وصل قاسم إلي وجهته...المقابر وتحديدا قبر والدته
ظل للحظات ينظر إلي اسمها المكتوب علي القبر أمامه ثم سقط جالسا علي ركبتيه....،وقام بمسح قبرها بيده...،ومن ثم وضع عليه الزهور الذي أحضرها معه...
أخذن نفسها عنيقا ومن ثم بدأ بالتحدث قائلا بنبرة هادئة ممتزجة بالحزن ويقول /"وحشتيني...،وحشتيني أوي ياماما....،أسف لأني غبت عليكي..،لو كان بيدي كنت فضلت معاكي عالطول..مكنتش هسيبك ولا لحظة...،بس رغم إنك بعيدة عني..عمرِك ماغبتِ عن بالي لحظة....،عمري مانسيتك..ولاهنساكي أبدا....،لأن الإنسان مايقدرش ينسي روحه وقلبه وحياته كلها...
تنهد ومن ثم أكمل قائلا/"أنا النهاردة جي أفرحك...،جي أقولك إني أخد أول خطوة لتحقيق حلمك....،الحلم اللي وعدتك إن أحققه مهما دارت الايام...وأدينى بنفذ وعدي ليكي....،أنت اللي علمتيني إن ماخلفش بوعدي مهما حصل،علشان الناس تثق فيه...،وأنا دلوقتي ماشي علي تعليمك ليه..ولسه فاكر كل حاجة كنت بتقولهالي...لسه فاكر لحظات معاكي رغم كل السنين اللي عدت..
سكت قليلا ووضع يده علي وجهه وتنهد وأكمل قائلا بنبرة أشد حزنناً:"كنتِ عارفة إنك كل حاجة بالنسبة لي...،ورغم كده سبتيني لوحدي...،لوحدي رغم كل الناس اللي موجودة حوليه....،بس كل مافكر بعقلي أقول ده قضي ربنا وقدره اللي ماحدش يقدر يغيره....بس...بس أنا لسه متأثر برخيلك عني....
سكت قليلا ثم قال/كل مرة بجيلك فيها بسأل نفس السؤال اللي مش لاقيله إجابة بقالي ٤سنين تقريبا.....،ليه عملتِ كده؟؟...،ليه كتبتي في رسالتك الاخيرة إن أقبل وصية جوزك أي كان اللي مكتوب فيها؟؟...،معقول كنت عارفة إن هيكتب كل حاجة باسمي مش باسم فايز؟؟...،معقول كنت عارفة اللي بيفكر فيه؟؟....ياريتك كنت هنا...،ياريتك كنت تقدري تجاوبني...،عالأقل كنت ارتحت من التفكير في الموضوع ده...،كنت هتجاوبني علي الأسئلة اللي شاغله بالي علشان ارتاح....
تنهد ثم قال/"أنا بتعذب من غيرك...أنا بجد بتعذب من غيرك...،عدت سنين وأنتِ بعيده عني..،مرت سنين علي أخر مرة حسيت فيها بالحنان...،الحنان اللي محستش بي من بعد فراقك...،كأني بقيت جسد بدون روح...،عايش وسط الناس بس روحي بعيدة عني...روحي أنتي أخدتيها معاكي....،تعرفي ياريتني كنت أقدر أرجع للماضي وأمنع كل ده إنه يحصل...،وأمنع نفسي إن أصدق كلامه وأبعد عنك..وأفضل جنبك...،مفيش ثانية بتمر عليه غير لما بلوم نفسي لأني صدقته ووثقت فيه...،خدعني بكلامه وأقنعني إني سبب كل المشاكل اللي بتحصل بينكم علشان يخليني أبعد عنك وأسيب البيت....،أنا عايز أعرف ليه كان بيكرهني كده؟؟..ليه عمره ماحبني؟؟..،ليه دايما كان بيحملني ذنب أي مشكلة بتحصل...وذنب أي خنافة كانت بتحصل بينكم؟؟...،نظراته ليه كانت فيها إحتكار وكره.....،عمره ماسألني عن حالي....،عمره ما قالي كلمة حلوة...،ماكنش يعرف عني أي حاجة....،ورغم كل ده صبرت واتحملت....وقلت كفاية إنك معايا...بس أنتِ كمان فقدك....،فقد حنان الأب وحب الأخ ودفا العيلة حتي طفولتي خسرتها..،كل ده فقده بس كان أصعبهم هو خسارتك أنتِ....،الحاجة اللي منستش ألم فراقها لحد دلوقتي هو أنتِ...،أنتِ ياأمي."
أنت تقرأ
ماضي الإخوة (جاري تعديل السرد)
Ficção Geralنشاؤا معاً،وعاشوا في المنزل ذاته،ولكن رغم تقارب المسافات بين الأجساد كانت هناك مئات الكيلومترات بين القلوب... إلا أن حدث شيئ جعل أجسادهم تبتعد كما قلوبهم تماماً... وعندما يعود الزمن ليجمعهم ثانية كانت قد ماتت مشاعرهما تجاه بعضهما،وأصبح البرود هو الس...
