الهفهفة الثانية عشر ( الفصل ١٢)

644 24 4
                                    

الهفهفة الثانية عشر

أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
لم تقص عليه كان والمكان
ولم يسألها هو عما يجلبه لنا الزمان
بل كلاهما يتباريان في الوصول  للصوت المجهول
تلتمع عينا الراوي يشير أنه ليس بشئ إلا رنين أساور الخيول
ترمقه حليمه بخيلاء وتشير له حيث البعيد
فيلتفت حيث أشارت ليرى المشهد أمامه بالتجسيد
فهناك كان خيطاً من الدماء يتحول لصرخاتٍ من البكاء
...........................

العاصمة
بيت أسامة المهدي
تقف أمام المرأة بغرفتها تنظر لوجهها الذي لم يخف التهابه منذ فترة تحديداً منذ أن بدأت معاناتها النفسية
ترفع أصابعها لتتحسسه فترتجف وهي تبصر اللون الأزرق الذي طبعه المرض جلياً عليهم تنفيساً عن الضغط الذي تمر به
رباه هي تموت
تموت بالبطئ ولا تجد دواءاً ليسرع من عملية خروج الروح
وكأنها المعصية التي ارتكبتها فجعلت الروح تنتفض متخبطه بعذاب الخلاص تنازع سكرات الألم الأعظم
تفرق روبها عن ركبتيها المتورمتان وقد أهملت الأدوية منذ يومين فاشتد نضال الألم بمفاصلها
كل شئ حولها يدعو للهزيمة حتى مرضها الأثير يشن هجماته عليها
وحده من كان مسكناً لكل هذا
دمعت عينيها بقهر تعض على أصابعها وهي تسقط أرضاً وقد أعياها الوقوف
جسدها كله يؤلمها من شدة ما تعانيه
سلمان تزوج عليها
سلمان تزوج عليها
ترددها بهذيان وكأنها منفصله عن ما حولها
لقد أصبحت كيان الملكة على عرش قلب ابن المالكية لها ضرة ستشاركها فيه بكل ما لها وما عليها 
بل شاركتها وهي كانت كالغبية تأمن له ولم تخونه يوماً
لقد أصبح مسكن ألامها كيماوياً فاسداً بدلاً من أن يداوي المرض الخبيث أشاع فيها استفحاله
"كيان يا ابنتي "
صوت أسامة أبيها جعلها تمسح دموعها وهي تتحرك لتخرج من غرفتها تبتسم له وتقول :-
" كيف حال رجلي المفضل ؟"
نظر لها أسامة بقلق يضمها له وهو يحثها على السير حتى خرجا للردهة حيث تجلس أمها وعبدالله
ابتسمت كيان لعبدالله وهي تقول :-
" ألا تغضب عليك زوجتك من كثرة وجودك هنا ؟"
قاطعها عبدالله غير متنازلاً عن تجهم وجهه قائلاً بجمود :-
" لما ذهبتِ لابن المالكية ؟"
اتسعت عينا كيان بدهشة ثم عادت وشبكت كفيها تدعي المرح :-
" هل تراقبني ؟"
" لن أكرر سؤالي وانتظر اجابة " قالها عبدالله بنفس النبرة فتوترت تلعق شفتيها وهي تنظر لوالديها ثم تنفست بعمق قائلة :-
" لقد اتخذت قراراً "
" وما هو ؟" قالها أسامة بهدوء فزفرت كيان نفساً مشحوناً ثم قالت :-
" أنا قررت العودة لسلمان يا أبي وسأعيش معه بالبلدة لا هنا "
" ماذا ؟"
" لقد جننتِ تماماً أين كرامتك يا فتاة ؟"

"لما تفعلين هذا بروحك يا روح أبيكِ؟"

الأولى مذهولة من حنين والثانية مستنكرة من عبدالله أما الثالثة فموجوعه من أبيها
أبيها الذي استدار يمسكها من ذراعيها قائلاً بلوم مقهور لأجلها :-
" اعطني سبباً واحداً يجعلني أرضى عن هذا "

رواية هفهفت دِردارة الجوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن