كانت الأمطار تتساقط بغزارة في طوكيو، وكان الصغير ذو الأعوام الستة يركض في الشوارع والدموع تنهمر من عينيه الزمرديتين بعد أن أمرتْه أمه بالهرب من غضب أبيه الثمل مجدداً. جلس في أحد الأزقة وضم ركبتيه إلى صدره باكياً، وشعره الفحمي الذي يصل كتفيه يغطي وجهه الحزين.
لم يكن هذا الموقف هو الأول بالنسبة لماسانو الصغير، فقد كان والده دائماً يخرج للعمل في الصباح ويعود في ساعات متأخرة ورائحة الكحول تفوح منه، فيتذمر ويشكو بشأن عمله ثم يبدأ في تعنيف والدته التي تتحمل الألم من أجل أن يظل ابنها بخير."أيها العاهر الصغير. لماذا رُزقتُ بفاشل مثلك؟!"
"أراشي، أرجوكَ توقف! ماسانو ما يزال طفلاً!"
"أنتِ اخرسي، يوكا! هذا اللعنة أوميغا وكل ما يصلح له هو الممارسة ولا شيء آخر!"
"أنتَ... أنتَ لا تعي ما تقوله. إنه ابننا!"
"لا يهمني! إن لم ينجح في دراسته، فسأعطيه لأحد الألفا ليتسلى به!"
كانت تلك هي المحادثة التي سمعها ماسانو قبل أن يهرب من البيت، وقد ظل صداها يتردد في ذهنه. 'لماذا يكرهني أبي لتلك الدرجة؟ هل لأنني أوميغا؟ ليس الأمر بيدي. لقد وُلدتُ هكذا. يا إلهي، ماذا أفعل؟'، فكر غرابي الشعر وهو يبكي بصمت ثم جفل حين ومض البرق وتمتم قائلاً: "أريد العيش مع أمي في مكان بعيد.... بعيد جداً عن ذلك الرجل."
وفي وسط بكائه، سمع ماسانو صوت خطوات تقترب منه فتجمد في مكانه ظناً منه أن والده جاء ليضربه كما يفعل بوالدته. أغمض عينيه مستسلماً لقدره ولكنه تفاجأ بأن ما يخشاه لم يحدث. فتح عينيه ووجد مظلة فوق رأسه، "هل أنتَ بخير؟"، سمع صوت شخص بنفس عمره فالتفت إلى الشخص الممسك بالمظلة وانبهر بما رآه. لقد كان صبياً بنفس عمره أطول منه قليلاً، وله شعر أحمر وعينان بزرقة السماء تحملان عطفاً وشفقة تجاهه. "لقد رأيتُكَ من نافذة السيارة وطلبتُ من السائق التوقف."، قال الأصهب بهدوء فنهض ماسانو عن الأرض وانحنى معتذراً عن الإزعاج، مما أضحك الصبي الذي هز رأسه قائلاً: "لا داعي للاعتذار. خذ المظلة وعد إلى منزلك. لا شك أن أمكَ قلقة عليك."
بتلك الكلمات، أخذ ماسانو المظلة شاكراً الأصهب الذي ابتسم قليلاً وعاد إلى السيارة الفارهة طالباً من السائق التحرك.السائق: *يقود السيارة بعيداً عن الزقاق* بوتشان، هل كان من الحكمة أن تفعل ذلك؟ إنه من العامة.
؟؟؟: لا يهم. إذا لم أساعد ولو بقدْر بسيط، *يخرج ناراً صغيرة من يده* فلن أكون أهلاً للبطولة في المستقبل.
السائق: ربما... معكَ حق.
راقب ماسانو السيارة تبتعد عنه حتى توارت عن الأنظار، ثم ابتسم قليلاً وعاد إلى منزله حيث وجد والده نائماً على الأريكة والتلفاز مضاء، فخلع حذاءه وذهب للبحث عن والدته. لكن حين وجدها في غرفة نومها، اتسعت عيناه من الصدمة فقد كانت تحاول تغطية الكدمات على وجهها مما جعله يشعر بالذنب. سمعت يوكا صوت تقطر الماء فالتفتت إلى ماسانو ودمعت عيناها من شدة القهر؛ فهي لم تكن ترغب أن يراها ابنها على هذه الحال، ومع كل ذلك فقد تجاهلت الألم الذي شعرت به في جميع أنحاء جسدها ونهضت من مكانها وعانقت صغيرها بحنان.
ماسانو: أمي... هل... هل آذاكِ مجدداً؟
يوكا: *تهز رأسها وتبتسم* ل-لا تخف علي، ماسانو. مجرد كدمات بسيطة. أنتَ عليكَ تبديل ثيابكَ كي لا تُصاب بالبرد والذهاب للنوم. لديكَ مدرسة غداً.
ماسانو: أمي. *يشد على قبضتيه* أنا... سأصبح بطلاً.
يوكا: إيه؟
ماسانو: سأصبح بطلاً! وستكون لي وكالتي الخاصة! سأنقذكِ منه! إن حاول الاعتداء عليكِ مجدداً، لمسة الهلاك خاصتي سترسله إلى المستشفى!
يوكا: *ترمش باستغراب ثم تضحك قليلاً* حسناً يا بطلي الصغير. إلى أن يحين ذلك اليوم، عليكَ التركيز على دراستك، اتفقنا؟
ماسانو: حسناً! *تلمع عيناه بالحماس*
يوكا: *تبتسم مجدداً ثم تأخذه إلى غرفته وتعطيه ثياباً جافة كي يبدل ثيابه المبتلة ثم تنتبه للمظلة في يده* ماسانو، من أين لكَ هذه؟
ماسانو: هم؟ أوه. فتى لطيف أعطاني إياها.
يوكا: حقاً؟ وهل لهذا الفتى اللطيف اسم؟
ماسانو: *يدرك أمراً* أاااا! أنا لم أسأله عن اسمه حتى! 😱
يوكا: *تقهقه*
ماسانو: ولكن...
يوكا: لكن؟
ماسانو: لقد كانت يده دافئة. لا. هالته بشكل عام... إنها دافئة ومريحة. شعره الأحمر كالنار وعيناه الزرقاوان الصافيتان كالسماء... *يبتسم قليلاً* أظنني عثرتُ على صديق.
يوكا: *تساعده في تبديل ثيابه وتبتسم بخبث* أوه؟ حسناً، صغيري. لكن لا قُبل حتى تبلغا سن التزاوج~
ماسانو: م-ما–؟ أمي! 😳😳😳😳
يوكا: *تضحك* آسفة. آسفة. ولكن طريقة حديثكَ عنه تجعلكَ تبدو كالعاشق! آه! *تضع يدها على خصرها*
ماسانو: أمي! 😟
يوكا: ل-لا تقلق. أنا بخير. الآن، اذهب للنوم كي لا تتأخر عن المدرسة غداً.
بعد قولها لذلك، قامت يوكا بتقبيل جبين صغيرها ووضعته في سريره ثم نظرت إليه مرة أخيرة وهمست: "أحلاماً سعيدة يا بطلي الصغير." بعدها اتجهت إلى غرفتها وغطت في النوم وهي تفكر في طريقة لتهرب هي وابنها من هذا الجحيم.
في تلك الأثناء، كان ماسانو ما يزال يفكر بالصبي الذي أعطاه المظلة وإذا ما كان سيلتقيه مجدداً. هو ليس متأكداً من حتمية احتمال لقائهما، ولكنه واثق من أنه لن ينسى تلكما العينين الزرقاوين والعطف والحنان اللذين شعر بهما في تلك اللحظة في الزقاق.يتبع...
==================================
أوكي
هذا كان أول فصلأعطوني رأيكم + هل أكمل أو لا؟ 😅
باي. 👋
أنت تقرأ
لهيب الألفا | Alpha's Flame
Fanfictionاثنان من عالمين مختلفين. الألفا الناري والأوميغا القاتل، جمعهما القدر بصدفة أشعلت نيراناً لا يخبو وهجها في قلب كل منهما رغم كل المصاعب. فهل سيستمر حبهما في الاشتعال؟