الهفهفة الحادية عشر
أسفل شجرة الدِردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
تعبس وتسأله عن الأسطورة
فيتشاقى ويخبرها أنها من اليوم ستكون فزورة
تسأله بذهول أنه ومن القادر على حلها ؟
يهز كتفيه عجباً ويقول أن على قارئ الحكاية فعلها
......................بيت المالكية
شقة هاشم وحبيبة ..
مازال بنفس جلسته منحنياً وانحناء النفس اللحظة أفحش والهاتف بين كفيه المترعشين
عيناه تجريان على السطور فترسمان الدماء بين الثغور
صوت بكاؤها بالخارج يخترق أذنيه كصفير بوق القيامة
جسده ينتفض والحمى تسري به فيهلكه الغضب الذي لم يطأ قدماً بهذة الشقة
صوت خطواتها مصاحب لشهقاتها يقترب فتزداد الهيتسيرية والجنون بروحه
الشر المنبعث من بؤبؤ عينيه يُقرؤ التعقل السلام ويشيع الحرب الشنعاء بين ربوع الفكر الذي شت بقهر ما قرأه، دخلت الغرفة فظل مطرقاً برأسه ينتظر اقترابها الحسيس بجنون شيطاني بينما لا يستطيع السيطرة على ارتعاشه
تقترب فيحترق وبمازوخية تلبسته وربما ميلا للتعذيب ينتظر أن تدرك كشفه لسرها العطن
اقتربت حبيبة باكية تجاوره على الفراش تميل بوجهها لتقبل كتفه لكن تشنج جسده وصلها جلياً عبر انتفاضه الملموس فحانت نظره منها للهاتف بين كفيه
الهاتف الذي كان مفتوحاً على منشورها الذي مسحته بكفيها
عينيها تجري على السطور برعب حتى وقعت على التعليق الأخير فصرخت وهي تنتفض واقفه هامسة بهلع ليس به ذرة خوف منه بل عليه
"لا مستحيل مستحيل "
تهز رأسها نفياً وتلتفت بجنون باكية بعويل وكأن الجنون زارها هي الأخرى فتهذي:-
" ليس بهذة الطريقة يارب ليس بهذة الطريقة يارب "" هاشم هاشم " ترتعش تناديه بتوسل فرفع رأسه وليته لم يفعل
هذا الوجه لا ينتمي لحبيبها أبداً إنه وجهاً شيطاني نزعت منه كل ذرة انسانية فاستحال شاحباً بسواد
حتى أنها تسمرت في وقفتها تراه يقترب منها بتؤده مرعب وكأنها تنتظر الموت
بينما هو لا يشعر بشئ سوا بشهوة القصاص
القصاص لكرامته التي أريقت بيديها
القصاص لرجولته التي ذبحت بمقصلها
القصاص لقلبه الذي يدوي ويدوي ويدوي وكأنه يسارع الريح في عدوها
وقف أمامها يرفع الهاتف بكفه بينما كفه الأخرى نهشت خصلاتها يهمس بغضب معتم مميت :-
" هل وصلت بكِ القذرارة والانحطاط أن تشكيني وتفضحيني للعالم ؟"
يرمي الهاتف بطول ذراعه فيصدر تهشما مدوياً انتفضت له باكيه تصرخ بتوسل :-
" هاشم هاشم افهمني "
رأسها أصبحها بين كفيه وشعرها بين أصابعه يشده بقسوة يهزها كلها بين كفيه صارخاً بقهر :-
" أتشيعين بالعالم أنكِ تقرفين مني ؟
تفضحيني أمام الخلق ؟ فيعرض عليكِ نجساً خدماته "
يدفعها دون شعور فترتطم بالحائط شاعرة بلسع الارتطام برأسها
إلا أنه لا يرحمها يعود ويهجم عليها يصفعها دون شعور دون رؤية أو تفكير
