دفتر مذكرات

19 0 0
                                    

،، الصفحة الثامنة،،
دفتر مذكرات،،
بقلم حنان الموسوي *
،،،،،،،،،،،
جلست مهدية بقرب جاراتها غنوة وندوة وقد طلبت من محاسن
أن تُعد الحمام لبسمة، أما ولاء فجلست عند رأس صديقتها وهي
متأثرة وحزينة لحالها.
قالت ندوة :
**_ ضّلت وحيدة بهالدنيا.. ومكسورة خاطر.. يعينها الله.. ولو
عندي مجال ببيتي چان أخذتها يمّي.. أكسب بيها ثواب...

فقالت غنوة :
**_ عندها بيت بيبيتها وتگعد بيه.. أنتِ شعندچ.. وبيتچ محشگ
ولد وبنات.. انه اگول لو يتعاونون زلم المنطقة ويصبغون لها 
البيت.. حتى تگعد بيه..!
فقالت مهدية :
**_ أي والله صدگ.. واحنة ننطيها شكم قطعة أثاث ولوازم مطبخ
وتگعد ببيت بيبيتها وبين كل فترة نشوفها شمحتاجة ما محتاجة

فقالت ولاء متأثرة لحال صاحبتها :
**_يمّه خليها تبقى يمنا.. هي صديقتي وربت ويانه.. خليها
يمنا حالها من حالنا.. خطية ترجع لبيت بيبيتها وحدها ومحد
يمها.. راح تبقى تتذكر أمها وجدتها وراح تستاحش عليهن...
خليها يمنا فترة وبعدين من تصير زينة.. إذا عجبها ترجع
لبيتها خلّ ترجع...؟

خزرت مهدية ولاء ورمقتها بنظرة سخط وهي تعضّ شفتها السفلى
أن اسكتي ولا تتدخلي بحورات من هم أكبر منك.

حنت ولاء رأسها تأدباً، ثم قالت غنوة وهي تهمّ بالرواح :
**_ داده بعد أنه اروح .. أبو وديع على جيّة.. إذا تحتاجون شي
ودّوا عليه.. واخذولي من خاطر بسّومة.. تضّل يمچن العافية...

فقالت ندوة :
**_ اخذيني وياچ أم وديع.. انه همّ أروح اتعلل واشوف شكو وراي
وان شاء الله امرّ عليكم أشوف بسمة..

فقالت مهدية تخاطب ندوة :
**_ خالة وين رايحة.. ابقى هنا تعللي واسبحي.. شعندچ.. ؟!!
**_ خالة أم عهد أبو هاشم ماله خلگ.. والبيت خلافي يهوّس من
الجهال.. نسوان اخوتچ ما بيهن خير حتى يضبن جهالهن.. وأبو
هاشم يتسودن من الهوشة والهوسة.. خليني أروح وبعدين امرّ لكم

ثم سحبت أم وديع مهدية على جنب وقالت بصوت خافت :
**_ ديري بالچ تخلّين بسيمة يمچ.. بنيّة فگر ومشؤومة.. أنوب
لا يصير بيكم شي الله الستّار.. خليها تردّ لبيتها.. ليلة وحدة
لا تبيتيها يمچ.. شنو نسينه أمها شچانت ورَجل أمها شچان يسوّي
؛ سحبت غنوة رداءها وراحت تنفخ في جيبها وتقول؛
دخيلك ربي.. قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق..!!

فسحبتها أم هاشم قائلة :
**_ اتّقي الله غنّاوي.. كافي تلوچين بأعراض الناس وبعدين
تگومين تنفخين بعبّچ وتتعوذين.. الله يهديچ..!

فقالت غنوة بصوت علت نبرته وحدته :
**_ ليش شبيّه خِبْلة حتى الله يهديني..؟! .اشو عين الله عليّه..
مال وجمال.. إنتِ بسّ ديري بالچ على نفسچ وبيتچ لا ينهجم
من ورة بيت شامية أم الخْرّگّ ..

فردّت أم هاشم بحنق وغضب :
**_ سنيين وهي جارتي وصاحبتي وما فد يوم طلع من لسانها
غيبة لو نفاق.. الله خصّها ببلوة لأن يعرفها صبورة وصاحبة
واجب.. والحمد لله طلعت من هاي الدنيا بستر وبوجه الأبيض..
فديري بالچ من ضربات رب العالمين..

دفتر مذكرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن