تعارف وصداقة

909 40 32
                                    

في اليوم التالي، استيقظ ماسانو وتجهز للذهاب إلى المدرسة. نزل من غرفته واتجه إلى المطبخ حيث أعدت له والدته طعام الفطور تاركة له ملحوظة تقول: "خرجتُ للبحث عن عمل. لا يمكنني ترك مصاريفكَ في يد أبيكَ المهمل. انتبه لنفسكَ أثناء غيابي، اتفقنا؟ 😉"
ضحك غرابي الشعر الصغير بخفة ثم تناول التوست خاصته وشرب العصير، بعدها أمسك حقيبته والمظلة التي أعطاها ذلك الولد له وانطلق إلى المدرسة بحماسة لعله يلقى الأصهب مجدداً ويشكره على لطفه.

مضى اليوم بهدوء وسلاسة، ولم يرَ ماسانو أي أثر لذي الشعر الأحمر، 'ربما هو يدرس في مدرسة مختلفة؟'، تساءل غرابي الشعر في نفسه ثم تنهد وذهب إلى الحديقة العامة؛ إذ لم يرِد أن يعود إلى البيت ويُفاجأ بأراشي ولسانه الحاد الذي ما فتئ يناديه بأقبح الألقاب ويعيره بكونه أوميغا منذ اللحظة التي فتح فيها عينيه على الدنيا. جلس في الحديقة على إحدى الأراجيح وبدأ يغني لنفسه كي ينسى همومه. كان الغناء وسيلته للهرب من كل مشاكل الحياة وشغفه الدائم الذي شجعتْه أمه عليه، لذا كان دائماً ما يجد نفسه على سطح المنزل يغني أو يهمهم بلحن أغنية أعجبته في حال بدأ روتين تعنيف أراشي اليومي له ولوالدته.
أثناء انغماسه في الغناء، اقترب منه رجل في الثلاثينات بابتسامة مريبة على وجهه.

"صوتكَ جميل يا صغير."

"أاا، شكراً؟"

"لمَ لا تأتي معي؟ سنحظى بوقت ممتع معاً~"، قال الرجل وقد اتسعت ابتسامته المربية، مما جعل ماسانو ينهض عن الأرجوحة ويتراجع قائلاً: "ل-لا، شكراً. يجب أن أعود للبيت الآن."
تراجع غرابي الشعر ببطء لشدة خوفه بينما اقترب الغريب منه وعيناه تحملان نظرة شهوانية، بعدها نظر حوله آملاً أن يكون أحدهم رأى الموقف ولكن كان جميع الموجودين في الحديقة منشغلين بأطفالهم. لمعتْ عيناه الزمرديتان بسبب تجمع الدموع فيهما ثم أغمضهما منتظراً مصيره، 'أنا خائف. رجاء. فليساعدني أحد!' "ها أنتَ ذا."، فتح ماسانو عينيه بسرعة عندما سمع ذلك الصوت المألوف ونظر في الاتجاه الذي جاء منه فوجد الصبي ذا الشعر الأحمر يقف مبتسماً خلف الرجل الذي التفت وصرخ قائلاً: "أوي! ماذا تظن نفسكَ فاعلاً أيها الشقي؟!"

تجاهل الأصهب الرجل واقترب من ماسانو بخطى واثقة، "ألم نتفق على أن تأتي إلى منزلي بعد المدرسة لندرس معاً؟ لماذا أتيتَ إلى هنا وحدك؟"، سأل بهدوء ثم أمسك بيد غرابي الشعر الذي احمر وجهه قليلاً ونظر للأسفل معتذراً بصوت شبه مسموع. لم يتحمل الرجل الواقف رؤية ضحيته الثمينة تفلت من بين يديه فتقدم ناحية الصغيرين بنية انتزاع ماسانو من ذي الشعر الأحمر وأخذه بعيداً، لكن الصبي الأصهب قام بإحراق يده ثم صرخ بأعلى صوته: "بيدوفيلي! رجاء، فليتصل أحد بالشرطة!" مما لفت انتباه أغلب الموجودين في الحديقة العامة حتى أن امرأة بدأت تتصل بالشرطة، وذلك جعل الرجل يتوتر بالإضافة إلى ألم الحرق.

لهيب الألفا | Alpha's Flameحيث تعيش القصص. اكتشف الآن