٤٨: إنـتِكـاسَـه

321 37 2
                                    



_______

حَصَلَت إِنتِكاسَه، تَماماً بَعد جُرعَه العِلاج الكِميائى الأَخيرَه، و قَد بَدأَت فِلورا كُل شَئ عَدا بِخَير، لَقد بَدَت مَيتَة و ذَلِك أَثار جُنونى كَثيراً، أُمى تَبكى طول الوَقت و يونجى لَقَد إِستَمَر بالجُلوس إِلى جانِب فِلورا مُمسِكاً بيَدَيها و تائِهاً فى أَفكارِه أَغلَب الوَقت.

لَقَد إِستَبقَت فِلورا هُناك فاتِحه عَينَيها و تَبدو كالمَوتَى تَماماً و بَعد يَومَين تَماماً قَرر الأَطِباء أَن جَسد فِلورا كان ضَعيفاً و أَفضَل ما يُمكِن فِعلُه هو وَضع فِلورا فى غَيبوبَه طِبيه كَى يَستَعيد جَسد فِلورا جُزءاً مِن قوَتِه و لَكِن مَع إِحتِمال عدَم إِستيقاظ فِلورا و ذَلِك مُرعب و لَكِن لا خيار أَخر الوَضع غَير مُطَمئِن.

و هكَذا تَم وَضع فِلورا فى غَيبوبَه طِبيه عاد الأَمل إِلى قَلبى بِبُطئ لأَن فِلورا أَصبَحت تَبدو أَفضَل شَئ فَشَئ و بَشرَتَها الفاتِنه عادَ لَونَها و عُموماً بَدَت أَكثَر حَياة كأَنَها نائِمه فَقَط.

بَعد سَبع عَشر يَوماً و سَبع ساعات إِستَيقَظَت فِلورا و كُل شَئ بَعد ذَلِك بَدا أَفضَل.

جَميع الفُحوصات و العَمليات و الأَشِعه أَظهَرت أَن فِلورا كانَت خاليه مِن أَى سَرطان!! و فِلورا نَفسَها بَدَت غَير مُصَدِقَه أَبداً، أُمى أَعدَت حَفلاً صَغيراً و كُنتُ أَعلَم أَنَ رِحلَه العِلاج لَم تَنتَهى و لَكِن الأَن أَنا مُطمَئِن على فِلورا أَنَها لَن تَموت لَيس مِن السَرطان على الأَقل و سَوف نُكمِل أَحلامَنا مَعاً.

بَدأنا مَعاً السَبع أَشهُر مِن العِلاج الطَبيعي لإِعادَه وَضع فِلورا الجَسَدى إِلى السابِق و كَذلِك نُطقَها.

و إزدادَت أَحلامى بِالألوان و الأَمل أَيضاً و مَنزِلنا لَم يَعُد يَبدو بَعيداً كَما كان يَبدو.

أَحبَبتُ كُل لَحظه شَهدتُها مِن تَعافى فِلورا التى عادَت عَيناها إِلى الحَياة و أَول تَعبير قالَته عَيناها لى هو الحُب الخالِص نَحوى و حَتى المُمَرضين لاَحظوا نَظرَاتِها و تَبادَلوا الغَمَزات و النظرات و شَعرتٌ بِالخَجل قَليلاً وَقتَها و هذا جَعل فِلوراتى تَزداد إِبتِساماً.

نَظرات فِلورا عادَت كَما كانَت و لِرُبَما أَقوى مِن ما كانَت، حَرفياً كُلَما رأَيتَها تَدخُل إِلى أَى غُرفَه أَو أًى مَكان كُل ما تَفَعلُه هو البَحث عَنى بَعَيناها و عِندَما تَجِدنى كانَت إِبتِسامَتَها تَعلوا مِحياها الجَميله، فِلورا أَصبَحَت لُغَتَها الجَديدَه هى عَيناها نَظراً لِتأَثر نُطقَها أَثر الأَدويه الكيماويه.

شََعرَها قَد عاد إِلى النِمو و أَدرَكتٌ ذلِك أَثناء تأَمُلى لَها فى أَحد الأَيام و شَعَرتُ بِسَعاده لإِخبارِها بِذلِك لأَنَنى أَعرِف حَقاً أَنها تَعشَق شَعرَها و أَن أَوَل شَئ سَتَفعلُه بَعد أَن يَصِل إِلى كَتِفَها و هو حَد الطول الذى تُحِبه سَتَصبُغ بَعض خُصلاتِه بِاللَون البَنَفسَجي الداكِن كَما فى السابِق.

لا أَستَطيع وَصف الشُعور عِندَمآ رأَيتُ فِلورا لِلمَره الأُول، تَقِف بِدون مُساعَده و قَد كانَت وقتَها تَتَفَقَد إِحدَى النَباتات فَوق رُفوف الكُتُب القَصيره فى غُرفه الجُلوس كانَ شُعوراً قَوياً مِن البَهجَه و السَعادَه و كَذلِك فَخر عَميق!

لَم يَمضِ وقت طَويل قَبل أَن تَعود فِلورا إِلى الرَسم و أَقسَمتُ على الإِحتِفاظ بِكُل خَط و كُل رَسمَه و شَيئاً فَشَيئاً تَحَسن مُستوى خطِها و عَرِفتُ أَن زَوجَتى المُستَقبَليه قادِره على قَهر كُل المَشاكِل.

لَكِن كانَت لَدَى مَخاوِف لأَن فِلورا و حَتى بَعد مِضى أَربَع أَشهُر مِن العِلاج لَم تَتَكَلَم و عادَت إِلى ذِهنى كَلِمات الأَطِباء مِراراً فالبَعض قال أَن هُناك تأثيراً حَتى فى النُطق و الكَلام، و البَعض الأَخر قال أَن فِلورا قَد تَحمِل تأتَئة على المَدا الطَويل، و عَدد كَبير مِن الأَطِباء قالوا أَن هُناكَ إِحتِمالاً كَبيراً مِن أَن فِلورا قَد يَظهر فيها خَللاً ما فى الكَلام و النُطق، و أَنا أَظُن بَل مُتأَكِد أَن فِلورا سَوف تَعود لِلتَحَدُث مَره أُخرَى.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now