الجو ممطر.
الفصل هو الربيع بالفعل في ايطاليا، شهر أبريل.
واليوم هو فقط إحدى ايام أبريل الممطرة.تقف تلك المرأة في أواخر عشرينياتها، في منتصف الغرفة الضخمة داكنة اللون.
تقوم بلفِّ خصلة من شعرها الأسود الفحمي حول سبابتها بتوتر وهي تركز نظرها خارج النافذة، حيث تكمن بوابة القصر.
تنتظر قدومه لتنهي الأمر مرة واحدة وللأبد."ماما؟"
يأتي صوت الطفل ذو الستّة اعوام وهو يمدُّ رأسه من باب الغرفة المفتوح.
تهتز تنورة المرأة السوداء إثر استدارتها للخلف فجأة، حيث يكمن مصدر الصوت."ماذا تريد، اينزو؟"
قالت بصوتٍ بليد، غلُبَ عليه الملل وهي تحدِّق بعيني الطفل الزرقاوتين اللتي ورثهما عن جدِّه.
قبضت على تنورتها بغضب.
لكم كرهت تلك العينين.خطى الطفل خطواته الصغيرة بتردد حتى صار داخل الغرفة، لكن على بعد مسافة شاسعة عن المرأة المسَمّاة امَّه.
انزل رأسه للأسفل وبدأ يلعب بأصابعه بتوتر.
"انا جائع..".
قال بخفوت، شاعرًا بالخجل من حقيقة ما أدلى به.تنهدتْ المرأة وهي تدعك ما بين عينيها بغير صبر.
أعادت النظر للطفل الصغير رافعةً حاجبها بإنزعاج.
"الساعة الآن الخامسة ما بعد الظهر بالفعل، لماذا لم تتناول الغداء!".قامَ الصغير اينزو بإبقاء رأسه للأسفل، غير دارٍ بماذا يجيب والدته.
اليوم لم يذهب للمدرسة بسبب شعوره بالتعب، لذا أمضى النهار مع والدته وحدهما، حيث أن والده في العمل، وإخوانه الأكبر في المدرسة، والتوأم الصغير انتونيو واندريا تهتم بهم المربيات بالفعل.
كان غداءهم طعام بحري،
لكنه لم يستطع تناوله بسبب حساسيته تجاه الطعام البحري. لذا؛ أمضى الغداء يلعب بالطعام بينما والدته تأكل ولم تلقي بالًا كون ابنها لا يتناول طعامه.كان اينزو طفلًا خجولًا.
لم يعرف كيف يطلب شيئًا من الخادمات او يتحدث مع أي شخص غريب.لكن والده واخوته الأكبر كانوا دائما موجودين إلى جانبه، يقومون بمساعدته عند حاجته اليهم.
شعر بالخجل من نفسه. كان يعرف ان والدته ستنسى امر حساسيته من الطعام البحري، هذا ان كانت تعرف اساسًا، وانه يجب عليه ان يخبر إحدى اخوته عند عودتهم إلى المنزل.
لكنه أراد أن يقوم بطلب الطعام من والدته لا أحد آخر.
اراد منها ان تنظر له بعطف وحنان وتسأله ماذا يريد أن يأكل وتعده له.كم انا غبي،
هذا ما فكرَ به عن نفسه.تنهدتْ المرأة بتعب وهي تنظر للطفل بإنزعاج.
"اسمعني اينزو، ان كبير بالفعل ولم تعد طفلا للقيام بهذه التفاهات. انها مشكلتك كونك قررت المشاكسة وتخطي الغداء، لن آتي انا لتحمل اخطاءك اللتي قمت بها بنفسك! افهمت؟!".
قامت بالصراخ في نهاية كلامها.
أنت تقرأ
أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast
General Fictionليتيزيا؛ ذات الستة عشر عامًا زفَّ اليها والدها خُطَّته بتزويجها قسرًا من رجل مافيا خمسيني لأجلِ مصالح مشتركة ما بين العائلتين. تخضع مُرغمة للذهاب مع عائلتها من امريكا إلى ايطاليا لغرضِ اتمام الزواج الظالم، الَّا انَّها تتبع خيوط خطتها الإنتحارية الل...