الهفهفة الثالثة ...
أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
تمتزج أصوات الطبيعه بين هفهفت الأوراق وزقزقة العصافير فيعزفان الموسيقى
تتغنى أن كان ياما كان وأسفل الشجرة يأكلان الزيتون والرمان
يبشرها بعودة الغائب فتهلل له أن فعله صائب
تشعل النيران وتسقط فيها العيدان
ثم ينظران للطالع يحيكان قصة المسكين
تناظر الراوي بعبوس أن كيف له أن يسقطه في هذة الطقوس
تلمع عينا الراوي بالخبث ثم يشير لها في وهج النيران
تناظرها بتدقيق وتنبهر لأجل ظهور البريق
أهذة المليحة حقه ؟ وسوان روحه !
تزأر من أجل استيلائه على الحكاية وتزمجر لأجل أن ترسم أمنيتها بالرواية
لكن الراوي كان قد رص الأحجار يخبرها أنه لا مفر من الأقدار
......................المجهولة ...
ليلاً بفراشها أو تحديداً فراشها ببيت جدتها ..
الظلام يعم الغرفة سوى من ضوء هاتفها والصمت منتشر بخلاف المقطع الذي تشاهده
تلك المقاطع التي تشاهدها فتغذي عاطفتها المبتورة تارة وتجلد روحها المنحورة تارة أخرى
تلك اللقطات التي تشاهدها لبطل يحتضن امرأة بل امرأته تحديداً .. يقبلها ... يدللها ... يشاغلها ... يضاحكها تحدث بقلبها وقع السلوان وجلد الهجران
سلواناً تلوذ به وهي تتمنى بكل ذرة مثيرة للشفقة لو أن قبلها بمنامها وإن كان بعينيه لا بشفتيه يكفي أن يفعل هو
يكفي أن يكون هو
وجلداً يثير بروحها جليداً صقيعياً لوقع الهجران الذي كتب على روحها
تبكي ,,, وتبكي ... وتبكي
حتى أن دموعها تبلل وسادتها التي تحتضنها دون مفارقة
لا يحق لها
لا يحق لها أبداً أن تحبه ... أن تنظر له ... أن تراقبه خلسة كمن يتلصص ليلاً على أبواب الديار
تعود وتنتفض بزأير وربما بشئ من الأنانية مشروع اكتسابه طالما في حضرة نفسها
لما لا يحق لها
هي أحبته ... عشقته حتى وإن لم يجمعهم حديثاً كالذي تتمنى أو يضمهم مشهداً كالذي تتخيله كل ليلة
لما لا يحق لها أن تشعر
ألا يكفي أن الشعور حرم على من مثلها
ألا يكفي أن حبه الشعور الوحيد المبرهن لوجوديتها ؟
ألا يكفي أن أمها حرمتها أن تحيا.. أن تتنفس ..أن تعيش
ألا يكفي أنها تعيش ك ميته وتموت ك حية ؟
هل تعرف الشعور ؟
هي أشبه بمن مات وأوقِفت كل حواسه فوضعوه على جهازاً لإنعاش القلب
توقف قلبه عن الشعور بينما يتردد ضجيج دقاته في الحضور بلا معنى
إن كان حبها له حراماً أليس موتها بنزع حبه أحرم ؟
أتريد أن تعرف من هي ؟
هي المجهولة
هي الميتة الحية
هي التي ماتت (إكلينيكياً ) بأمراً من أمها والمجتمع ثم أحيوه ظاهريا كشئ باهت لا يرى...
.............................المحافظة الساحلية....
شقة رقة وإسماعيلللمرة العاشرة تقريبا قامت بترتيب الشقة ، هذة الأريكة الذهبية على حائط جانبي في الردهة نقلتها إلى الحائط الأمامي
تلك الطاولة القصيرة بالمنتصف نقلتها جانبا ً
صنعت كل أصناف الطعام التي يحبها ، ونوعين من العصير تقريبا
الملل أيضا جعلها تقوم بتنظيف النيش الذي كان من نقوده هو واختيارها هي
نهضت بملل وشهور الحمل الأولى تقلب عليها جميع المواجع مرة واحدة
فتحت خزانة الملابس تنتقي منها منامة حريرية باللون الأصفر
ارتدتها وفكت شعرها البني المموج الذي يصل إلى أسفل ظهرها
تتأمل في المرآة ملامحها المجهدة قليلا بفعل شهور الحمل الأولى
الهالات أسفل عينيها العسليتين ، أنفها الطويل الذي انتفخ قليلاً ، بشرتها الشاحبة بفعل إعراض شهيتها عن الطعام
ابتسمت بسخرية وهي تعود جالسة على الفراش متسائلة بينها وبين نفسها بتهكم
"هل السبب الحمل يا رقة أم هو !!"
تكة المفتاح في مزلاج الباب جعلتها تهب واقفة ،ألقت نظرة متوترة سريعة على نفسها في المرآة ثم خرجت له مبتسمة ابتسامتها الجميلة
احتضنها مقبلا رأسها وهو يسألها باهتمام :_
"كيف حالك يا رقة وكيف حال الطفل ؟"
أنت تقرأ
رواية هفهفت دِردارة الجوى
Romance_الرواية بتتكلم عن رشدان المالكي صاحب مزرعة المواشي والجزار المعروف ف البلدة الريفية وهو من كبارئها وأولاده عبيدة وهاشم وسلمان ومودة _عبيدة اللي اكتشف أنه مش بيخلف وزوجته فريدة رغم حبها ليه أمومتها تغلبت عليها _هاشم ومراته حبيبة اللي بيعشقها لكنها...