الجزء الثاني من الفصل السابع عشر

587 25 5
                                    

الجزء الثاني من الفصل السابع عشر

كيف يمكن للمرأ أن يطرد من مكمن هروبة ؟
كيف يمكن للروح أن تؤذى من منبع لذتها ؟
كيف يمكن للوريد أن يتسمم من منبع تغذيته ؟
كل تلك الأفكار كان يتقلب بها في دوامة من الجحيم المندلع بخلاياه فور أن رحلت سكرته وأُشبِعت عاطفته
أُشبعت بالمرارة والقهر
منذ أن انتهى وانتظر منها أن تبكي وربما ترحل مولولة لكنه وجدها تسقط بين ذراعيه نائمة وكأنها الأشواك التي تزرع في جنباته
كيف فعل ما فعله
كيف ضعف لمرأها أمامه ؟
كيف ما زالت تتغلغل بين مسامه رغم كل ما فعلته فيه
رغم استهانتها برجولته بل دهسها أسفل أقدامها
كيف نسى كل شئ فور رؤيتها بكامل ضعفها له أمامه صائغة طائعة بل والأسوأ مشتاقة أكثر منه
بئس الرجل هو كيف فعل ما فعل ؟
بئس الرجل هو يستحق أن يمثل بضعفه أمام الأمة بل يرجموه ولن ينطق
انسلخ عنها كارهاً متقرفاً وغاضباً حد الجحيم منها
من نفسه
من ذاته ومن كل شئ قد يستهين برجولته
يرتدي ملابسه مسرعاً فكانت إفاقتها على حفيف تحركاته
تفتح عينيها ولوهلة كادت أن تبتسم بلاوعي لكن نظرة منها لعينيه ابتلعتها في جحيم أرجف قلبها حتى أنها سحبت ما كانت ترتديه بصمت لتلبسه مرة أخرى ثم بشجاعة لا تعرف من أين واتتها سألته بلهفة:-
"هل سامحتني ؟"
ضحك هاشم باستخفاف أرعد حواسها ثم صفعها بجرح لا تعرف كيف لها أن تنساه وهو يقول بنبرة قاسية :-
" لا تُطري نفسك يا حبيبة
أنا رجل لم أقرب امرأة منذ الكثير "
يصمت فتهتز عينيها بدموع انكسارها فيواصل وكأنه ينتشي من حالتها ومن أي شئ تكون عليه إلا اكتشافها لعمق أنه مازال يحبها بكل حماقة وانعدام رجولة
ثم يبطش مواصلاً :-
" بل قارب امرأته مرات تكاد تكون معدودة لأنها كانت تقرف من قربه ولا تريده"
" لا"
همستها بجزع وهي تنظر في عينيه باكية تريد أن تنفي له لكن الغباء يتلبسها فلا تغادر الكلمات حلقها وكلماته هو تتراشق كطلقات رصاص حي تقتلها
" رجل وسط الكثير من الضغط وجد من كانت زوجته في فراشة
الأوضح طليقته ومتخففه من ثيابها ما الذي تنتظرين مني فعله ؟"
"لم أكن أعلم أنك ستأتي " صرخت بغباء فرفع حاجبيه ومط شفتيه وواصل باستهانة جرحتها في الصميم :-
" ما حدث كان خطأ
بل كان  ليحدث مع أي امرأة يا حبيبة كانت لتكون حلالي
وانتِ مازلتِ بعدتك أنا لم ارتكب حراماً "

" ماذا تعني ؟" همستها بهلع فرد بإقرار قاسي ذبحها :-
" يعني ما حدث كان كإفاقة لي وتنبيه أني بحاجة لللزواج "
"هل تتزوج علي يا هاشم ؟"
همستها بحزن وبشراسة متأخرة كانت تقترب منه مقاتلة بالقول المتألم  :-
"أنا لن اسمح لك أن تفعل يا هاشم
حبيبة القاسم لا تقبل أن تأتِ عليها امرأة وقد عدت لذمتك بعدما حدث بيننا "
" حبيبة القاسم هاهي المشكلة " ينطقها باستهانه ويواصل ببرود مشبع بالألم :-
"أنتِ سعيتِ لهذا اذا ؟"
" لم اسعى لشئ قلت لك لم أكم أعلم عن عودتك شئ لقد صعدت علني استطيع النوم وقد جافاني فور معرفتي أن أبي وأخي بمصيبة "
تضرب جبهتها بإدراك متأخر وعينيها تجحظان وهي تقترب منه وبتوسل تسأل :-
" أبي وأخي يا إلهي لقد عدت يا هاشم هل عادوا معك ما الذي حدث لهم
لما يدينون عبيدة أنه يستغل رضا ؟
وما التشوه الذي عليه أخي ولما حدثت فضيحة"

رواية هفهفت دِردارة الجوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن