اللقاء مجدداً وعلامة الرفيق

582 36 12
                                    

مضت ست سنوات كلمح البصر، تعلم ماسانو خلالها فنون القتال كي لا يتكرر معه ما حصل في طفولته ولا يكون عبئاً على والدته أو على إنجي. وبالحديث عن إنجي، لقد اشتاق إليه كثيراً. دارت تساؤلات كثيرة في رأس غرابي الشعر: كيف حال إنجي الآن؟ ماذا حدث معه خلال السنوات الست الماضية؟ هل ما زال يتذكره؟ هل ظل قوياً، عنيداً ولكن عطوفاً كما عهده دائماً؟

على أية حال، لن ينتظر طويلاً ليحصل على الإجابات فهو الآن في الطائرة المتجهة إلى طوكيو؛ إذ تم قبوله في مدرسة يو إيه وشجعتْه يوكا على السفر ليكمل رحلته نحو تحقيق حلمه. "مَن يدري؟ قد تلتقي إنجي-كن هناك وتغدوان بطلين معاً"، كانت تلك كلماتها له لحظة تلقيه خبر قبوله في تلك المدرسة التي تعتبر أحد أعرق الأكاديميات التي تخرّج الأبطال في البلاد. ضحك ماسانو بخفة وهو يتذكر تلك اللحظة الهامة في حياته ثم نظر خارج النافذة متأملاً السماء ومفكِّراً في الألفا ذي الشعر الأحمر.

عند وصوله إلى المطار، اتجه ماسانو مباشرة إلى مبنى سكني واستأجر شقة ليبقى فيها مؤقتاً حتى تنتهي فترة دراسته، أفرغ أغراضه في الأماكن المخصصة لها ثم استلقى في السرير وغط في نوم عميق. وفي صباح اليوم التالي، استيقظ ذو الشعر الأسود مبكراً لأجل يومه الأول في اليو إيه، استحم وارتدى زيه المدرسي، ثم صنع شطيرة وتناولها، ثم حمل حقيبته وأوصد باب شقته بعد ذلك انطلق نحو المدرسة بعد أن سلَّم المفتاح لمالك المبنى.

في اللحظة التي خطا فيها ماسانو خطوته الأولى داخل حرم اليو إيه، شعر بالسعادة والفخر بوصوله إلى هذه النقطة من حياته وسار في أروقة المبنى بثبات وثقة حتى وصل إلى الصف A-1 ودخله. توجهت أنظار الطلاب نحو غرابي الشعر، وكانت منقسمة بين جهتين: أغلب الألفا المتواجدين في الغرفة حدقوا به بازدراء وكأنه لا ينتمي لهذا الصف بل للمدرسة بأكملها، بينما البيتا، وخاصة الإناث منهم، نظروا إليه بإشفاق وأسف. استنتج ماسانو من تلك النظرات المتباينة ما بين الشفقة والاحتقار أنه الأوميغا الوحيد في فصل الأبطال؛ فالأوميغا في العادة يكونون في فصل الدعم والمعدات بسبب طبيعة أجسادهم الضعيفة. تنهد الشاب ذو الشعر الأسود بانزعاج من تلك الصورة النمطية لمَن هم على شاكلته ثم جلس في مقعده متجاهلاً نظرات الجميع.

أثناء تفقده لكتبه، اقترب منه بعض الألفا وقد بدا أنهم لا ينوون الخير. "أوي. يبدو أنكَ أضعتَ طريقكَ أيها الأوميغا الصغير. فصل الدعم في الناحية الأخرى من المبنى."، قال أحدهم بنبرة ساخرة فضحك أصدقاؤه في محاولة لإحباط غرابي الشعر الذي تنهد مجدداً ورد قائلاً: "شكراً على التعليق التافه. أنا واثق من أنني في المكان الصحيح، ولكن ماذا عنكم؟ حسب معرفتي المتواضعة، فالحثالة والمتنمرون أمثالكم مكانهم في حاوية القمامة وليس مع الأبطال."

صُدم الجميع من جرأة الأوميغا ذي الشعر الأسود، بينما غضب الألفا الذين حاولوا السخرية منه ثم هاجموه كي يلقنوه درساً. ولكن ما لم يكن في حسابهم هو أن ماسانو ليس باللقمة السائغة، فقد ابتسم بخبث ونهض صادّاً ضرباتهم ورامياً إياهم الواحد تلو الآخر نحو الحائط بكل سهولة وفي وقت قصير. "كوني أوميغا لا يعني أنني ضعيف، تذكروا ذلك جيداً."، قال ماسانو بحزم فصفق الجميع له بينما تأوه المتنمرون الملقون على الأرض من الألم. عاد غرابي الشعر إلى مقعده بعد أن لقن أولئك المغرورين درساً وتنهد بيأس من حالهم.

لهيب الألفا | Alpha's Flameحيث تعيش القصص. اكتشف الآن