لم يدرِ كيف مر الوقت سريعاً، لقد حان موعد ولادة الطفل بالفعل. ربما حزنه وانعزاله عن الجميع ما عدا أمه وزياراته متخفياً إلى المشفى لأجل التأكد من سلامة الصغير هم السبب في بقائه متماسكاً. كان في البداية يفكر في إجهاض الطفل كي لا يعاني معه ولكن يوكا أقنعتْه أن يطرد تلك الفكرة الخرقاء من رأسه وينجب طفله، وبعدها لكل حادث حديث.
ها هو الآن في غرفة الولادة، يقاسي ألم المخاض ممسكاً بيد أمه التي تشجعه وتواسيه. "هيا، ماسانو. بقي القليل بعد. تماسكْ من أجل طفلك."، كانت تلك هي العبارات التشجيعية التي ظلت يوكا تكررها لماسانو أثناء تنفسه المتعَب وتأوُّهه المستمر. بعد ساعات من الألم والصراخ والدموع، سمع الأوميغا صوتاً جعله ينسى الألم الذي مر به. إنه بكاء طفله لأول مرة وقد خرج إلى الحياة. "مبارك. إنه صبي. وبصحة جيدة."، قالت الممرضة بعد أن نظفت الطفل ولفته ببطانية بيضاء دافئة وعرضتْه على ماسانو بابتسامة.
ابتسم ذو الشعر الأسود قليلاً ومد ذراعيه طالباً أن يحمل ابنه فلبّت الممرضة طلبه وتركته مع يوكا والمولود الجديد. تأمل ماسانو وجه ابنه وهدهده بلطف كي يكف عن البكاء، "ششش. طفلي الجميل. طفلي الحبيب. يا قرة عين بابا. لا تبكِ الآن. أنا بجانبك."، همس الأوميغا في أذن طفله الذي سكت عن البكاء وفتح عينيه لينظر إلى الرجل الذي أنجبه. كاد ماسانو يبكي بشعور الفخر ممزوجاً بالأسى؛ فالطفل يملك شعره الأسود وعينين زرقاوين. نفس عيني حبيبه ومعذِّبه.
ماسانو: إنه...يملك عيني إنجي... *يشهق بحزن*
يوكا: 😟 ماسانو. أرجوكَ لا تكتئب الآن، بني. يجدر بكَ أن تفرح. لقد أنجبتَ ولداً وسيماً للغاية. بالمناسبة، ماذا ستسميه؟
ماسانو: *يمسح الدموع من عينيه* تويا... تويا تودوروكي.
يوكا: عجيب أمرك.
ماسانو: ماذا؟
يوكا: لقد جعلتَ اسمه الأخير تودوروكي.
ماسانو: إذاً؟ إنه ابن إنجي أيضاً.
يوكا: *تتأفف* أنا بتُّ لا أفهمكَ على الإطلاق. لقد كسر قلبكَ ومع ذلك...
ماسانو: أجل. أعطيتُ ابني اسم عائلته. *يضحك بمرارة* أنا أحمق. تماماً مثل إيكاروس. طرتُ قريباً جداً من الشمس فاكتويتُ بلهيبها.
يوكا: ماسانو. *تتنهد* حسناً. ماذا تنوي أن تفعل الآن؟ هل ستخبره أم لا؟
ماسانو: لا. أنوي التكتم على الأمر في الوقت الحالي. وهناك أمر آخر قررتُ فعله.
يوكا: وما هو؟
ماسانو: بعد انقضاء النفاس، سأختفي مع تويا لبعض الوقت.
يوكا: هل أنتَ مجنون؟!
ماسانو: ربما. *يأخذ نفساً عميقاً* أحتاج وقتاً لألملم شتات نفسي المكسورة وأستجمع قواي من جديد.
يوكا: إذاً...كم من الوقت تحتاج؟
ماسانو: *يهز رأسه* لا أدري. أشهر. ربما سنوات.
يوكا: لا، هذا كثير. أنتَ تنوي قتلي بسكتة قلبية! هكذا سأقلق عليكَ وعلى حفيدي الصغير!
ماسانو: كلا يا أمي. أنا لا أنوي تعذيبكِ بل تعذيب ألفاي الأحمق الذي كرَّر خطأ أمه وأهمل مَن يحبهم. لا تقلقي. سأجد طريقة أتواصل بها معكِ دون أن يتمكن أحد من تتبع هاتفي.
استسلمت ذات الشعر البني لقرار ابنها رغم قسوته. هي تعلم جيداً مدى صعوبة كسرة قلب الأوميغا، حتى أنها سمعت عن بعض الذين انتحروا بسبب هجر رفقائهم لهم. ولكن بما أن ماسانو قرر الابتعاد لبعض الوقت، فقد أعطاها ذلك بعض الأمل بأن الأمور ستنصلح لاحقاً.
بعد خروجه من المشفى، ظل ماسانو يعتني بتويا بمساعدة يوكا حتى انتهت فترة النفاس، ثم بدأ بالاستعداد للسفر فاشترى شقة في مدينة كيوشو وهيّأ نفسيته للبعد عن هذه المدينة. بعدها، جهّز أسود الشعر حقائبه بالأشياء اللازمة وعانق أمه ثم ذهب إلى المطار واستقل أول طائرة إلى كيوشو. كان من الصعب عليه وداع أمه ومسقط رأسه، لكن هذا كان عقاباً ولا بد أن يكون صارماً فيه.
جلست يوكا في غرفة الجلوس وتنهدت بحزن. ها هي الآن وحيدة دون مؤنس. كل ذلك بسبب خطأ ارتكبه الأصهب بحق ابنها. 'أشعر بالأسف لتلك المسكينة التي تزوجها. وعلى أولادها إذا ما أنجبت منه مستقبلاً.'، فكرت يوكا في نفسها ثم خطرتْ ببالها خطة. أمسكتْ بنية الشعر دفتر ملاحظاتها وكتبت فيه ثلاث عبارات.
"ساعِدي ماسانو."
"تقصَّي أخبار إنجي."
"أصلِحي ما مزَّقه الغرور."
بعد ذلك، أخذت نفساً عميقاً وأشغلتْ نفسها بالنظر في ألبوم صور ماسانو وهي تبتسم مليئة بالأمل والثقة.
"هذه المرة، أنا مَن سينقذكما."يتبع
------------------------------------------------------------
الفصل قصير وخفيف بس عشان بعض ناس ما ياكلوني.
halablack19201 I'm looking at you. 👀
ويس. إذا انتبهتوا، فأنا خليت تويا ابن إنديفار من ماسانو عشان الدراما، وبيكوز أي كان. روايتي وأنا بديرها بكيفي. 🙃☻️😌
أوكي، هذا كل شي.
نراكم في الفصول الجاية. 😁
أنت تقرأ
لهيب الألفا | Alpha's Flame
Fanfictionاثنان من عالمين مختلفين. الألفا الناري والأوميغا القاتل، جمعهما القدر بصدفة أشعلت نيراناً لا يخبو وهجها في قلب كل منهما رغم كل المصاعب. فهل سيستمر حبهما في الاشتعال؟