الصفحة السابعة،،
دفتر مذكرات..
بقلم حنان الموسوي *
،،،،،،
نهضت بسمة لتفتح الباب وهي شبه واعية، تسير بتثاقل، ولمّا
وصلت وفتحت الباب وهي تفرك عينيها، وقالت :
**_ منو..؟!!نظر لها أحمد مستغرباً وهي شعثاء و مازالت تترنح من خدر النوم،
وقد ارتاب قلبه فقال :**_ بسمة.. بيبيتچ موجودة..؟!
فردت وهي تكاد تُجزم :
**_ لا.. طلعن هي وأمي ويّ صلاة الظهر للجامع...أستغرب أحمد وأسعد قول بسمة وعن أيّ صلاة وجامع تتحدث؟!
فوضع أحمد يده على كتفها وهزّها قائلاً بتسائل :**_ بسمة.. شنو أنتِ نايمة.. اصحي بابا..؟!!
راحت بسمة تفرك بعينها وقد عادت لوعيها وهي تستغرب وقوف
أحمد ورجل آخر خلفه في عتبة الدار. فعاد أحمد قائلاً :
**_ روحي غسلي وجهچ... وصيحي لنا بيبيتچ..نفذت بسمة ما أمرها به أحمد على الفور وهي في غاية الاحراج
و الأسف، فدخل أحمد يتبعه أسعد باحة البيت في إنتظار قدوم
شامية. راح أسعد يحولل وهو يرى منظر البيت الخَرِب والمتهالك.
غسلت بسمة وجهها سريعاً ورتبت شعرها أمام مغسلة
الحمام الباهتة والمكسورة، وتوجهت مسرعة نحو جدتها.دخلت الغرفة، وإذا بها تنصدم لرؤية جدتها وهي مُنْكَبّة بكل
جسدها على جسد ابنتها فراسة، فراعها هذا المنظر، دنت قريباً منهما وراحت تحاول ايقاظ جدتها بصوت خافت كي لا تستيقظ
فراسة، لكن شامية لا تستجيب لنداء حفيدتها.
راحت بسمة تهزّ كتف جدتها بلطف علّها تستيقظ، لكنها
سقطت من فوق فراسة بلا حراك، فانكشف وجه فراسة النحيف
وقد غارت ملامحها وهي تفتح فمها وعيونها جاحظة بهتت
لمعتها وانطفأ نورها.
فزعت بسمة وهي ترى أمها وجدتها بهذا المنظر وصرخت :
**_ لچ بيبي أگعدي... يووم أگعدي...؟!!وانفجرت باكية وهي تحاول إيقاظ جدتها.
هرع أحمد وأسعد حيث صرخة بسمة على عجل ووجل، ولمّا
وصلا، ذُهلا من منظر شامية وفراسة وهنّ متصلبات بلا روح.
هنا قال أسعد :
**_ أبو عهد.. أخذ بسمة واطلعوا منّا.. بسرعة..سحب أحمد بسمة وهي تعافر للبقاء مع أمها وجدتها، فحملها
بين ذراعيه وسحلها وهي تصرخ وتضرب بذراعيه لتفلت منه
لكنه أحكم قبضته عليها وخرج بها إلى باحة الدار وقد تعالى
صراخها وبكائها :
**_ بييبييي.. أگعدي ولا تعوفيينيي.. يمّة أگعدي..لا تعوفونيي
اخذووني وياااكم.. لا تعوفوونيي.. بييبيي.. يوووم..أخرج أسعد من جيب سترته قفّازين طبييّن، ارتداهما ودنا من
شاميه وفراسة لفحصهن، وقد تأكد له من خلال رؤيته لهن أنهن
قد فارقن الحياة.
حاول غلق فم فراسة واغماظ عينيها، ثم قام بقلب شامية على
ظهرها واسدل الغطاء فوقهن.
أما أحمد فحاول أن يهدئ من روع بسمة، فاحتضنها بين ذراعيه
وسحب رأسها إلى صدره وهو يطلب منها الصراخ وإخراج ما في
قلبها من وجع وهما جالسان في وسط باحة البيت.
خرج أسعد من غرفة فراسة وهو متألم لما رأٓه ،فادار أحمد وجهه
له وقد قرأ ملامح أسعد وتأكد له بإن شامية وابنتها قد توفيّن.
أما بسمة، فمازالت تبكي وتصرخ وتركل وتضرب جسد أحمد
وهو محكم قبضته بها، وكلما حاولت الفرار أعادها بين ذراعيه
فقال أسعد :
**_ راح أروح أجيب سيارة إسعاف.. إنتبه على بسمة...
![](https://img.wattpad.com/cover/345824263-288-k447227.jpg)