٢٨: سَـتصبِـح أفضَـل

312 66 3
                                    


_______

لَم تَعد الأُمور كَما كانَت و رَغم أَن
فِلورا لَم تَجعل الأمر واضِحاً و لَكِن
كان هُناك شَرخ فى عِلاقتِنا، و لا أَعلم إِذا
كان الزَمن سَوف يَشفى هذا الشَرخ أَم لا.

لَم تَتغَير الطَريقه التى تُحادثَنى بِها
كَثيراً، فَقط قَللَت مِن كَلِمات و القاب الحُب
و لَم أَسمَع كَلمه أُحِبك مُنذ يَوم الشِجار
أَى قَبل سَبع أَيام و نِصف و لَم تَكُن لَمساتِها
كَما كانت و سَوف أَصِف ما يَحدُث بِعباره
فِلورا تأخُذ خُطوة لِلخَلف بِوعى أَو بِدون وعى.

مِن الصَعب أَن تَكون صَديق أَخ حَبيبَتك
خُصوصاً إِذا كانَت حَبيبَتك حاله خاصه
و إِذا كان أَخ حبِيبَتك يَملك إِسم مين و
إِسم يونجى الأَمر يَكون صَعباً جداً حَيث
أَن يونجى لَم يُسقِط تِلك النَظره عَن وجهه
و لا مَرة واحِده أَمامى، أَى نَظرة؟ إِنَها
النَظره التى تَقول أُريدَك أَن يَرحَمك المَوت
و يأَخُذَك فى أَسرَع وقت قَبل أَن أَقتُلَك
أَنا بيَدى.


الأَمر الجَيد أَنه لا يَعنيها تَماماً أَنا أَعرف أَنه فَقط قلِق على أُختِه فِلورا لأَنها أُختِه
الوَحيده.

فى هذا المَساء اللَطيف حَيث الشَمس مُختَفيه و تَكاد أَشَعتها تَلحَقها لا يَسِعَنى سِوى التَفكير بفِلورا و جيمين بَينَما أُداعِب شَعر القِطه إِنِّى الناعِم.

لا أَعرف كَيف أُساعِد جيمين أَراه يُعانى و يُكافِح مُنذ سَنوات مِن عَمل إِلى عَمل أَخر
و حتى فى أَيام العُطله و الصَيف كان يَعمل ثلاث أَعمال جُزئيه أَنا فَقط أُريد مُساعدة صَديقى.

و بَعد التفكير كَثيراً تَوصَلت إِلى فِكره و حان الوَقت لِعرضِها على حَبيبَتي فِلورا بِما أَنها
أَقرب الأَشخاص إِلى جيمين بَعد والِده.

نَهضتُ مِن على الأَريكه و خَرجتُ إِلى الحَديقه المُشبَعه برائِحَه الطَبيعه الهادئَه حَيثُ تَجلس فِلورا مُتأمِله بِشعر رَطب إِقتربتُ مِنها بِمَهل أَتَجنَب إِزعاجِها أَبحَث عَن هاتِفها لأَرى كَم بَقى على إِنتِهاء جَلسه التأَمُل خاصَتَها و قَبل أَن أَصِل.

- ما الأَمر جُنجكوك؟

- فَقَط أَردتُ تَفَقد التَوقيت.

- لا بأَس، قُل لى ماذا تُريد؟

- أَردتُ إِستِشارَتِك فى شَئ حَبيبَتي.

- تَفَضل.

- جيمين يَبدو أَكثر إِرهاقاً مؤخراً و كُنت
أُفكِر فى طَريقَه لإِهدائِه بَعض الراحه
قَليلاً.

- نَعم.

- و تَوصَلت أَن رِحله إِلى جَزيره جيجو هى فِكره جَيدة خُصوصاً و أَنَنا فى الصَيف.

- هَذه فِكرة مُمتازة حَبيبي.

- صَحيح؟

- أَجل بِالطبع، هل سَوف تَكون لِمُده إِسبوعَين؟

- نَعم.

- عَظيم، سَوف يُعجِب جيمين جداً.

- نَعم، أَنا مُتحَمِس لِمُفاجئتِه.

- أُريدُ أَن أُشارِك.

- كَيف؟

- دَعنى أَهتَم بأَمر تذكَرة العَوده.

- حسناً.

- جُنجكوك حَبيبى....

- هل تُريد التأَمُل مَعى؟

- بِالطَبع! فَقط سَوف أَضَع هاتِفى على
الشَحِن و أَعود بِسرعه.

أَسرعتُ بِتَوصيل هاتِفى إِلى الشاحِن و عُدت إِلى حَيث تَجلِس فِلورا، جلستُ بِوضعيه اللوتَس بِجانِبها و أَخذتُ نَفساً عَميقاً و ثُم أَغمَضتُ عَيناى.

مَعاً تأَملنا لِسَبع عَشر دَقيقه ثُم تَجَولنا مَعاً فى الغابه حتى كادَت السَماء تَكون سَوداء و بَعدها عُدنا إِلى المَنزل حيثُ شاهَدنا فِلم رومَنسي جداً حَرك مَشاعِرُنا بِطريقه غَريبه و أَثناء تَناول العشاء بَكينا على النِهايه مَعاً لَيس لأَنها حَزينه بَل لأَن كِمية مَشاعر الحُب التى شَعرنا بِها لا نَستطيع تَحمُلَها، غسَلنا الصُحون أَثناء إِستِماعنا إِلى أُغنيه دافِئَه و هادِئه التى أُدمِنَها أَنا و فِلورا مؤَخراً.

إنتَهى اليَوم بِنَومِنا مَعاً و عَلمتُ أَن الأُمُور
سَوف تُصبِح أَفضَل عِندَما تَركَت فِلورا قُبله على كَتِفى قَبل النَوم.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now