الهفهفة الأولى ( الفصل الأول)

1.1K 29 3
                                    

الهفهفة الأولى 🌳🌿

أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
الوقت كان عصراً والشمس تتجهز للمغيب قسراً
تقص له الرواية عن الفتى الذي كان له بكل فصلٍ حكاية
تعبس من أجل مصيره المهيب وتبتسم لأجل قلبه الذي يحتاج حبيب
يلتقط منها الراوي طرف القصة ويجعل له بكل سطر أثر وحصة
يفر في طالع الحبكة ويحزن من أجل تقلب المصائر فيسألها بفضول عن النهاية إلا أنها لا تجيب بل تنظر بصمت لعتمة انعكاس المرايا .............
...............................

( بعد مرور أكثر من ثلاثة سنوات على أحداث المقدمة )

المجهولة
خرجت من بيتها تائهة تمشي الهوينة دون أن تنظر بأي طريق تتخذ حتى وجدت قدميها تجرها ناحية الحقول الغربية والتي جزء منها يخص المالكية
مشت وسط الزرع غير عابئة أن الأرض رطبة وأن الفلاحين لتوهم قد روو زرعها وأن الوحل قد التهم قدميها
فقط شاردة بهم تشعر أن طريقها طويل وأن الوصول إلى حصير يأويها مستحيل
خواء روحها وزع أوراقه على جسدها فتشعر بثقله
تماما كشجرة شاخت فتدلت فروعها لتُثقل جزعها
رفعت رأسها تمد عينيها في الطريق الطويل لتحدد أي وجهه ستتخذ
وقدميها طاوعتا القلب وتحركتا لهناك تلك الرقعة التي تقبع بها الساقية
فحثت قدميها على السير حتى وصلت هناك فجلست على الحصيرة ساندة ظهرها للساقية
مدت يدها وأخذت خرقة خفيفة ندية  رائحتها مزيج من طين وماء وفردتها على وجهها مستمتعه بمداعبة الهواء لها
إنها تعشق هذا الوقت بعد العصر مزيج من أثار الشمس ونذير ارتحالها
لو خيروها بين حياتها البائسة التي تكرهها وهذة الجلسة الخاوية ستختار هذة الجلسة دون ذرة تفكير واحدة
صوت ضحكات مزيج من خشونة ورقة جعلت قلبها ينقبض وشئ من الجليد يزحف لروحها
لا تحتاج لأن تنزع الخرقة عن وجهها حتى تبصره
لو فعلتها ستحترق حية وستريد حرق نفسها
لكنه كان له رأي أخر
دوماً ما كان معذبها وجلادها دون أن يدري
تحيته الخافته جعلتها ترفع الخرقة عن وجهها تبصره هو وتلك الجميلة جواره التي حيتها بابتسامة جلدتها كسوط منزوع الصوت
المحبة في أعينهم لها جعل شئ من الغرغرة المرة يصعد لحلقها فتريد أن تركض كتلك القطيطة التي فرت من أمامهم اللحظة مصدرة صوتاً منفراً
تلك الجميلة تسألها عن أحوالها ثم أخيراً كان صوته ينادي عليها فاضطرت لرفع وجهها له وانتفض قلبها بذعر من فرط الدق
وجهه الذي يشبه الصبح البهي يناظرها بذاك الحنان الفريد فيتقرقع النبض بين جنباتها ك قرقعة الناسك بطرقات صحن التعبد
فلم تستطع أن تجلس أكتر وهي تهب واقفه تستأذنهم للذهاب وتعدو في طريقها مسرعة
دموعها تغرق وجنتيها وهي تنعت نفسها بالخائنة لمن لا يستحقون منها الخيانة
لكن منذ متى وكان للقلب سلطة ؟
دوماً ما كان عضواً شارداً تماما ك ابناً ضال لا تؤثر به نصيحه ولا يردعه وعظ
تريد أن ترتحل عن البلدة بأكملها فلا يكفيها بعد الأمتار
تحاول بكل خطوة وكل حدب وصوب ألا تراه أو يجمعهم لقاء عابر لكن دوماً ما يخرج لها وكأنه يتفنن بتعذبيها دون شعور
لكنها تعلم أنه لا يراها ولا تريده أن يفعل حتى بالأحلام المستحيلة
إنها تحب زوجته ولا تعرف كيف تحبها وتشعر بغيرة تشبه برد الشتاء القارص كلما سمعت عرضاً عن تدليله لها
لقد أحبته على غفلة من قلبها وقت أن كان زمام كل شئ فالتاً من بين كفيها
كان هو النسمة الوحيدة التي أشعرتها بأدميتها وهو يسأل عنها يحاول احتواء ألمها ففزعت لتلك الدغدغة التي ألمت بروحها ذات يوم ونظرة ولقاء غير محسوب كان أو لم يكن
تلك الدغدغة التي تمسكت بها ليس لشئ إنما لأنها كانت الاثبات الوحيد أنها أدمية وتشعر
ليت الله فقط يستجيب لدعواتها كل صلاة أن ينزعه من روحها وأن تتفرق طرقاتهم فلا تلتقيه كغريب حتى
فإن كان عشقها كتب على روحها اللوعة والعذاب فخيانتها لتلك الجميلة موت زعاف..

رواية هفهفت دِردارة الجوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن