٢٧: فُـطور هَـادئ

289 68 3
                                    



_______

صَباح اليَوم الخامِس رأَت فِلورا رَسائِلى التى تَعدَت السَبعون رِساله، و مَساء ذَلِك اليَوم رَدت على و كان ذَلك كاإِعادَة النَفس لِجَسَدى طَلبَت فِلورا أَن نَلتَقى و بِقَدر ما أَثار ذَلك راحَتى أَثار قَلَقى لأَن فِلورا إِختارَت مَقهى لَم نَذهَب لَه مِن قَبل.

مَكان بِلا ذِكرَيات فى الساعه السابِعه صَباح الغَد لا يُمكِن أَن أَمْنع نَفسى مِن القَلَق أَتُفكر فى الإِنفِصال عَنى؟ و ها أَنا أَبكى بِدون أَن أَشعُر مُجدَداً، بِالتأكيد سَتَفعل فِلورا حَبيبَتي تَبحث دَوماً عَن الهِدوء و الأُمُور الأَمِنه و المُريحه و هذا لَيس ما أَمَسَت عَليه عِلاقتِنا بِالتأكيد لَيس ما أَصبحتُ أُعطيها.

طوال الليل بَقيت أَتحرَك فى الفِراش مِن جِهة لأُخرى بَعد أَن رَفض النَوم زيارة عَينى و لَم أَكد أَنام ساعه حين رَن المُنبه و حين إِستَيقظتُ بَدوت فَظيعاً كأَنى سِحليَه بِهالات سَوداء و لاكِن بَعض الميك أَب تَحت عَينى حسِّن الأَمر قَليلاً.

كان دِماغى غائِباً طوال الوَقت حَتى وصَلتُ هُناك، كُنت قَد خَرجتُ قَبل المَوعد بِساعه و قَد بَقى الأَن أَكثر مِن نِصف ساعه على المَوعد و لَكن فِلورا هُنا بِالفِعل هَيئَتها واضِحه بِالفِعل عَبر الزُجاج الأَمامى، لا أَحتاج التأَكُد مِن هَويَتها و إِن كان ظَهرها هو ما يُقابِلنى فأَنا أَعرف كُل جُزء مِن ذلِك الجَسَد الجالِس خَلف الزُجاج.

كَم مِن مَره قَبلتُ تِلك الأَكتاف و كَم مَره هَمستُ
أُحبكِ عِند رقَبَتها، و كَم مَره إِحتَضَنَنى ذلِك
الجَسَد الرَقيق الدافئ و كَم مَره إِحتَوانى.

إِفتقَدتَها، حَبيبَتي فِلورا لَن أَتخلى عَنكِ أَبداً حتى لَو قررتِ الإِنفِصال عَنى سَوف أَستَمِر بِالاعتِذار إِلى أَن تُسامحِني.

أَخذتُ نَفساً عَميقاً و دَخلتُ المَقهى و إِتجهتُ نَحوها بِخُطوات بَطيئَه و شَعرتُ أَن الهَواء أَثقَل كَما لَو كان هُناك شَخص يَقوم بِخَنقى.

شَعرتُ أَن الطَريق نَحو فِلورا إِستَغرَق عَشر دقائِق أَو نِصف ساعه و حينَما أَخيراً جلَستُ مُقابلاً لِحَبيبَتى و حُبى فِلورا، إِتخَذ جَسَدها وضعيه دِفاعيه كَما لو أَنها لا تُريد إِظهار عواطِفها نَحوى.

و أُجزِم أَنها أَشفَقَت على مَنظَرى البالى فأَنا وجهى شاحِب و وزنى قَد نَقَص بِشَكل مَلحوظ فأَنا لَم أَتناول شَئ يُطلَق عَليه وجبَه صِحيه كُنت أَعتَمِد على الماء فَقَط.

- صَباح الخَير.

قُلت لَها و حاولت عَدم النَظَر إِلى بَشرَتها الشاحِبه أَو عَيناها ذات النَظره الداكِنه على غِير العاده.

- صَباح الخَير.

قالَت ثُم حَل الصَمت.

- كَيف حالِك هَل أَنتِ بِخَير؟

كُنت قلقاً عَليها جِداً.

سأَلتَها و حدَقَتُ بيدَيها و آهٍ كَم أُريد إِمساكَهما، لَم أَعرف يَوماً أَنه سَوف يأَتى يَوم أَتمَنى فيه إِمساك يَدَى حَبيبَتي فِلورا ماَلِكَة قَلبى و فاتِنة حَواسى الخاضِعه لَها.

- أَنا بِخير.

نَطَقت و آهٍ كَم أود تَقبيل شَفتَيها الجَميله
تِلك

- و أَنتَ جُنجكوك.

- أَنا بخَير.

لا أَعتَقِد أَنَها مُقتَنِعه بِتلك الإِجابه على الإِطلاق.

لِما نجلس فى اللامَكان نكذِب عَن حالِنا؟

- أَسِفَه لأَنَنى رَحلتُ فَجأة.

قالَت فَجأَه و شعَرتُ أَنَنى أُريدُ لَكم نَفسى قُلت بِسُرعه.

- لَيس عليكِ الإِعتذار إِنه خَطَئى أَنا الذى إِفتَعل تِلك الفَوضى و خَرب السلام بَينَنا أَنا الذى أَزعجتِك و خربتُ الهُدوء الخاص بكِ فِلورا و لَم أَراعيكِ حَبيبَتي إِنه خَطَئى بِالكامِل و أَنا أَسِف لذَلِك حُبى.

و ها مَره أُخرى إِنزلقَت الدِموع على خَدى بِغَزاره.

بِبُطئ أَمسَكَت فِلورا يَدى عَبر الطاوِلَه و إِبتَسَمَت مُطفئَه بَراكين قَلبى و قَلَقى.

- لا بأَس حَبيبي.

- إِنه بائِس و كُل البؤس، هذا الشعُور.... شعُورى بِالذَنب يُمَزِق قَلبى.

- لا عَلَيك حَبيبي الكُل يُخطئ بِدون أَن يَشعُر لِذا إِهدء.

- هل قَبَلتِ إِعتِذارى فِلوراتى.

- نَعم حَبيبي.

- و لَكِن لِما؟!

- لأَن عِندما يَغضَب الإِنسان يَقوم بِالكَثير مِن الأَشياء خارِج وعيُه.

نَظرتُ إِليها لِمُدَه ثُم قُلت.

- أُحِبك حُبى.

إِبتَسَمَت فِلورا بِوسع بَعد أَن قُلت ذَلِك و شَدت على يَدى أَكثر، طَلَبنا القَهوه و الفَطور و تَناولناه بِهِدوء و دِفئ أَثناء الإِستِماع إِلى مُوسيقى فِلورا المُفضَله، أَردت شُكر أَياً كان
مَن وضَع المُوسيقى.

لأَن فِلورا تَتأَثر كَثيراً بِما تَسمَعه، و لَو كان صَاحِب المَقهى يَضَع أَغانى حَزينَه لَكُنت ذَهبت و تشاجرتُ مَعه و ضَربتُه.

فَقط فُطور هادئ دافئ مَع فِلورا و أَنا، لَن أَفَرِّط فيها أَبداً بَعد الأَن.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now