الهفهفة الخامسة والعشرون
أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
خيم عليهم الحنين
وعلا صوت الرنين
يراها رافضة الحديث ويلومها أن حكاياها أشبه بالعيد
سألها كان ياما كان وتوسلها أنه اشتاق لحكايا الزمان
تعبس حليمة وتتحدث بقنوط قائلة له أن
ارضى بالموجود حتى يحل يوم القصص الموعود
......................................
...............................حين دوت جملتها گ قنبلة موقوته في الأركان لم تكد غرام تستوعب فحش الجملة التي نطقتها تلك الفاجرة إلا وجزعت رعباً للكائن الذي تحول له طارق
وكأنه أصبح أخر شخصاً منهاراً تضج النيران من حوله وكأنه حفنه من النيران فدوى هجيجها مفزعا مروعاً
شعر تلك المنمقه بين كفيه وبلمح البصر كانت كلها ترتعد من قسوة صفعاته الهادرة
" يا فاجرة يا فاجرة
أتيتِ ب أخرك معي يا صبا
أقسم أن أقتلك لقد انقذوكِ مني مرة وما من أحد قادر على فعلها"
الدموع تترغرغ في عينيه كخيوط الدماء وتلك المتبلدة تبتسم له بهوس رغم حالتها المذرية وترعد بتشفي :-
" ماذا ؟
هل أوجعتك الحقيقة أم أنك لا تريدها أن تعرف حقيقتك "
حين أعماه جنونه وتمكن من عنقها صرخت مرام وهي تشهد جحوظ عينيها ولهاثها وقرب خروج روحها فتحركت جزع تبعدها عنه وسط سبابه المجنون وتوعداته لها بالقتل فسارعت بدفعها للخارج غير عابئة بمن يراها
فور أن أغلقت الباب وراءها التفتت له جزعه ودب الرعب بقلبها
إن أقسمت أنها اللحظة ترى بين عينيه شياطيناً من الجحيم تتلوى لن يصدقها أحد
أين قوتها المزعومة ؟
أين لسانها الذي لا مثيل له
الحمى تلتم بجسدها من فرط خوفها ولا تعرف إلى أين تذهب
ما سمعته درباً من الجنون
وما تراه عليه هو الجنون نفسه
وهي عالقه
أي جحيم أوقعت نفسها به بحق الله
أتكون تلك الأفعى صادقة بحديثها ووقعت هي بيد ديوثاً لا يعرف ديناً من خلق
بحق الله هي على باب الفطرة صحيح لكنها لا تطأ حراماً ولا تخالف عُرفاً
" لا تفكري كثيراً ما قالته صحيح" النبرة الساخرة بقسوة التي خرجت منه جعلت عينيها تتسعان ذهولاً وهي تهز رأسها نفياً إلا أنه كان كمنفصماً تحول لاخر وجهه صفحة من الجليد
يجلس أرضاً مكان وقوفه فاتحاً أزرار قميصه وكأنه لا يطيقه مخرجاً أنفاسه بصعوبة قائلاً وفكه يرتجف دون وعي :-
"أنا سأذهب "
دمعت عينا غرام شاعره بالجنون وهي تصرخ عليه بغضب :-
"أنت لن تذهب من هنا
لن تذهب من هنا قبل أن أفهم ما الذي قالته تلك المرأة ؟"
" هل تصدقيها ها ؟ هل تصدقيها ؟"
همسها بجنون وارتفعت ضحكاته حد أنها تقهقرت خائفة لكنها لم تصمت وهي تواصل باصرار منفعل :-
"أخبرني يا طارق
أخبرني الحقيقة "
"هل ستصدقين " همسها ساخراً وواصل بشرد متوجع أوجع قلبها :-
" حتى أقرب من لي لم يصدقوني بالبداية "
" سأصدقك " همستها بارتجاف فنظر له بذهول وتوسل غير منطوق
لقد بدا اللحظة طفلاً يترجى نظرة عينيها الطمأنينة فظلت أنفاسها حبيسة فكرها المحذر من غبة تلك العاطفة المجنونة التي تكنها له لكنها كعادتها لا تحذر
هي تبحر معه دون تفكير والحدس حبيس المشاعر المبعثرة
مدت كفيها دون شعور تشده من كفه لها
تجلس أرضا وتجلسه جوارها
العرق متصبب على جبينه والدموع حبيسة عينيه لكنه يتجلد فتنطق باصرار أكبر أشاعت فيه بعض من الطمأنينة:-
