٢٢: لا تَـكسِرينى مُـجدداً

374 75 2
                                    



_______

كان صَعباً أَن لا أَبكى أَثناء تَعقيم الجُروح و أَثناء وضع لاصِقات الجُروح و تَضميدها و لَكِن بِمُجَرد أَن كانت فِلورا فى السَرير ذَهبت إِلى الحَمام و بَكَيت لِفتره ثُم غَسلتُ وجهى و أَحضَرت الماء لفِلورا المُتَكَوره فى السَرير مَع موسيقَى ما تَصدُر مِن هاتِفها.

وَضعتُ الكأس على الطاولَه و إِستَلقَيت مُعانِقاً فِلورا مِن الخَلف و قَبلتَها على كَتفها.

- فِلورا.

- هممم.

- أَتعلَمين أَن قَلبى غادر جَسدى و لا أَعلم أَقلبى مَعكِ أَم أَنتى أَصبَحتى قلبى.

إِلتَفَتَت بِجَسَدِها كامِلاً و عانَقَتنى ثُم قَبلت عُنقى و أَنا شَدَدتُ عَلَيها أَكثَر، كَيف أَحميكِ حَبيبَت قَلبى؟ العالم لا يَستَحِق أَمثالكِ أَنتى مَلاك.

- تَحدث إِلى جُنجكوك و لا تَصمت أَبداً كَلماتِك هى ماء يُطفى لَهب قَلبى المُحتَرِق و ألَّمى الذى لا يَنفَك يَنهَش كُل جَميل فى دَواخِلى.

- هشش، لا تَقولى هذا سَوف أَتكَلم حَبيبَتي سَوف أَتكلم قَدر ما تُريدين و لو كان إِلى أَخر أَنفاسى فَقط لا تَقولى ذلِك إِنكِ بِقولِك ذلِك تَكسِرينى مُجدداً.

- و متى كَسرتك جُنجكوك؟!

- عِندما جَرَحتى جَسدك.

- أَنا فَعلت ذلِك لأَنى حَمقاء تَعجَز عَن التَعامُل مَع أَلامِها بِطريقَه صائِبه.

- أَنتى أَذكى شَخص رأَيتُه فى حَياتى فِلورا و جَميع الناس تَجعَلهُم الأَلام يَقومون بأُمور سَيئه فَقَط لا تَجرَحى نَفسِك فِلورا إِذا فَعلتى و جَرَحتى نَفسِك سَوف تَكسِرينى لا تَنسى ذلِك إِن كُنت أُهِمك.

- لَن أَنسى أَبداً.

- جَيد.

قَبلتُ جَبهتَها و عَيناها الباكيه.

- جُنجكوك.

- قلبُه.

- هل إِتصَلت بِوالِدَتك؟

- لا!! لَقد نَسيت.

- أَسرِع بِالإِتِصَال بِها.

- حَسناً، هاتِفى فى الأَسفَل.

نَهضتُ مِن فَوقَ السَرير و سِرتُ نَحو الباب تَذكرت!!

- فِلورا حَبيبَتي؟

- نَعم؟

- لَن تَقفِلى الباب بَعد خُروجى صَحيح؟

- لَن أَفعل حُبى.

- حَسناً، جَيد.

بَعد إِتصال سَريع مَع أُمى عُدت إِلى فِلورا خَلعت القَميص و إِختَبأت تَحت الغِطاء أَستَمتِع بِملَمَسَها و بِدِفئِها و رائِحَتِها و هذا الشُعور المُحَبَب لى الذى يَجتاحنى عِندما تَنعَدِم المَسافه بَينَنا يُسَيطر علىّ.

يَجب أَن يَبقى ما حَدث اليَوم بَعيداً عَن مَسامع يونجى بِشكل مؤَكَد لا أَحد يَستَطيع التَعامُل مَع يونجى الغاضِب و لا يَجب أَن نَخرج يونجى المَجروح إِلى السَطح.

أَتمَنى لَو كانَت هُناك طَريقَه لِمَحو كُل الذِكريات السَيئه مِن ذِهنَيهِما، وِشوم يونجى تَتحَدث و لَوحات فِلورا تَصرُخ، أَظن أَن الوَقت مَهما طال و مَهما كثُرَت الكلِمات لَن أَفهَم بِالفعل ما فَعلته تِلك المَرأه و لكِنَنى أَستَطيع فِهم الأَلم و
المُعاناة التى فيها يونجى و فِلورا.

بَعد ذلِك اليَوم فِلورا إِنعَزلَت، فِلورا قالت أَنها بِحاجه لِلبَقاء وحيده و ذلِك ما حَصل و لكِن حتى عِندَما عَادت و بَدا لِلجَميع أَنها بِخَير رأَيت أَن هذه لَيست الحَقيقه.

لَقد كسَرَتها تِلك المَرأه و إِن كانَت فِلورا تَخفى الأَمر فأَنا أَستَطيع الشُعر بِذلِك فى كُل مَره أُقبِلَها أَو أُعانِقَها أَكون مَعها على الأَغلب إِنَه شَئ هى ذاتِها لَم تَشعُر به.

تايهيونج يَتَصَرف هو الأَخر بِغَرابه مِما يقلِقنى، إِنه ذلِك الصَديق النَقى الذى أُريد لَه أَن يَكون سَعيداً مُبتَهِجاً طوال الوَقت و لَكِن هُناك ما يَجرى و هو لا يَتَحَدث عَنه.

أَنا أَكره فِكره أَن أَضغَط علَيه لِكَي يُخبِرَني و
لا أَستَطيع سِوى التَلميح لَه، لا أُحِب رؤيه أَصدِقائي حَزينين و لَكِن الحَياة لا يُمكِن لها
أَن تَكون سَعيده دائِماً.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now