتن إليه بعد ثواني قليلة ونبست برتابةً:
"أؤمرني"

نظر قاسم نحوها ثم أشار بعينه علي الطعام أمامه تزامناً مع قوله:
"شيلي الأكل ده،تسلم ايديك".

"العفو"

ابتلع ريقه ثم تنهد من جديد ونهض من مجلسه هو الأخر مردداً:
"عن اذنك"

ماضي الإخوة (جاري تعديل السرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن