في أحد الأحياء الشعبية العتيقه ، و بداخل أحد المباني المتهالكه بفعل الزمن ، نجد فتاة نائمه بهدوء أعلى فراشها مُغمضه عينيها و تبتسم ببلاهه من رؤيتها لحلماً ما قد بث في عقلها وقلبها الراحه لبعض الوقت ..
لتستيقظ فزعاً من صوت صُراخ والدها القادم من خارج الغرفه ، شهقت لين بخضه من صوت والدها الغاضب وكادت تنهض لتجد شقيقتها الصُغرى لارا تتقدم ناحيتها وهي تبكي بشده لتنظر لين نحوها بقلق من حالتها قائله
- لارا مالك بتعيطي ليه ، اهدي بس ايه اللي حصل ؟
حاولت الفتاة أن تتحدث وسط بكائها وشهقاتها الطفوليه لتردف
- ب بابا .. بابا يا لين
نظرت لها لين تحثها على الحديث لتُكمل الفتاة ببكاء
- بابا مش .. مش عايزني اروح المدرسة و .. و بيقولي مش هيبقا انتي و اخواتك .. ومش عايزني اخد دروس زي صحابي فالمدرسة ..
زفرت لين بحنق من والدها الذي يرغب في إبقاء شقيقتها الصُغرى ذات الخامسة عشر حبيسه بالبيت حتى لا يُرغم على دفع مصاريفها الخاصه بدراستها ..
تنهدت لين لتنظر نحو لارا قائله بهدوء
- خلاص اهدي واغسلي وشك .. انا هتصرف
ثم نظرت نحو أختيها التوأم الصغيرتان ، الواقفتان بنهاية الغرفه بحزن و ضيق مما حدث لتبتسم لهم لين قائله
- دينا ، دارين .. هتفضلوا واقفين كده ؟
ثم اكملت بحب
- يلا البسوا عشان هوصلكوا المدرسة النهاردة
و نظرت نحو لارا مُكمله
- يلا يا لارا انتي كمان البسي ..
ابتسمت لها لارا بخفوت ، لتنهض لين متجهه للخارج لتجد والدها يجلس بكل برود أمام التلفاز و هو يُدخن سجارته ذات الرائحة الكريهه لتتنهد وتتجه نحوه قائله بجديه
- تاني يا بابا بتزعق مع لارا وتقولهاا متروحش المدرسة ! ، اظن إن انا وانت اتفقنا هوقف الجامعه بتاعتي عشان أخواتي يكملوا وقولنا انك هتدفع مصاريف المدرسة وانا اللي هكون مسئوله عن أي حاجة تانية .. ليه دلوقتي فتحت الموضوع تاني وبتقولها تقعد من المدرسه !!
نظر لها والدها بكل برود لتتابع لين نظراته بحنق ، لتجده يردف بأستفزاز
- ايوا اتفقنا بس انا شايف انه خلاص تقعد من المدرسه وتساعد والدتها بقا لحد ما يجيلها عريسها ..
نظرت له لين بصدمه فكيف يُريد تطبيق فعل شنيع كهذا على فتاة لم تتخطى الخامسة عشر !
تنهدت لين بنفاذ صبر لتردف
- لارا لسه صغيره وانا مش هوافق انك تقعدها من مدرستها فالسن ده ، و كمان نفس الكلام على دينا و دارين هيكملوا تعليمهم كلهم حتى الجامعة هيدخلوها .. ولو انت مش قادر تصرف عليهم انا هصرف عليهم وهخليهم يكملوا ..
أنت تقرأ
حُبي لك
Romansaلم أحبّك لحاجتي للحب ، و لم أحبّك لتسدي فراغات أيامي ، لم أحبّك لأنني وحيد و أريد ظلاً أُستظلّ به .. بل أحببتك لأنك أنت ، لأنك المكان الآمن ، لأن الخوف معك يتلاشى كأنه لم يكن ، أحببتك بسجيتك و بعيوبك و ندوبك حتى في اللحظات التي لم تُحبّ نفسك بها أح...
