الهفهفة التاسعة عشر

692 30 6
                                    

الهفهفة التاسعة عشر

أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
تقص عليه أن كان ياما كان
وتشهده كيف يدور الزمان
يسألها مستهجناً عن الذي يحدث ل الذات
وكيف واضحاً أن الضمير قد مات
تخبره وتقول أن الدنيا مليئة بالمفاجآت
لكن ماهي أكيدة منه أن الظلم ظلمات
............................

العاصمة

درب الفتنة سائغ دون تعثر يذكر ودرب الفطرة ممتلئ بالتعرجات المعرقله لكل ما يفسدها
عينيه تغربان شرقاً وغرباً وجسده يفور بجحيم الشهوة الفادحة أم نفسه فتزأر بحثاً عن مخرج لنيرانها
ملاكه الساحر نائماً أمامه يدعوه للخطيئة
طيفه المحرم سائغاً للنيل دون مانع يذكر
وجه زينب ممحو بينما عقله المشوش لا يرسم فيه سوى وجه الطيف المميز
لكن العجيب أنه يبحث عن شئ مفقود
أين ختم الطبيعة بوجه ملاكه الساحر
يعقد حاجبيه مبتسماً ويقترب والشفتين المغريتين يدعوان للقاء لكن ثمة شئ منفر يفصلهم عن شفتيه
شئ تتناحر شهوته عن البت فيه وتفور نيرانه للاعراض عنه
ما الذي يفعله ؟
بحق الله كيف له أن يلوث طيفاً ساحراً نسج للملوكيه بقلبه بساطاً من حرير وتربع فيه
علت أنفاسه ووجهه أصبح كمحرقة أتونها أشتد على أوزاره فاقتلع نفسه بشق انتزاع الروح يلهث مختنقاً وهو يخلع عنه فانيلته دون وعي
حتى أنه اتبعها ببنطاله وزأر بألم من شناعة ما يعانيه دون قدرة على صلب طوله أو الصراخ
هو فقط يزأر من حنجرة مبحوحه حتى دمعت عينيه فاحمرتا كبركتين من الدماء وأخيراً سقط غائباً عن وعيه وعالمه
وبعد وقت لا يذكر كانا رجلين يدخلان الشقة بحذر
طل أحدهم ثم غمز للاخر ليتبعه
أطلق أحدهم سبه وقحه وهو يهمس لصاحبه :-
" ال ......... بعد تلك الجرعة لم يفعل شئ "
يسيل لعابه مواصلا بقذارة وهو ينهش جسد زينب النائمة بعينيه :-
" ذاك الجسد يترك ؟"
وكزه الاخر محذراً وهو يسبه قائلاً :-
" لننهي مهمتنا سريعاً كما طلب منا البشمهندس حتى نذهب من هنا وتنقضي مصلحتنا "
بعد وقت كان يلهثان وقد وضع أيوب على الفراش وتجاوره زينب بعد أن خلقعا ملابسها عنها وبضمير مزعوم كانا يتركانها بملابسها الداخلية يأخذان عدة صور ثم يبتسمان وهما يخرجان وأحدهما يرفع هاتفه قائلاً :-
" تمت المهمة يا هندسة والمفتاح أسفل المشايه "
انقضت مهمتهما بضمير متقن ونفسٍ عطنه خطت طريقها لجهنم دون خلل
تاركين نفسين بريئتين لم يطئا للذنب درباً ولم يسعا للخطيئة يوماً ليصبحا بين سواد ليل معتم وضوء نهار مظلم
جسدان عاريان يتجاوران بفراشاً واحداً گ صكاً جحيمياً
لجريمة تقشعر منها الأبدان ، ترتعد لها الأنفس
ويهتز لها العرش
حيث هنا رجلاً يعانق امرأة  بوضعاً لا يحتاج لتأويل
..........................
البلدة

انتفض منصور بغضب أعمى وهو يقرأ رسالة الاستغاثة التي أرسلها له زين
" لعن الله ابنك لعن الله المنكوب على يوم أتانا به "
انتفضت عزيزة بجزع تتسائل مفزوعه :-
"خير ماذا حدث يا منصور ؟"
يرتدي جلبابه بأيادي مرتجفه وجسد مرتعش صارخاً وعروقه تتفصد منه
" خير وهل يأتِ الخير من وراء النجس الأعرج
ابنك يستغيث بي أن أخيه النجس يلهث وراء زينب زوجته ويطلب مني الحضور "
صرخت عزيزة هلعاً وهي تخبط على صدرها بكفها قائلة بارتعاد:-
" أيوب ؟
أيوب لالالالالا إنه لا يفعلها
أيوب لا ينظر للغريبة "
" أه ومن نجاسته استحرم الغريب واستحل حليلة أخيه"
يتناول هاتفه ومحفظته ويزأر بالقول الغاضب وهي تتدحرج خلفه بفزع ولا أحد هنا لتستغيث به
" أقسم أن أقتله أقسم أن أقتله "
" خذني معك أقسمت عليك ورب الكعبه خذني معك يا منصور "
" ابتعدي يا أمرأة "

رواية هفهفت دِردارة الجوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن