٤٤: لَـن أكـون بِخيـر

239 39 6
                                    


_______

لِحُسن الحَظ لَم يَكُن هُناكَ حاجَه لإقتِطاع أى جُزءٍ مِن دِماغ فِلورا، و بَكَيتُ مُعانِقاً أُمى عِندَما أَخبَرونا ذَلِك، تَم إِخراج فِلورا مِن غُرفه العَمَليات مُنذُ ما يُقارِب الساعه و سبع دَقائِق، و ما زالَت لَم تَستَيقِظ، و لَكِن طَمئنَنا الطبيب أَنَها بِخَير و لَكِن جُرعه التَخدير كانَت كَبيرَه لِذلِك تأَخَرت فى الإِستيقاظ.

علَينا إِنتِظار نَتائِج التَحليل و لَكِنَنى أَعلَم نَعم أَعلم يَقيناً أَنَه السَرَطان، و أَعلَم أَن عَلَينا بِدأ المَعركه مَع السَرطان بِأَسرع وقتٍ مُمكِن لِذَلِك بِمُجَرَد أَن يَنتَهى التَحليل سَوف أَتَحَدث مَع فِلورا عَن خَطواتِنا التاليه للعِلاج لأن التأخير لَيس بِصالِحنا أَبداً، لا يُمكِن أَن نَخاطِر بِتأخير حالَة فِلورا.

بَعد أَن إِستَيقَظَت فِلورا و تَم فَحصِها جاءَت أَخبار نَتائِج الفَحص و الطَريقَه التى بَكَت بِها أُمى الطَريقه التى تَنَهَدت بِها فِلورا كَما لَو أَن أَكتافِها تَحمِل ثِقل العاَلم كُله، لَم يَلفِت أى مِن ذلك إِنتِباهى كَما لَفَت إِنتِباهى التَعبير الذى على مَلامِح يونجى، الأَلم الشَديد!! الأَلم الذى حَمله يونجى كان لا يُحتَمل كَما لَو أَن ناراً تَلتَهِمُه كَما لَو أَن العالَم إِنتَهى و لِوَهله هذا اليأَس الذى فيه تَسَلل لى هذا الجِزع الذى راح يَنضَح مِن جَسَده يؤلِم و راحَت شَفَتاه تَرتَعِش بِكلِمات خافِته و راح الأَطِباء يَقتَرِبون مِنه لأن وضعِه كان أَبعد مِن أَن يَكون بِخير.

أَرَدتُ أَن يَمُر الزَمَن بِسُرعه مُجَدَداً أَردتُ الهَرَب مِن هذا الوَضع أَردتُ أَن أَصحوا مِن النَوم فَيَكون هذا كابوساً أَو أَرمِش فَيَكون الزَمَن قَد مَر أُريد فَقَط التَخَلُص مِن هَذه المَشاعِر أَردتُ أَن يَتَخلَص يونجى مِن هذه المَشاعِر.

فِلورا هى عائِلَه يونجى الوَحيدَه حَرفياً الشَخص الوَحيد الذى يَعتَبِرها يونجى عائِلَتُه بَعد وَفاة أُختَهُم، لَو كَنَت بَدل يونجى فأَظنَنى سَوف أُفَكِر بأَنَنى مَنحوس كَى أَخسَر عائِلَتى بِهذا الشَكل المُخيف.

فِلورا آهٍ يا فِلورا، قلبى الذى يَنبِض بِداخِلى، سَبَب حَياتى و عَيشى حَتى الأَن و المَصير الوَحيد الذى أَنتَمى إِليه، كَيف أَحادِثك؟ ماذا أَقول و كَيف أَقولُه؟ كَيف أُريحِك و كَيف لا أُؤذيكِ؟ لَم أَتَصَور يَوماً لا أَعرِف ما أَقولُه لفِلورا بِشَكل مُناسِب.

- جُنجكوك؟

- قَلبى! أَنتِ بِخَير؟!

- نَعم حُبى، فَقَط أُريد ماء.

قَبلتُ ظاهِر يَدَيها و باطِنَها أُظهِر لَها حُبى قَبل أَن أَذهَب لإِحضار الماء عُدتُ بَعد دَقائِق لأَجِد حَبيبَتي تَتَحدَث بِهَمس مَع يونجى ذو الوَجه المُتألِم حَيث أَن بَشرَتِه التى فى العادَه بَيضاء  أَصبَحَت شاحِبه أَمَسَت صَفراء كَبشرة فِلورا و هذا مُخيف لأَن يونجى لَيس مِن الذين يَستَطيعونَ إِظهار مَشاعِرهُم بِشَكل طَبيعى، هل تَرفُض فِلورا العِلاج؟ هل سَوف تَجلس و تَنتَظِر المَوت؟ شَعرتُ بِضَغط دَمى يَنخَفِض مَع دوارٍ خَفيف.

- جُنجكوك؟!

نادانى كِريس و أَتى نَحوى و قال.

- هل أَنتَ بِخَير.

- نَعم فَقَط سَوف أَجلِس قليلاً.

فِلورا و يونجى لا يَزالان يَهمِسان بِسُرعه بِكلام غَير مَفهوم، خَرجت أُمى مِن الحَمام و أَسرَع كِريس بإخبارِها بِما حَصل، أَومِئَت أُمى و أَتَت نَحوى تَجلِس بِجانِبى.

- جُنجكوك كَيف تَشعُر؟

- أَنا بِخَير أُمى لا تَقلَقى.

- جُنجكوك بُنّى أَعرِف أَن فِلورا مَريضَه و فى وَضع غَير مُستَقِر نَوعاً ما و لَكِن لا يُمكِن أَن تُهمِل نَفسَك لا يُمكِن ذَلِك جونجكوك تَحتاج الأكل و النَوم و الحِفاظ على صِحَتَك إِهمال نَفسَك لَن يَشفى فِلورا حَبيبي.

- إِنَه صَعب مَع كُل تِلك الأفكار التى تَملئ رأْسى.

- جُنجكوك إِبقَى مُركِزاً على اللَحظه الأنَك إِن لَم تَفعل سَوف تَحسِر نَفسَك فى تَيارا الزَمن و الإحتِمالات.

- أُمى؟

- نَعم؟

- إذا لَم تَكُن فِلورا بِخَير أَنا لَن أَكون بِخَير.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now