دفتر مذكرات..صفحة ٢٣و٢٤

11 2 0
                                    

بعد عدة أيام، استطاعت بسمة ان تتأقلم في بيت
أبي أسعد وذلك لحسن معاملة فيان لها وجعلتها مقربة
منها لحد كبير، وكان أحمد يأتمن بسمة معها إذا
خرجتا للعيادة أو التسوق.
كانت فيان تشارك بسمة كل شيء، في الأكل وعمل
البيت، وهواياتها من رسم وخياطة وطبخ وتنزه،
كانت تاخذها بعد اذن أحمد إلى أماكن لم تعرفها بسمة
بحياتها أو تطأها اقدامها.
كانت تعاملها كابنتها تارة واخت صغيرة وصديقة
تارة أخرى.

وذات يوم وبينما فيان وبسمة في طريق العودة إلى
البيت من العيادة، رأت فيان محاسن وهي تسير
مسرعة فنادت عليها:
**_ محاسن..محاسن..؟!!

لكن محاسن لم تلتفت لها، وأسرعت بخطاها نحو
البيت. شعرتا بسمة وفيان بالغرابة من تجاهل محاسن
لهن، فقالت فيان:
**_ صار لها مدة متغيبة عن المدرسة..رغم كانت
شاطرة وملتزمة بالدوام .. ؟!!
فردت بسمة:
**_ أتمنى ما تتأثر حياتم باللي صار وياي من وره
أمهم..لأن هن مالهن ذنب أمانة الله..ومن يجي أحمد
واسأله عنهن شلونهن..يقول زينات ويسكت .. واني
ما أحب احرجه وياهن..

**_ عوفچ منهن.. يلله تعالي نشتري فواكه و
كرزات حتى نرجع للبيت بسرعة.. اليوم عندي وياچ
سهرة للصبح..

وبعد أن اكملن شراء احتياجاتهن، عدن للبيت وقد
استقبلتهن أم أسعد بسرور ككل مرة:

**_ هلا بالحبيبات..ربي ما يحرمني هالشوفة..
فقالت فيان:
**_ يمه فدوة حاولي تقنعين أحمد يبقي بسمة يمنا..
ترة والله تعودنا عليها ومالي حيل فراگہا .. يعني
عندي صديقات أكثر من وحدة..بس بسمة غير شكل..
طيوبة وحنونة ومتواضعة وبسيطة وكتومة.. يعني
ما أعرف شلون وحدة مثل مهدية هيچ تسوي بيها..؟!!

**_ الله يجازيها على أفعالها..خليها تولي..وحدة
جاهلة وغبية..هجمت بيتها بأيدها ..لا تدوخون
نفسكم بيها.. وبسمة هذا بيتها.. ومن ترجع لبيتها
بسلامة وخير..أكيد ما تقطع بينا ولا احنه نقطع بيها..
يلله تعالن شوفني شجبتن...

أخرجت فيان المشتريات ووضعت بسمة كل غرض
في مكانه، وبعد ترتيب المطبخ وإعداد وجبة العشاء
دخل أبو أسعد ومعه أحمد إلى البيت، سلّم الجميع
على بعض، ودعا أبو أسعد أحمد لتناول العشاء،
كانت جلسة بسيطة واريحية، وبعدها، أستأذن أحمد
من أبي أسعد للتحدث إلى بسمة على انفراد، فاذن له.
دخلا الصالة لوحدهما، وما أن أغلق بابها، سحب أحمد
بسمة إليه واحتضنها بقوة وهو يهمس في أذنها:

**_ مشتاااگ لچ ..کلش مشتاااگ لچ ومحتاجچ..

وراح يلثمها ويشم شعرها.
فقالت بسمة بخجل:
**_ أني أكثر بعدروحي..بس على كيفك.. منا الناس..
**_ أدري..بس هانت ان شاء الله..چم يوم ويكمل
بيتچ ..ونگعد بيه أني وياچ ..

سحبها وهو يحتضنها وجلسا على الاريكة وقال لها:
**_ انتِ شلونچ هنا.. مرتاحة..؟

**_ والنعم منهم..ما مقصرين وياي وشايليني على
كفوف الراحة..خاصة فيان..عبالك أختي وأكثر..
بس مهما يكون..واحد ما يگدر يأخذ راحته إلا ببيته..

دفتر مذكرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن