أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
تناظره بحكمة الزمان ثم تقص عليه أن كان ياما كان
يسألها عن الفتاة المجهولة
فتخبره أن حياتها مهوولة
تسترسل معه في أطراف الحكاية فيعبس متعجلاً النهاية
تتنهد وتخبره أن لكل شئ بداية
يعود ويسأل مدققاً في سر الصبية فتصر أنها ماهي إلا فتاة تريد أن تعيش عيشةً رضية ...
يرفع رأسه كما تفعل حليمة ناظراً بفضاء السماء فلا يجد سوى سحباً عرجاء
يعود فكرة لتلك المجهولة فيصر عليها
ويستخبرها عن وجيب الكتمان فتتنهد حليمة بهم ثم تخبره أنها فتاة لم تُرِد سوى الشعور بالأمان ..............
الهفهفة الثانية 🍃💚
إحدى المشافي .. قسم التمريض
" مبارك العمرة يا (مس فريدة ) " قالتها سيدة العاملة ثم اتبعتها بزغرودة عالية جعلت فريدة تبتسم وهي تقول :-
" بارك الله فيكِ يا سيدة لقد جلبت لكِ مصلاة وسبحة وزجاجة ماء زكزم "
أطلقت سيدة زغرودة أخرى ثم اتبعتها بدعوة عالية
"رزقك الله بالذرية الصالحة عاجلاً "
رمقت فاتن رئيسة التمريض سيدة بلوم فجميعهم يعلمون قصة فريدة
ثم نظرت لها وهي تقول بحنان :-
" تعالي لنجلس بركناً نشرب القهوة "
أومأت فريدة تذهب معها ومازالت على صمتها منذ أن قطعت أجازتها حين عادت من العمرة قبل أيام
صمتت فريدة ثم ارتشفت من قهوتها وقالت :-
" لو كنتِ مكاني يا فاتن ماذا كنتِ بفاعلة ؟
هل كنتِ ستظلين مع رجل ليت كل الرجال مثله مهمشة التياع رحمك لحمل طفل
أم كنتِ ستسعين وراء رغبتك وغريزتك في انجابه ؟"
صمتت فاتن تمشي بأصابعها على حافة كوب القهوة الكرتوني ثم نظرت لها نظرة ثاقبة وقالت :-
"أتحبين زوجك أكثر أم نفسك ؟"
حين زاغت عيني فريدي اضطرابا وحيرة قاطعتها فاتن رافعه سبابتها في وجهها وقالت :-
" اسمعي يا فريدة لا أسألك سؤالاً حتى تشعري نفسك قليلة الأصل وما شابه
بل أسألك لتواجهي نفسك حتى حين تأخذين قرارك لا تكوني نادمة
لكن نصيحة لا تلقي نفسك ببحر الحيرة طويلاً
أما أن ترضي وتعيشي فتسعدي وتنعمي بزوج كعبيدة المالكي
وإما أن تختاري غريزتك وحقك الذي كفله الله لكِ بالطلاق والسعي للزواج مرة أخرى من أجل الانجاب دون النظر في فقدك لحبيب وزوج كعبيدة
لا أحد يأخذ كل شئ
لذا احسبيها جيداً وخذي قرارك فالعمر يمر "
ليلاً..
تقلبت على فراشها بحرية تخالف عجز روحها المكبلة
ساعات تحارب عينيها لأجل النوم لكنه يجافيها
الفجر اقترب وهو لا يجاورها بالفراش إلا بعد أن يصليه حتى لا يزعجها
عادتها التي اعتادتها منه ينام حتى السحر ثم يستيقظ فيقوم الليل كما يفعل الأن حتى يأتي الفجر فيصليه ويجلس إلى الشروق متعبداً ثم يعاود النوم مرة أخرى حتى يحين وقت عمله
منذ أن عادا من العمرة وهي تشعره لا يترك لها مجالاً لتتنفس كانسانه كبشرية يحق لها الرفض والقبول المنح والعطاء
يضغط عليها بتصرفاته دون أن يقصد هذا صدقاً
كيف لا وكل لمحة ... نظرة .. وحركة منه لا تقوم إلا على تدليلها
عبيدة يشكرها على صنيعها معه وهي لا تستحق الشكر
لا تستحق الشكر أبداً
إن علم بأفكارها ؟ إن علم بزوبعتها النفسية ؟
إن علم أنها تصحوا على التفكير في الفراق ثم تغفو على الفزع منه
إن علم أنها إن نامت زارها الحلم في منامها بمهد يحتله صغير تئن التياعا للقياه
تصحو وتشعر وكأن جسدها لم يذق طعم الراحة وقد تشبعت روحها بالقلق
تماماً كجفن زاره الأرق فعشق السهاد
استغفرت تتحرك من الفراش متوجهه ناحية الخارج مقصدها الركن الذي يتخذه مصلى لهم
ومكاناً لتعبده بل حتى أحياناً مذاكرته
وهناك وجدته يطيل السجود وبعد وقت كان يسلم من الصلاة عيناه رطبتان مما جعلها تبتلع الأشواك المسننه
اقتربت حتى جلست على ركبتيها أمامه وشعرت بحاجة شديدة إليه وفور أن ضمها كبتت دموعها بينما تستشعر حنان قبلته على رأسها
يحرك كفه على ظهرها بحنو بينما يقرأ عليها الرقية وحين انتهى سألها بحنان :-
"لما أشعر أنكِ قلقة ؟"
صمتت
صمتت طويلاً لا تدري ماذا ترد
عبيدة به من الأصل والبراءة ما يجعله لا يشك بأفكارها وقد أمن عهدها
عهدها الذي لفظه قلبها ونكثته روحها دون أن تكون مسؤولة
ولا تعلم من أين أتى هذا بل وجدت صوتها يخرج متشبعاً بأملاً كاذباً :-
" ما رأيك أن نجري عملية
الطب يتقدم يوماً عن الأخر وقد رأيت حالات عديدة بها أملاً "
لا تعرف من أين ظهر هذا الأن ولما نطقت به أتضحك عليه أم تضمد ضميرها لما أصبحت روحها تهفو له أم ماذا
تجمد كفه عبيدة على ظهرها
تشنج غير مرأي ألم بفكه وانتشرت الأشواك بحلقه حتى أنه مد كفه يفتح زر جلبابه العلوي دون أن يشعرها بهذا
اهتزازاً عنيفاً عقد عقدته بروحه فسألها مرتجفاً دون أن يظهر شئ على صوته :-
"أتقصدين أن نحاول في الحمل مرة أخرى ؟"
ابتلع ريقه ثم قال وكل ذرة برجولته تأن تحرقاً ونقصاً :-
"حسناً حبيبتي
عسى الله أن يرزقنا بهم جميعاً بنيناً وبناتاً"
" يارب يا عبيدة يارب يارب يسمع منك ربي "
انتفضت تقولها بتلهف لم تستطع كبحه وهي ترفع كفيها للسماء بترجي بينما شاع أذان الفجر في الأركان من حولهم
ردد عبيدة الأذان متجلداً ثم اقترب يقبل وجنتها قائلاً :-
" عودي للنوم الأن بما أنكِ لا تصلين
وأنا سأصلي وأجاورك "
وبعد وقت كان يقف بالحمام مغلقاً الباب خلفه وقد استند بكفه عليه بينما كفه الأخر سبابته وابهامه ضاغطان على عينيه بقسوة
وجهه متشنجاً وفمه مطبقاً ودموعاً غزيرة تغز عينيه فيزيد ضغطه توسلاً ألا ينزلوا
لكنهم يعانداه بقسوة فينزلان قسراً متحديان أنفاسه الملتاعه أن تعترض
ماذا إن فشلت العملية مرة أخرى ؟
ماذا إن لم ينجح الأمر ؟
ماذا إن كانت تتعذب ولا تشركه عذابها كعادتها الحمولة ؟
هل دوماً سيظل هكذذا يحملها فوق طاقتها ؟
ثم يعود الأمل ويداعب قلبه أن ربما حان وقت الفرج
ربما أمنيتها كانت إشارة لبدء الغوث حين يشرعاً في أخذ الأسباب
ربما حان وقت استجابة دعاؤه
هدأ انتحابه قليلاً ففتح عينيه وأخذ نفساً مشبعاً بالألم واتجه للحوض ليغسل وجهه بالماء مرات عديدة
ثم يشرع في الوضوء والصلاة
وبعد وقت كان يجاورها على الفراش يضمها له وقد كانت نائمة
قبل رأسها متنهداً بالأمل قلقاً من الخيبة حتى داعب النوم أجفانه ونام
...............................
_ ألمانيا _
أنت تقرأ
رواية هفهفت دِردارة الجوى
Roman d'amour_الرواية بتتكلم عن رشدان المالكي صاحب مزرعة المواشي والجزار المعروف ف البلدة الريفية وهو من كبارئها وأولاده عبيدة وهاشم وسلمان ومودة _عبيدة اللي اكتشف أنه مش بيخلف وزوجته فريدة رغم حبها ليه أمومتها تغلبت عليها _هاشم ومراته حبيبة اللي بيعشقها لكنها...