حلَّ النهار، ونهضتْ ليتيزيا على الساعة الخامسة صباحًا تقريبًا. كانت مشوّشة في البداية ولم تستوعب كيف تمكنت من ان تنام لهذه المدة.
استنتجت ان جسدها يقوم بتعويض نقص النوم للسنين السابقة، الّا انها كانت لا تزال تشعر بالتعب الشديد بغد استيقاظها.
لم تفكر بالأمر كثيرًا. ربما كان لديها شيء من الإهتمام بذاتها في الأيام الأخيرة، لكنها الآن لم تعد تهتم بأي شيء يخصها.
نهضت مع قرار جديد. لن ترهق عائلتها الجديدة بأي شيء بتاتًا.
لن تتمنى منهم ان يتصرفوا معها بشكلٍ جيد ولن تتوقع الحب أو العطف. ستحاول ان تعيش بهدوء وخلف الأضواء وان لا ترهق لويجي بعبئها.
لقد نجت ستة عشر سنة بدون كل ذلك،
لن تكون هناك مشكلة في نجاتها للسنتين الأُخرتين.في السابعة والنصف، جاء ريكاردو لغرفتها من أجل اصطحابها للفطور.
"صباح الخير، ليتيزيا. كيف حالك؟".
سألها بعد ان فتحت له الباب.
ريكاردو كان قلقًا قليلًا حول اخته الصغرى. لا يعرف لمَ لكنه شعر بأن التطور اللذي بناه هو ووالده معها في الأسبوع السابق تم تحطيمه جرّاء ما قاله انتونيو لها امس.
لكنه لا يلومها. هي في حالة نفسية صعبة، قد تأخذ عملية التقرب منها خطوة واحدة عدة ايام، لكنها في نفس الوقت قد تعود معها لنقطة الصفر بسبب كلمة واحدة او فعل معين.
لكنه يأمل كون حديث والده مع انتونيو امس سيجدي نفعًا ولن يتصرف انتونيو بغباء مجددًا."صباح النور.
بخير، شكرًا لك".
ردت عليه بخفوت وبإبتسامة صغيرة مزيفة.
لقد كرهت هذا، كرهت انهم يأخذون من وقتهم المزدحم فقط من اجلها. اخذت ملاحظة ذهنية بأوقات الفطور والغداء من أجل أن تذهب بنفسها ولا تتعبهم اكثر من ما فعلت بالفعل.لاحظ ريكاردو وجود خطبٍ ما. لكنه كان متوقع، لذا لم يهتم للأمر كثيرًا.
هو يستطيع أن يفهم مشاعر انتونيو إلى حدٍ ما.
لو كان لم يمضي الوقت معها للأسبوع السابق ولم يعرف بحالتها الصحية والنفسية، لكانت لديه نفس الشكوك حولها. لكن ليتيزيا ليست شيئًا مما يفكر به انتونيو. وريكاردو يستطيع قول ذلك بكل ثقة، لأنه من الصعب جدًا ان تنجح بالتمثيل امامه.
لديه عين ثاقبة ونظرة محلِّلة، لن ينجح احد بإخفاء شيءٍ عنه دون أدنى شك. وحتى لو لم يكن واثقًا بقدراته كليًا؛ فوالده افضل منه في هذا المجال.نزلوا بخطواتهم للأسفل مع صمتٍ محرجٍ بعض الشيء بينهم.
يشعر ريكاردو كون ليتيزيا تلتقي به للمرة الأولى.
هو لا يعرف ان كانت هذه حالة مؤقتة فقط بسبب ما حدث في اليوم السابق، أو انها فعلًا نسيت كل شيء حدث بينهم وقررت التصرف كما لو لم تعرفه قبلًا.
تمنّى حقًا ان يكون الأمر هو الإحتمال الأول.وصلوا لقاعة الطعام ووجدوا الجميع في اماكنهم.
القتْ ليتيزيا تحية الصباح بهدوء وتلقت الرد من لويجي، جابريل واندريا.
جلستْ ليتيزيا قرب لويجي كما فعلت في اليوم السابق، الّا ان انتونيو كان امامها مباشرة هذه المرة.
لم تعر ليتيزيا للأمر اهتمامًا كبيرًا، فقط ابقتْ نظرها للأسفل وحاولت ان تتصرف كأنها غير موجودة.
أنت تقرأ
أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast
General Fictionليتيزيا؛ ذات الستة عشر عامًا زفَّ اليها والدها خُطَّته بتزويجها قسرًا من رجل مافيا خمسيني لأجلِ مصالح مشتركة ما بين العائلتين. تخضع مُرغمة للذهاب مع عائلتها من امريكا إلى ايطاليا لغرضِ اتمام الزواج الظالم، الَّا انَّها تتبع خيوط خطتها الإنتحارية الل...