"أخبرني يا طارق أخبرني أنا أريد أن اعرف ما الذي بينك وبين تلك المرأة "
شهقت هلعاً وأظافره تنشب في ذراعيها حد تألمها هامساً بفحيح قاسياً لاح منه الخوف
"إن أخبرتك هل ستهربين مني ؟"
لاح التردد بعينيها الجميلتين فشق الهلع قلبه اذ أنه أصبح متعلقاً به وان اقسم على عدم الاعتراف
يقترب حد ملأ حيز أنفاسها وهو يسحبها له فتكتم شهقتها ويهمس بإغواء سلبها :-
"إن أخبرتك يا غرام هل تقسمين على أن تظلي معي "
" هل فعلت ما قالته ؟" همست بذهول وعينين مذعورتين فوجدت شفتيه حليفتي شفتيها بقبله لم يسبق للعاطفة بينهم أن تشقها
لقد كان يسكب ألمه بجوفها وربما يحقنها بترياقه يتوسل منها ما لا تفهمه حتى دفعته برضاه لاهثه والدموع تتراسل فتعاود مسح عرق جبينه كطفلها المرعوب من مجهول وتهمس بوعد جعل عينيه تلمعا بشرار التملك:-
"لن أتركك"
حاول التبسم فارتعشت شفتيه ثم همس ساقطاً بفوهة الماضي المتأججه بالكثير
"صبا كانت ابنة الاستاذ المشرف على رسالتي
حين قابلتها كنت لا اعترف بشئ في حياتي سوى المذاكرة والعمل والحزن على أمي التي لم أنساها يوماً
كانت حياتي باردة كالصقيع
حين تعينت معيداً أظن أن لا أحد من الطلاب كان يحبني من شدة بلادتي حتى أتت هي بشقاوتها وجمالها فتقترب مني حتى صرنا أصدقاء "
" هل كانت زميلتك ؟"
ابتسم طارق ساخراً يرد على سؤالها بالهمس :-
" تعينت بواسطة أبيها
العلاقة بدأت في أن وضعها هو تحت تدريبي ثم رويداً نشأت صداقة تحولت لحبا توج بالزواج حكت عنه الجامعة بأكملها
زواج اعترض عليه جميع من حوالي وكأنهم رأوا ما عمت عنه بصيرتي "
" وماذا حدث ؟" همست غرام بفضول فمط شفتيه ساخراً وأردف :-
"أغرقتني بعاطفة الهوس خاصتها حد ظني أن لا رجل على الأرض مثلي حتى أدخل شقتي ذات ليلو أردت صنع مفاجئة لها فأجدها بين أحضان رجل أخر"
الجملة الأخيرة جعلتها تجزع ذعراً وقد أحنى وجهه وبدا أكبر أعواماً وكأن أثقال ألوجع قيدت ظهره فتسائلت بألم منتحبه :-
" كانت تخونك "
ضحك
ضحك حد أنها خشت عليه الجنون ثم خطت جملته على قلبها من جحيم اللاتصديق :-
" كانت تخونه هو معي ، وتخونني أنا به "
ابتسم بحزن بدا صادقاً حد رغبتها في شق صدرها وتخبئته داخله ثم واصل بأنفاس متحشرجه وقد ثقل لسانه في القص:-
" لقد كان زوجها "
"كيف أنا لا أفهم شئ " همست غرام وهي تمسح عينيها الباكيه هلعاً من فداحة ما تسمع
نظر لها طارق بمرارة وهو يخلل أصابعه في شعرها ثم واصل بقنوط :-
" صبا معها الجنسية الأمريكية
تزوجت بالخارج في عمر الثامنة عشر بعد قصة حب
وحين أتت مصر أحبتني وتزوجتني
هي متزوجة بأوراقها في الخارج
لكن بمصر هي مازالت بكراً ليس متزوجة "
اتسعت عينا غرام ذهولاً هامسة بعدم تصديق :-
" لكن كيف
كيف "
رددت سؤالها ولم تقدر على المواصلة فتهكم طارق قائلاً :-
" تتسائلين كيف لم أكتشف أمر عذريتها ؟"
شعر أنه سيتقيأ الحديث من قيح ما يعانيه فمط شفتيه هامسا بنبرة باهته قُدت من الوجع :ـ
أنت تقرأ
رواية هفهفت دِردارة الجوى
Romance_الرواية بتتكلم عن رشدان المالكي صاحب مزرعة المواشي والجزار المعروف ف البلدة الريفية وهو من كبارئها وأولاده عبيدة وهاشم وسلمان ومودة _عبيدة اللي اكتشف أنه مش بيخلف وزوجته فريدة رغم حبها ليه أمومتها تغلبت عليها _هاشم ومراته حبيبة اللي بيعشقها لكنها...