٣٣: لَـيله جَـميلـة

394 57 6
                                    



_______

صَباحُ اليَوم التالى إِستَيقَظتُ و وَجدت فِلورا نائِمه فى حُضنى، لَيله البارِحه كانَت أَكثر مِن جَيده و ما يَجعَلها كَذَلك أَنَنا لَم نُمارس حُبنا مُنذ مُده طَويله، لَقد فَعَلنَها لِمده طَويله على ما أَتذكر ساعَتان أَو لا ساعَتان و نِصف أَظُن، كُل ما أَتَذكَره الأَن هو صَوت تأَوهاتِها المُستَمِر الذى لَم يَتوَقَف، كَم أَشعُر بالفَخر بِنَفسى.

تَناوَلنا الفَطور و ذَهبنا لِلتَسَوق قَليلاً ثُم غَيرنا مَلابِسَنا و ذَهبنا إِلى الشَلالات و التى كانَت بَعيده و إِستَمتَعنا كَثيراً بالسِباحه و التَجَول فى الطَبيعه.

و بَعد ذَلِك ذَهَبنا إِلى حَديقه الحَيَوان و التى كان فيها عَدد مِن حَيوانات نادِره مِثل
النُمور البَيضاء.

و بِما أَن الوَقت كان مُتأَخراً جِداً على الغَداء و مُبكراً جِداً على العَشاء تَناولنا وَجبه تُمثل الغَداء و العَشاء مَعاً و أَثناء ذَلِك تَحَدثنا عَن يَومِنا و عَن جَمال الطَبيعه و الشَلالات و الحَيَوانات التى رأَيناها.

فى طَريق العَوده إِلى الفُندُق بَقيتُ أُفَكِر بِلَيله البارِحه و على الأَغلَب ذَلك بِسَبب الأتَشَنُج الخَفيف فى أَسفَل ظَهرى رَغم أَن فِلورا قامَت بِعمل لى مَساجاً صَباح اليَوم أَيضاً عِندما نَعود سأَقوم بِعمل بَعض التَمارين و التَمدُد مَع فِلورا.

تَجَوَلنا فى الحَدائِق القَريبه مِن الفُندُق و إِتَصَلنا
بأُمى مِن هُناك و تَحدَثنا كَثيراً و أَرَتنا كَيف
هو الجَو عَندَهم بَعدها عُدنا إِلى الفُندُق و
شاهَدنا فِلماً مَعاً و نِمنا.

هُناك شَئ مُمَيز فى النَوم مَع مَن يَهواه قَلبُك سَواء كان رأَسها على صَدرِك أَو رأَسِك على صَدرها سَواء واجَهْك شَعرها أَو واجَهك وجهَها هُناك لَذة مُعيَنه فى الأَمر، حُب و حَرارة و دِفئ و إِمتِنان و مَشاعِر أُخرى كَثيره.

فِلورا تُحب الرَقص و خُصوصاً الرَقص مَعى كُنت أَكره فِكره الرَقص مَع أَحد و لَكن الشُعور بِيدى فِلورا على جَسَدى و الشُعور بِجَسَدِها بَين يَدى إِنَه فَقط شُعور صَائِب و الرَقص مَع فِلورا شَئ أَخر كَيفَما كانت الرَقصَه.

سَواء كانت مِن رَقَصات المَلاهي اللَيلية أَو مِن رَقَصات السَبعينات أَو حتى رَقَصات رومَنسيه الأَمر لا يَتعلَق بِالرَقصة بِقَدر ما يَتعلق بِمَن أَرقُص مَعها.

إِستَيقَظنا بَعد الساعه الثامِنَه بِقليل و فِلورا كانت أَول مَن إِستيقَظت و بَعد أَن شَعرتُ باليأَس مِن كَونى أَستَيقظ بِمفردى بَدئَت تُقبل جَبهَتى و عَيناى و خَدى و يَدى و لاكِن الذى أيقَظَنى بِسُرعَه حينَما قَبلت مابَين قَدَمى،
أَعدَدنا الفَطور و بَعد أَن تَناولناه قَرَرنا الذَهاب إِلى المُتَنَزه، التَسَلُق مُمتَع خُصوصاً فى الطَبيعَه مُحاطين بِالكَثير مِن الأَشجار و الرُطوبه إِضافَه لِرائِحة التُربه.

- الأَشجار هُنا مُختَلِفَه جِداً عَن الأَشجار فى مَنزِلنا.

- نَعم و أَظُن الأَمر مُتعلِقاً بالرُطوبَه و التُربه.

- نَعم.

- أَتُفَضِل الأَشجار التى هُنا أَم الأَشجار التى لَدينا فى المَنزل؟

- بِقدر ما أُحِب الأَشجار هُنا أُفَضِل التى لَدَينا فى المَنزل.

- نَعم، أَشجار البَلوط كَثيراً.

- إِنَها مُمَيَزَة.

مِثلكِ.

- رَائِحتَها جَميله و كَذلك أَوراقِها.

- نَعم.

تَجَولنا فى الحَديقه إِلى أَن حَل الظَلام خَيَّمنا و أَكلنا بَعض الطَعام ثُم أَستَلقَينا على الغِطاء خارِج الخَيمَه نُراقِب السَماء و بَينَما كُنا نُراقِب السَماء عادَت إِلى ذِكرى.

تَحَدثتُ قائِلاً.

- عِندَما كُنت صَغير كُنت كُلما حَل اللَيل أُحاول عَد النُجوم حَتى إِذا كانَت السَياره تَسير بِنا كُنت أُحاوِل العَد مَع أَن أَبى قال لى العَديد مٍن المَرات أَنَنى لَن أَعرِف العَد أبَداً و أنَنى غَير مَنطِقي.

- والِدَك كان أُستاذ رياضيات؟

- و ما زال.

- والِدَك حَى؟!

- نَعم أَسِف لَم أُخبركِ و لًكنَنى لا أُحِب الحَديث عَنه.

- لا بأَس حَبيبِي أَنا أَتَفَهم ذَلِك.

- كَيف عَرفتي أَنَه أُستاذ رياضيات؟

- بِصَراحه الأَشخاص الذينَ يَعمَلون فى أُمور تَتعلَق بِالرياضيات لَهم تَصَرُفاتٍ مُشتَركَه.

- بِصَراحَه لا عِلم لى.

أمسَكت فِلورا يَدى و ضَغَطت عَليها بِخفه ثُم حَركت إِبهامِها تَرسُم دَوائِر هُنا و هُناك، تابَعنا النَظر إِلى السَماء إِلى وقتِ مُتأَخِر و لَكن الأَمر يَستَحِق لأَنَها لَيله جَميلة.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now