دفتر مذكرات، ،صفحة ٩و١٠و١١

14 2 0
                                    

الصفحة التاسعة..
دفتر مذكرات ،،
بقلم حنان الموسوي *
،،،،،
صداع فضيع انتاب أحمد وهو متوتر لا يعرف ماذا يعمل ومن أين
يبحث عن بسمة، دعاه هاشم لدخول البيت لكنه قال :

**_ مشكور أبو محمد.. اترخص..
**_ وين يا معود.. وبسمة.. ما راح ندور عليها..؟!!

بقى أحمد يتلفت يميناً ويساراً وهو في غاية التوتر والبغظ
والغضب من مهدية ثم قال :
**_ أني أدور عليها.. لا تشغل بالك ابو محمد.. في أمان الله..
**_ يمعود بسّ أبدل هدومي واجي وياك ندور عليها..؟!!
**_ لا لا ابو محمد.. أني أدور عليها.. وان شاء الله من الگاها
انطيكم خبر.. في أمان الله..

أراد أحمد فقط أن ينصرف من أمام بيت أم هاشم ولا يشغل أحداً
بهمِّه وما يعتريه من من مشاعر مضطربة.
سار أحمد بضع خطوات وصوت هاشم يتبعه :
**_ طمنّا عليها أبو عهد..!

عاد أحمد إلى بيته، والغضب يهزّ بدنه، صاح بعلو صوته :
**_ مهدية..
ارعب صوته مهدية وبناتها، فتوجه لغرفة النوم حيث كانت
مهدية وصاح في وجهها وكأنه يفرغ حمما بركانية :
**_ لچ شيخلصچ منّي اليووم.. لأذب غضب الله كلها عليچ...

وصبّ جامَ غضبه عليها، وهو ينهال عليها ضرباً.
شارفت الساعة على الحادية عشر ليلاً وأحمد يتلوّى من الحيرة
والغضب وهو يعتقد بأنه فقد بسمة إلى الأبد.
خرج من بيته ولا يعرف أين تأخذه خطاه، فراح يقترب شيئاً فشيئاً
من بيت شامية. أراد أن يشعر بوحي بسمة، وقف أمام باب البيت
وهو يستذكر كيف كانت قبل ساعات بين يديه وفي حضنه.
أخرج مفتاح البيت من جيب بنطاله، قرر أن يبيت فيه ليجرب
كيف كانت بسمة تحتمل العيش بين هذه الجدران السوداء
الرطبة والعفنة، لتحافظ على نفسها وعِفّتها.
فتح الباب على مهل كيّ لا يسمعه او يحسّ به احد من الجيران
دخل البيت وأغلق الباب، كان البيت مظلما إلا من بقعة ضوء
القمر الساقطة على باحة الدار الصغيرة، راح يستنشق رائحة
البيت علّه يجد عبق بسمة، يسير على مهل وكأن روحه تصّعد
إلى السماء منهك من التفكير بها، مختنق الصدر يعتريه الحزن لخسارته بسمة، ضّل واقفاً للحظات ينظر إلى البيت وقد انقبض
صدره وهو يناجي الله بعيون تذرف الدمع ..
،، إلهي دلّيني عليها.. اتوسل لك يا ربي خليني ألگه خيط يوصلني لها.. والمهم يا رب تكون بخير وما صاير عليها شي يفجعني بيها.. أترجاك يا رب كون هي بخير.. أترجاك إلهي
أريد بسّ اطمأن عليها.. عقلي راح يشتّ من التفكير بيها
ووين راحت وهي ضعيفة .. إلهي أريدها منك.. تدريني تعلقت
بيها ونفسي ارتاحت لها.. دخيلك ربي تطمني عليها ،،

جلس متكئاً على الحائط الذي احتضن فيه بسمة وقد عقف ساقيه وهوينظر نحو السماء والنجوم تتلألأ وهالة البدر زادت
جمال القمر، عندها شعر بالنعاس والإرهاق هدّ جسده.
حاول أن يجد شيئاً ما يضعه تحت جسده ليستلقي فوقه، بحث
وإذا بيده تأتي على قماشة ملساء تحتها شيء طريّ.
انتابه الخوف للحظة وراح يبسمل، وهو يتخيل جثة أحد ما ملقاة
هنا، عندها أخرج علبة الكبريت وأشعل عوداً وإذا به يصعق
لرؤية بسمة ملقاة على الأرض .
راح يتنفس عميقاً بمشاعر مضطربة بين الخوف والتوتر وشيء
من السرور وهو يجد بسمة أمامه، عاد وأشعل عود كبريت أخر
ليتأكد أنها حقاً بسمة،، يااا الله هي بسمة.. يااا الله رحمتك ،،
بدون شعور سقطت دمعات من عينه وهو يحاول أن يحملها
وقد ردّت روحه له وارتفعت معنوياته وهو يتحسسها تتنفس.
حملها بين ذراعيه وفتح باب البيت الخارجي بقدمه ثم خرج
من بيت شامية يعتريه شيء من الغبطة وقد وجد كنزه الثمين.

دفتر مذكرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن