الهفهفة الحادية والعشرون
أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
ابتسمت حليمة ومزاجها اليوم رائق فقصت له الكان ووصفت له أين يكون المكان ثم بدأت بسرد ما يحدث في الزمانسألها والشوق للقادم يحوم :_
"أتعرفين ماذا حدث للأخوان ؟"رمقته حليمة ساخرة وتهكمت تقول :_
" بربك ماذا تظن وأحدهم قد خان "امتعض الراوي لمراوغتها في قص الفصول
لكن حليمة كانت مصرة على السرد المجهوللم ييأس الراوي وسألها عن مصير الشاب الذي تحسر بالهوان؟
ابتسمت برضا وأخبرته أن حياته ستكون مليئة بالألوان !عاد وسألها عن الساقط ببئر من العذاب
صمتت طويلاً ثم أخبرته بالاقتضاب :_
" لو أنه سكن وتخلى عن الارتياب لعلم أن جرحه يمكنه أنه يُستطاب "
.....................................بيت فريدة
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
جملة تلقى على مسامعها للمرة الثانية بعمر ربيعها وشتان بين وقعيهم على قلبها
في مرتها الأولى كانت خجولى تكاد أن تطير من شدة خفتها وتحليق روحها فرحا لاقترانها بمن تمنته طويلاً عبيدة المالكي
وهاهي مرتها الثانية حتى أهدابها تثتثقل تحريكهم من عظيم حملها
لما هي مشوشة ؟
لما تشعر أنها تريد الهرب بعيداً حيث غرفة مغلقة يمكنها بها الصراخ ألماً
لما الصراع عليها يشتد فلا تجد أرضا ثابته تركن لها؟
لما تشعر بالندم لخروجها من ظلال بن المالكية وركضها لقضاء خريف العمر مع اخر غيره
ولما تهتاج روحها لو أن العمر يعاد فهي لن تتحمل العيش مع جنته دون غيث الأمومة ؟
لما هذا العذاب؟
وبوسط صراعها كانت تشد لحضناً لطيفاً لم يكن سوى لزوجها السيد عمرو
حضنا روتينيا تبعه قبلة على جبينها ومباركة خافته ويعاود عقلها عقد المقارنة
حيث حضنا دافئاً غير هذا حين نالته بكت وحين بكت غرقت في نعيم من الحنان حتى نست نفسها
لما لا يرحمها عقلها وينساه ؟
لم تشعر بشئ ولا تسمع ما يقال من حولها من أحاديث حتى كانت تشد لحضناً آخر لم يكن سوى للسيدة تحية التي يبدو أنها تشاكس عمرو ابنها
بل زوجها هي الآن
وتخبره بمزاح :_
" كفاك يا عمرو ، استحي يا ولد واتركها لنا نبارك لها "تبتسم بفتور وهي تبادلها أحضانها ثم تنتقل لاخوته فتربت عليها رحمة مباركة بلطف لكن سهر لا تتحرك دون تعليق بدا شديد الغلظة على موقف كهذا :_
" ألا تعرفين عمرو ابنك يا أمي وكم هو عاطفياً ، زوجته رحمها الله لم تكن تخرج من بين ذراعيه حتى وسطنا"
جملتها بدت شديدة القسوة حتى عليها رغم عدم حبها له لكنها شعرت بنقصا مريعا في صدرها وهي تتسائل بتلهف ولوم أين هذة العاطفة منها !
ربما لو نالتها لقضت على عذاب الصراع الذي تعيشه ولا يدري عنه أحد
لكنها كانت أشد قسوة عليه هو وقد بدا وكأن أحدهم فصل الكهرباء عنه وانتقل عالماً اخر لا أحد فيه سوى راحلة قلبه
يبتسم بارتعاش ويتحرك حتى الشرفة يفك أزراره عنه والاختناق يجثم فوق حواسه
لا يصدق أنه بعد أيام قليلة سيضم امرأة أخرى غير زوجته الراحلة
ستأتي واحدة لتنام بغرفتها وتتحرك بأنحاء شقتها بل وتربي ابنها
ذاك الطفل الذي حلما به سويا طويلاً
ليس سهلاً عليه أن يعود يوميا فيجد امرأة أخرى غيرها من تستقبله وحضنا اخر سواها يرمي أوجاعه فيه
تتسع عينيه لوماً لشرود أفكاره ؟
منذ متى وكان جاهلا هكذا ؟
صحيح أن موت رفيقته كان گ انقسام خاصرته لكنه لم يسخط يوماً بل هو رضى بالقدر وأخذ حصته كاملة من الحزن حتى قرر الزواج من أجل طفله أولا ثم لأجل أن يعيش بقية عمره مستقراً
ينظر بعينيه للخارج فيضيق صدره لتشتتها الواضح ؟
كيف يفعل هذا ؟
ينساق وراء أحزانه المدفونة داهساً على مشاعر أنثى أصبح لها فيه ذمة وعرض؟
عقد حاجبيه بقسوة على ذاته وهو يتحرك خاطيا للخارج عائداً لها عله يعوضها عن ذلته بيوما كهذا لكن رنين هاتفه أعاق نيته فأخرجه من جيب سرواله وهو يقطب مبصراً رقم حماته السابقة وجدة طفله
فتح المكالمة مسرعاً خوفاً من أن شئ أصاب طفله بل غار قلبه بين قدميه وهو يسمع صوت بكاؤها فيسأل بأنفاس هاربة :_
" ماذا حدث يا أمي؟ هل ابني بخير؟! "
لكن يبدو أن الكل تحالف عليه اليوم فقد شحب وجهه ونبرته تأتيها مؤنبة قاسية اللوم :_
" هل هان عليك يا عمرو أن تربط اسمك بامرأة غيرها ؟"
قبل قليل بالخارج
أنت تقرأ
رواية هفهفت دِردارة الجوى
Romance_الرواية بتتكلم عن رشدان المالكي صاحب مزرعة المواشي والجزار المعروف ف البلدة الريفية وهو من كبارئها وأولاده عبيدة وهاشم وسلمان ومودة _عبيدة اللي اكتشف أنه مش بيخلف وزوجته فريدة رغم حبها ليه أمومتها تغلبت عليها _هاشم ومراته حبيبة اللي بيعشقها لكنها...