الهفهفة الرابعة عشر
أسفل شجرة الدردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
انتهت من الكان والمكان وأخذت ركناً قصياً بمطلع الأزمان
يسألها لما الأرض تهتز من الجنون
فتخبره غير راضيه أنه المجون
يعبس ويتسائل عن قصدها فتشير له بخوف قائلة :-
"ألا ترى النار المشتعله بالعيون "
يبصر ما تتشدق به ويخاف متسائلاً هل هذا الكوكب مسكون ؟
هزت رأسها نفياً ثم قالت أسفة :_
" بل هي الفتنة التي تنهش النفوس فتقضي عليها وكأنها الطاعون "
___________&_________العاصمة
"أيوب كنت مشتوق كثيراً لرؤيتك من كثرة ما سمعته عنك من رامي "
قالها يوسف بحرارة وهو يحتضن أيوب يتبادلان سلاماً رجولياً قوياً
ضحك أيوب يربت على كتفه وهو يقول :-
" أنا أيضاً كنت متشوق جداً لرؤية شريكي "
تحركا ثلاثتهم بأرجاء المطعم الكبير الذي قارب على الانتهاء وقرب يوم افتتاحه
كان رامي هو أول من بدأ بالحديث مشيراً للجزء الخارجي للمطعم المحاط بأسياج خشبية وحشائش خضراء وقال :-
" هنا سيكون جلسة خارجية للمطعم
وانظر يا يوسف أيوب اقترح أن يكون هنا فرناً لخبز الخُبز البلدي والفطير "
تحركوا معاً لباباً خشبياً كبير وكان أيوب المتحدث وهو يقول :-
" هنا ستكون جلسة عربية كما يجب أن تكون ""أنا متحمس " قالها يوسف رامقاً المكان حوله باعجاب
ثم تحركا الثلاثة للخلف حيث مكاناً كبيراً للجزارة وبدأ أيوب الحديث :-
" الجزارة هنا ستبيع جميع أنواع اللحوم بكافة أشكالها
ابتداءاً من قطعة لحم كبيرة بوزنها إلى لحماً متبلاً ومقطعاً وجاهز للتسوية حسب طلب العميل "لمعت عين يوسف باعجاب وهو يربت على كتف أيوب قائلاً :-
"أنت عقلية فاذة يا رجل
بالأخص اختيارك للموقع
هنا وكل ما حولنا أغلبهم رواد المطاعم أو من يحتاجون الطعام جاهزاً للتسوية "تحرك يرمق الأشياء الجاهزة كمثال من كفتة وشرائح لحم متبله وسجق وخلافه وكل شئ مغلف بشكلاً أنيقاً كما كان يرى بالخارج وأفضل يثني على كل ما يراه
وجواره أيوب كان سعيداً بشكلاً غير مسبوق قلبه يضرب بفرح إذ أن شريكه يثني عليه ولم ينتقد أو يتكبر كما كان متخوفاً
بعد وقت كانوا يجلسون بالدور العلوي للمطعم والمجهز للجلسات العائلية والحميمية فتسائل رامي باهتمام :-
" هل قررت الاستقرار هنا يا يوسف ؟"
هز يوسف رأسه بحيرة وهو يقول :-
"إلى الأن لا أعرف
الشركة التي أعمل بها ترفض التخلي عني
لكني سأمت الغربة
كما أن مشاريعي هناك أفضل من جيدة "
نظر له أيوب متدخلاً في الحوار وهو يقول :-
" لكن كما سمعت من رامي أنك تستطيع إدارة مشاريعك من هنا والسفر كل فترة فلك شركاء هناك
أظن ما يربطك بالخارج هو الشركة فقط صحيح "
لمعت عينا يوسف بشئ غامض ثم قال :-
"أنا فعلياً أسعى لأن أستقر هنا
كما أن مشروعي معك مربح حسب الدراسة التي قمنا بها "
أومأ يوسف برأسه وهو يقول :-
"أنا أحتاجك معي ف ابن عمي أوكل لي التصرف بالتوكيل الذي فعله لي
وأنا أريد من يكون معي فعلياً "
"وأنا ماذا أفعل إن شاءالله يا نذل؟" قالها رامي بامتعاض فشاكسه يوسف وهو يقول :-
"كنت( كوبري ) يا بني إلى أن أتيت أنا "
ضحك أيوب يوافقه الراأي فرمقهم رامي شذراً وهو يسبهم :-
"أنذال "
"أنا جائع " قالها يوسف فابتسم أيوب قائلاً بحماس :-
"لتكن أول رواد مطعمنا الموقر يا سيد يوسف "
...........................
اليوم التالي
أنت تقرأ
رواية هفهفت دِردارة الجوى
Romance_الرواية بتتكلم عن رشدان المالكي صاحب مزرعة المواشي والجزار المعروف ف البلدة الريفية وهو من كبارئها وأولاده عبيدة وهاشم وسلمان ومودة _عبيدة اللي اكتشف أنه مش بيخلف وزوجته فريدة رغم حبها ليه أمومتها تغلبت عليها _هاشم ومراته حبيبة اللي بيعشقها لكنها...