دفتر مذكرات..صفحة..٣٧..

13 2 0
                                    

.....
بعد يوم ، وبعدما أنهت محاسن مدرستها ، خطر ببالها
أبيها وولاء،  كانت تسير بخطى غير مستقرة..

** أروح أشوفهم..لو لا .. وإذا أشوف أبويه شلون..
شاگول له .. بنتك ذلّتك .. بنتك خانتك وصخمت
وجهك.. شاگول له .. سامحني.. أني غلطت ..؟!!
ألمن رايحه .. خليهم ناسيچ .. بسّ... بسّ أشوفهم..
ولو لآخر مره .. حتى لو من بعيد.. **

أدارت خطواتها، وتوجهت لأقرب باص ، ركبته واقلّها
لأقرب محطة قريبة من بيت أبيها القديم.
نزلت من الباص ، سارت بضع خطوات حتى وصلت
بيت أبيها ، وقفت لدقائق وهي تستذكر وتبكي أيام
طفولتها وصباها.
فخرج من البيت طفل صغير ، ذو ثمان سنوات، ...

** استعجلت يابه وبعت البيت.. لو بسّ تريد تتخلص
من عدنه .. ؟!! **

ثم توجهت حيث الطريق المؤديه إلى بيت شامية،..

** وين صار بيت شامية.. هو هذا المبني جديد..؟!
أي لأن هذا بيت أم هاشم.. **

وبينما هي تتأكد من البيت، لمحت أبيها وولاء متجهين
نحو بيت شامية، ثم أسرعت وأخفت نفسها في الفرع
الآخر وهي ترتجف..
** بسّ لا شافوني.. أيي.. ولاء شافتني بينما أبويه
داير وجهه عليها  ويحچي وياها .. أي شافتني..
هسه أني شجابني..**
لمحت ولاء محاسن، وفرح قلبها لرؤيتها، لكنها بقيت ساكتة علّ محاسن تظهر من جديد .
لكن محاسن سارت مختبئه بين الافرع هاربة وهي
تبكي على فقدها أبيها واختها.
وولاء بمرور الأيام، لم تستطع أن تخبر أحدا بأنها
رأت أختها محاسن.
عادت محاسن بيت جدها وهي متألمة ومتحسرة
كونها خسرت والدها ،ربما إلى الأبد.
.......

وبعد أيام ، تحديدا ، ١٩٧٠ _٦_٢٨ ... الساعة السابعة
والنصف صباحاً .
ميعاد وبنتيها نائمات في غرفتها ،  ومهدية ودعت ابنتها وعادت إلى فراشها .
وبينما محاسن تهمّ بالخروج من باب المطبخ لتذهب
إلى المدرسة لأداء الامتحانات النهائية.

باغتها طالب من خلف ، أرادت أن تصرخ ، لكنه
وبسرعة وضع قطعة قماش مشبعة بمخدر على أنفها وفمها والتي رغم مقاومتها له ، تمكن المخدر منها
وهوت إلى الأرض بلا وعي.

حملها طالب بعدما تأكد غياب وعيها، وسار بها على
مهل وصعد بها الدرج ، ثم أدخلها الغرفة الثالثة التي
أغلق نافذتها بلوح خشب.
وضعها على سرير قد هيأهُ للنوم معها،  كانت الغرفة
مرتبة بشكل كبير، رغم قلة اثاثها، فقط سرير كبير
بفراش فخم، وسجاجيد غطت أرض الغرفة، وخزانة
ببابين كبيرة، وستارة من قماش سميك وخلفها الواح
الخشب، واناء خزف كبير لحفظ الماء .
أخرج طالب من الخزانة قطعة قماش ووضعها على
فم محاسن في حال افاقتها لا تستطيع الصراخ،  ثم
جاء بحبل الغسيل وربط يديها كلٌ في جهة لطرفيّ
السرير الحديدي، واحكم ربطهما، ثم خرج واحكم
إغلاق باب الغرفة.

وبعد ثلاث ساعات، افاقت محاسن ، كان جسمها
متشنجاً ، أغمضت للحظات حتى تستوعب ما جرى
لها، ثم فتحت عيناها باكية وهي تستذكر ما فعله بها
طالب.
حاولت أن تستجمع قوتها، لكن تأثير المخدر مازال
يؤثر على جسدها وذهنها ، أرخت جسدها وهي تقول
في نفسها...

دفتر مذكرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن