أدخل بحر فيان مطعما راقیا فی أطراف المدينة،
جلسا علی طاولة قرب نافذة تطل علی النهر، قال بحر
محاولا تجاذب أطراف الحديث مع فيان::**_ هاا .. حلو المطعم.. موو ..؟!
لم تجبه، وراحت تنظر من النافذة الی أمواج النهر،
فتذکرت نهر، ذاک الطفل الممتلئ والجميل، ودون
ارادتها، سقطت من عینها دمعه، ثم فکرت بأبيها .
لاحظ بحر بکائها ، فقال وهو یعطیها منديل ::**_ فيان..
نظرت له، وأخذت منه المنديل، وبکت بحرقة، وهي
تخفي وجهها بالمنديل ، فقال وقد رقّ قلبه لها::**_ فيان.. کافی منّا ألناس.. ليش هالبچي.. مقهوره
ضایجه.. گولي شبیچ .. ؟!!فقالت له باكية ::
**_ ما مرتاحه.. محتصره.. أخذني منّا ..
**_ ماشي..تمام.. امشينا ..!!
الساعة تعلن الواحدة بعد الظهر ، خرجا من المطعم،
وتوجها نحو السيارة، رکبت فيان وجلست تنشف
دمع عينها، فقال لها بحر::**_ انتظريني دقايق.. راح اجيب سفري..
ذهب مسرعا لأخذ وجبة طعام، ثم عاد بعد دقائق
يحمل أكياسا بمختلف أنواع الطعام.
وضع الأكياس في المقعد الخلفي، ثم صعد خلف المقود
نظر لفيان وقال ::**_ نروح للبيت .. بلكي ترتاحي شوي..؟
فقالت له وهي تكفكف دمع عينها ::
**_ لا..
**_ لعد وين تردينا نروح..؟!
أدارت له جسدها وقالت وهي تبكي راجية::
**_ أترجاك وديني لأبويه.. بسّ أشوفه وأطمن عليه..
گلبي مثل النار عليه.. أترجاك توديني له للمستشفى..صُدم بحر بطلب فيان، أدار رأسه عنها وراح ينظر في
الفراغ، ثم أدار السيارة وعاد لبیته .
فقالت له لمّا رأته عائدا الی البیت::**_ لیش رجعنا للبيت.. ؟!! ..فدوة بحر صدگني بسّ
أشوف أبويه دقیقتین وأرجع ویاک.. أترجاك توديني
له.. گلبي راح يطگ عليه.. بسّ أشوفه...أوقف السيارة أمام قصره، وطلب منها النزول، ولمّا
نزلت من السيارة، أنتبهت للرایات البيض التي
ترفرف علی سطح البيت، انتابها شعور قوي بإن
شیئا ما حدث أو سيحدث، فقالت لبحر::**_ شنو هاي الأعلام البيض.. ؟!!
اغاظته رؤية تلك الأعلام، فدخل البيت غاضبا، تتبعه
فيان التي رأت شرار الغيظ يخرج من عينيه.
دخلا البيت فتوجه نحو أمه، رأته فیان يأخذها إلى
غرفتها، وينادي منال بغضب كيّ تأتي هي الأخرى،
دخلت فيان غرفتها وردّت الباب ، فتناها لها صوت
بحر وهو يصرخ::
![](https://img.wattpad.com/cover/345824263-288-k447227.jpg)