نفسه اللحظة عمياء تجره إلى جحيم القتل وكأن الشيطان ينمو بين جنبيه فيبذر وسوسات فتنة القتل ويزينها
تبكي بلا شعور ولا تستطيع تخليص نفسها منه
يضربها بوحشيه لم تراها فيه يوماً ولم تخرج من نفسه ساعةً
كله يثور كله غاضب وهناك رجولة مذبوحه في الزاوية تنتفض بوقع الخلاص
وقعت أسفل قدميه فكادت تقبلهم وهي تقول بينما وجنتيها أصبحاً بركتين من الدماء وكل جسدها يرتعد
هو رجلاً مطعوناً من جانب الأمان
هو رجلاً مصروعاً من معنى الحب والطهر
كلماتها تغشم عينيه وسطور الرجل تقضي على عقله فيجرها جراً وكله يصرخ
رجولته تجعر بزأير إراقتها بطرقات البشر اللذين هلهلوه سخرية بيدها
رباه رباه رباه
تقرف منه ؟
تشتكي عدم نظافته ؟
لا تطيق لمسته ؟
لهذا تبتعد عنه ؟
لا تريد أن تنجب منه ثانية وربما كانت تنيمه لتتخلص منه
تهزأ منه ؟
يشعر باختناق أنفاسه واحتشاد غضبه
فيلقيها من بين كفه بازدراء دون شعور فتكومت جوار باب الغرفة باكية
يدور حول نفسه بالردهة وكأنه يبحث عن كسرة تَروي تسد رمق جنونه
أو شربة تعقل تشبع ظمأ احتراقه
لكنه لا يهدأ بل يزداد جنون وأزيز الأفكار وكأنها على المرجل
حبيبة زوجته وأم ابنته فضحته
حبيبة لا غيرها بترت رجولته بل قصمتها
حبيبة لا غيرها تسخر منه بل تقرف
حبيبة لا غيرها من أمن بها وسكن لها كانت تجبر نفسها عليه
تقرف منه
تقرف لمسته
لا تريده وتهزأ من غباؤه
رباه رباه ألا سبيل ليشفي غليله؟
والسبيل يقدمه له الشيطان بوسوسة من ذهب وهو يتربع على أذنيه عامياً عقله وقلبه سوى من نصل السكين على طاولة السفرة
السكين الذي يلمع منادياً له اللحظة ليأخذ ثأره فتحرك بلا شعور يأخذه فاتسعت عينيها ارتياعاً متصلبه تراه يقترب منها وكأنه الشيطان
الشيطان الذي تصلب للصوت الطفولي الذي دخل من باب الشقة الذي لم يكن مغلقاً
الصوت الطفولي الذي نطق لفظ الأبوة منقوصاً فجزعت تنقل نظراتها بين أبيها وأمها
أمها التي تناجيها بعينيها أن تبتعد
أن تتبخر اللحظة
وأبيها الذي التفت يتضرع ألا تكون حقيقة
لكن صرع الصدمه في عينيها وهي تناظره بخوف الطفولة المصدومة
تلك النظرة التي أعادت عقله فموضعه حيث يكن وأغلقت بوجهه توبة الحياة وقد بلغت روحه حلقوم الألم فسقط السكين وسقط صاحبه مجاوراً له يودع صاحبتيه نظرتين
نظرة توسل ونظرة انكسار أما عن الدمع فقد فاض من عينيه قبل أن يغلقهم مطلقاً صرخة توجع حتى صمت بلا نفس أو لمحة حياه
................................
أنت تقرأ
رواية هفهفت دِردارة الجوى
Romantik_الرواية بتتكلم عن رشدان المالكي صاحب مزرعة المواشي والجزار المعروف ف البلدة الريفية وهو من كبارئها وأولاده عبيدة وهاشم وسلمان ومودة _عبيدة اللي اكتشف أنه مش بيخلف وزوجته فريدة رغم حبها ليه أمومتها تغلبت عليها _هاشم ومراته حبيبة اللي بيعشقها لكنها...